ابو باقر الموسوي
قد نسمع في المحتركات السياسية بأن هنالك ضرورة لفعل أو لقرار معين يكون صاحبه قد أتخذه تحت ضغط ظروف معينة تجبره على ذلك القرار وقد يكون معذور أذا ما وضحت الأسباب الموجبة لذلك الفعل أو القرار .وفي حقيقة الأمر لا أتصور بأن هنالك دوافع أو ظروف ممكن أن تفسر القرارات والأفعال الأخيرة لعمل الحكومة , ففي الواقع أن الفوز الذي حققته قائمة ائتلاف دولة القانون ( إن كان فوز حقيقي خال من التلاعب الدفين ) لم يأتي إلا برغبة الشعب في قيام دولة القانون ومحاربة الخارجين عليه وهذا ما كانت تحمله قائمة دول رئيس الوزراء الموقر , ولكن للأسف الشديد سرعان ما تبخرت كل هذه الشعارات بغية تحقيق تحالفات رخيصة من أجل الحصول على مقاعد في مجالس المحافظات وتحالفت دولة القانون مع الخارجين عليه وبذلك يتساءل المواطن هل كل الذي حصل مجرد دعايات انتخابية فمحاربة الخارجين عن القانون وعمل خطة أمنية في كل محافظة وصولة الفرسان وبشائر السلام ووو.... هل كل هذا ضمن الاستعدادات الانتخابية وينتهي بأنتها الحملة الانتخابية وبعدها يتصالح المختلفان ويأتلفان !!!
وإذا كان بالإمكان من باب ( فرض المحال ليس محال ) أيجاد جواب لهذه التصرفات فهل ستجدون جواب للأفعال الأخيرة التي يندى لها الجبين والتي تفتقد أدنى روح العقيدة والمبدأ القويم فبالأمس كنتم في الائتلاف العراقي موحد وقد كان لهذا الائتلاف برنامج سياسي متفق عليه من الجميع وقد اختاركم رئيساً للوزراء من داخل هذا الائتلاف متفقين على مبادئ أساسية في المشروع السياسي الآني والمستقبلي وإذا بسيادتك تصرح اليوم وتدعو إلى مراجعة العملية السياسية والدستورية !!!
وفوق كل هذا وذاك تأتي الطامة الكبرى حينما تعلن متبجحاً وكأنك تعلن مشروع وطني ولا تبالي بالمعترضين عليه مهما كانوا وتقول للبعثيين وأعوان صدام الملطخة أيديهم بدماء العراقيين والذين مازالوا يدعمون الإرهاب ولكل منهم مجاميع خاصة لهدر دماء الشعب العراقي ((أرجعوا إلى العراق على الرحب والسعة وقد عفونا عن كل ما في ذمتكم من دماء !!!))
الله الله أين المبادئ يا مالكي كفاك استخفافاً بدماء العراقيين فهذا ليس حقك وليس من شأنك ووجودك في هذا المكان لا يعطيك العفو عن القتلة لأنك لست ولي دم بل أنك بهذا الفعل تكون هادر لدم العراقيين .فهل من مبادئ السيد الشهيد محمد باقر الصدر ( رض ) العفو عن القتلة والبعثيين الملطخة أيديهم بدماء العراقيين وهل من مبادئ حزبك صاحب التاريخ الجهادي كما تدعون أن ينتهز الفرص حتى على أجساد العراقيين وعويل اليتامى والأرامل .
نأمل أن تخلو إلى نفسك وتراجع وضعك وقراراتك وتقيسها بالواقع المأساوي الذي عاشه الشعب العراقي وقوافل الشهداء التي أعطاها من خيرة أبنائه من أجل الخلاص من حكمهم الدموي فهل من حقك أن تقلب صفحة جديدة وتعيد البعث ليتحكم برقاب العباد ويفسد في البلاد وكلنا أمل أن يصحا ما بقى من ضمير في شخصكم الكريم .
https://telegram.me/buratha