ميثم المبرقع
التفجيرات الاخيرة التي استهدفت تجمعاً عشائرياً في ابو غريب والمتطوعين قرب اكاديمية الشرطة ومواقع في محافظة الموصل رسالة واضحة جاءت بعد تطورات امنية وسياسية ودعوات للمصالحة الوطنية وتقريب عناصر وقيادات عسكرية من ضباط الجيش السابق.
يبدو ان الرفض الذي ابداه مصدر مقرب من عزة الدوري لمبادرة دولة رئيس الوزراء للمصالحة ودعوته قبل أيام أعوان النظام السابق للعودة الى العراق بعد إجراء مصالحة معهم حيث قال هذا المصدر في نص حديثه ( إن البعث ورجاله ومجاهديه يرفضون بل ويستنكفون اللقاء والتوافق مع العملاء والجواسيس والخونة) هذا الرفض تجسد بفعل على الارض.
ننقل نص كلام المصدر – وناقل الكفر ليس بكافر- كما يقال من اجل ان تتضح حقيقة وبشاعة ازلام النظام السابق وقيادييه من جناح المجرم الهارب عزة الدوري وجناح يونس الأحمد. وربما رافق هذا الرفض الاعلامي فعل ميداني على الارض لتعزيز مواقف هؤلاء المجرمين عبر احداث سلسلة من التفجيرات الارهابية في بغداد لاثبات الوجود من جهة والوقوف ضد مساعي المصالحة الوطنية من جهة ثانية.
الحكومة المنتخبة برئاسة السيد المالكي جادة وحريصة على استيعاب ضباط الجيش السابق المقيمين في اكثر من عاصمة عربية وكذلك جادة في المصالحة الوطنية مع من تورط في الانتماء لحزب البعث ولكن جدية وحرص الحكومة قوبل بفعل ميداني على الارض من قبل قوى ارهابية لا تريد انجاح المصالحة او عودة جنرالات الجيش السابق الى العراق.
الاختراق الامني الاخير لا يعكس تخوفاً من انهيار الاستقرار الامني في العراق كون تلك العمليات جاءت بطريقة يصعب السيطرة عليها في اغلب دول العالم المتطورة والمتحضرة لكنه يكشف في نفس الوقت عن ان الاعداء يخططون ويتفننون في الوصول الى اهداف مرسومة لافشال الجهد الامني في العراق واثبات الوجود او الايحاء بان ما حصل من استقرار امني هو هش وقلق.او قد يقال ان هذه التفجيرات من تخطيط النائب الهارب محمد الدايني كرد فعل على رفع الحصانة عليه او محاولة اعتقاله وهو نائب صدامي تسلل عبر صناديق الانتخابات الى قبة البرلمان.لا فرق فقد تعددت الدوافع والضحية واحدة وهو الابرياء من ابناء شعبنا.
ان التلاعب بارواح الناس واعتبار اشلائهم المفخخة رسالة لاغراض سياسية هو فعل جبان وارهابي لا يمكن ان يقبله أي انسان يمتلك ذرة من الحياء الوطني والاخلاقي والانساني وهذا النمط البشع لا يمكن مصالحته او التعايش معه.
https://telegram.me/buratha