دلشاد عقراوي هامبورغ-المانيا
لااعرف لماذا اصبت بالرعب والفزع حينما سمعت دعوات رئيس الوزراء السيد نوري المالكي الاخيرة للبعثيين ال المصالحة والعودة الى العراق متعهدا بحمايتهم وعدم التعرض لهم بسوء، حيث استرجعت في ذهني وذاكرتي صورا من قمع ودموية النظام البعثي الصدامي بحقنا نحن الكورد وبحق اخواننا العراقيين الاخرين في الوسط والجنوب، وخصوصا الشيعة. لا اريد ان اشبه المالكي بصدام، فمن الظلم ان نقارن بين الاثنين، فالمالكي رجل مناضل وتعرض لاضطهاد وظلم نظام صدام، ومهما كانت له سلبيات واخطاء فلا يمكن ان يكون مثل صدام حسين.والمشكلة هنا هي ان الطريقة التي تحدث بها المالكي فيها نزعة استبدادية وديكتاتورية، وسعي للسيطرة والاستحواذ والغاء الاخرين.
الشيء العجيب والغريب ان رئيس الوزراء يريد ان يلغي الدستور او يغيره بالشكل الذي يقوي سلطة الحكومة الاتحادية ويضعف ويهمش سلطات الحكومات المحلية، علما انه وحزبه كانت مساهمتهم اساسية ورئيسي في كتابة الدستور وفي تشجيع الناس على التصويت له، وفي توجيه الانتقادات للذين وقفوا ضده وطرحوا في حينه نفس الملاحظات التي طرحها المالكي واطلقوا نفس دعواته الاخيرة.
ويريد ان يبث الروح والدماء في شرايين البعث والبعثيين الذين ارتكبوا من الجرائم طيلة خمسة وثلاثة عاما ما يندى له جبين الانسانية، وكان المالكي وحزبه احد ضحايا هذا الحزب. كيف لانخاف ونقلق ونصاب بالفزع نحن الذي تعرضنا لابشع انواع الظلم والاضطهاد على ايدي السلطات المركزية في عهد صدام؟.. وكيف نثق بمن يسعى ويحاول مصادرة المكاسب المتحققة من سقوط نظام صدام وزوال حزب البعث، ويجعل مصائرنا ورقابنا وحياتنا في دوائر السلطة ببغداد ، وشراذم النظام الصدامي البائد؟؟.
من يضمن لنا اذا تركزت الصلاحيات والسلطات في قبضة السلطة المركزية ببغداد وعاد البعثيون الصداميون الا تتحرك الجيوش ضدنا عندما نختلف معها حول قضية ما؟؟.. ومن يضمن لنا الا نتعرض للاضطهاد من جديد اذا انسحب الاميركان من العراق، وتغير الدستور واصبحت معظم مقاليد الامور في بغداد؟؟.. صدقوني لا اريد ان اسيء لرئيس الوزراء ولا اتهجم عليه ولا اسيء له.. ولكن فقط اردت ان اقول لاتعيدوننا الى الماضي الاسود، حيث المقابر الجماعية والاسلحة الكيمياوية والانفال وغيرها وغيرها..
https://telegram.me/buratha