المقالات

(( الرؤوف الرحيم ..... محمد !.))


( بقلم : حميد الشاكر )

( لقد جآءكم رسولٌ من أنفسكم عزيز عليه ماعنتّم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم )

**********في طريق البحث عن محمد الرسول العظيم صلى الله عليه واله الطيبين الطاهرين ، يحتار الباحث والكاتب والطالب ... من اين يبدأ رحلته للتعرّف على شخصية هي من الضخامة بحيث انها اصبحت رسولا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله بأذنه وسراجا منيرا ... !.والحقيقة انا شخصيا لم أجد مدخلا من خلاله استطيع التعرّف على رسول الاسلام الاعظم محمد بن عبدالله ص مثل مدخل القرءان الكريم ، هذا الكتاب الالهي المُختلف بكل ابعاده عمّا نقرأه من كتب أخرى تأريخية وفلسفية وعقائدية واخلاقية وسياسية واقتصادية ونفسية .... كتبت حول حياة الرسول الاعظم محمد ص ، ليس لانه كتاب الله الكريم فحسب ، ولكنه ايضا لانه الكتاب الذي يحتوي على خلاصة علم المطلق سبحانه وتعالى الذي فيه تبيان كل شيئ لضرورات حياة البشر ، والذي احتوى على الكثير من الاشياء مالكة الخصوصية الشديدة ، ما يعني من جانب آخر ان هذا الكتاب الكريم هو الذي يهيئنا الى كيفية ان نعرف ونتعرّف على محمد الانسان ص من خلال الله سبحانه وتعالى ، كما اننا تعرفنا عن قرب على الله جلّت عظمته من خلال محمد رسول الله ص !.

اي بمعنى : أنك تتعرف على محمد ص من خلال التواريخ والسير وكتب الاحاديث التي دونها المؤرخون شيئ عظيم وجيد ، حتى انك عندما تتعرف على محمد الرسول من خلال محمد الرسول نفسه ايضا شيئ غاية في السمو والرقي ، كما مثلا ورد عنه صلى الله عليه واله وسلم قوله عن نفسه :(( أنا سيّد ولد آدم ولافخر ، آدم فمن دونه تحت لوائي )) ولكنّ يبقى كل مانُقل حول الرسول الاعظم محمد في التواريخ والسير والاحاديث والدراسات ... هو عرضة للنقص والسهو البشري هنا وهناك ، او للغلو أوعدم معرفة منزلة وحق الرسول في احيان كثيرة ، أمّا القرءان الكريم كتاب الله العظيم ، فكل حرف وكلمة وجمله فيه بقدر ، وكل زاوية ولمسة ووصف ونعت فيه بميزان ، وكل اشارة وادارة وتوسعة واختصار فيه بحق ، ولهذا هو بالاضافة الى انه الوثيقة التي لايمكن الشك في مصداقيتها حول ما كُتب حول وفي الرسول الاعظم محمد ص ، فهو كذالك الكتاب الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه ، وهو المحفوظ من غشّ الخلق من قبل الله سبحانه وتعالى ، ولهذا ورد عن أهل بيت الرسالة والنبوة قول الصادق جعفر بن محمد وكذا الباقر محمد بن علي زين العابدين عليهما السلام قولهم :(( ماجاءكم عنّا فاعرضوه على القرءان فماوافقه فخذوا به وما عارضه فهو زخرف من عمل الشيطان )) او في رواية أخرى :(( فاضربوا به عرض الجدار )) !. والى هنا نفهم ايضا مقالة الرسول الاعظم محمد ص المروية بهذا الصدد في قوله لعلي بن ابي طالب عليه السلام :(( ياعلي لايعرفني الا الله وانت ...)) اي لايعرف منزلتي وحقي وصفاتي وموقعي الا الله سبحانه وانت الذي تعرفتّ عليّ حق المعرفة من خلال وحي الله سبحانه في القرءان الكريم ، وليس فحسب معرفتك ليّ بسبب نسبي لك وبنوتي لطفولتك وقرابتي العضوية من لحمك ودمك !.

أذن بادئ ذي بدء نحن أمام شخصية أنسانية لها من الكمال البشري مايجعلنا في حالة عجز تام من ادراك سعة مواصفات هذه الشخصية الرسالية النبوية الربانية الالهية البشرية ، ولهذا نحن لجأنا الى البحث عن مصدر يقربّنا قليلا من معرفة العظيم محمد ص ، وبما ان الله سبحانه وتعالى هو اوثق مصدر واعظم معلم لنّا وافضل مربي يربّنا ، كان لنا في كتابه العزيز النافذة ، والتي من خلالها نطلّ (على سعة ومقدرة اطلاعنا وعلمنا ) على صفات وسمات وسجايا واخلاق وآفاق ومزايا الرحيم محمد ص !.

ان من بين البحر الواسع لصفات واخلاق ومزايا وافاق .... محمد العظيم ص تبرز تلك الصفتان الجوهريتان في شخصية الكريم محمد كلؤلؤتين قرءانيتين يذكرهما الكتاب الكريم في حياة محمد ، وهما صفتا (( الرؤوف الرحيم )) كما ورد في قوله سبحانه وتعالى :(( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتّم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم )) ومع ان هذا النص القرءاني العظيم يشير الى اكثر من صفة وأفق ومحور في شخصية محمد الرسول ص ، كالنفاسة والعزّة والحرص على المؤمنين ، الاّ ان كل هذه المواصفات العالية القيّمة اختصرتهما صفتا :(( الرؤوف الرحيم )) باعتبارهما القاعدة التي تُبنى عليهما الكثير من شخصية محمد الرسول ص القيادية والرسالية والابوية ... وغير ذالك بالنسبة لهذه الامة ، لاسيما ان فهمنا من طريق آخر ان فلسفة الرسالة الالهية برمتها ، والاسلام بخاتميته جاء على اعتبار انه رحمة للعالمين في قوله سبحانه :(( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين )) فعندئذ كأنما تكون الرحمة الالهية المطلقة للبشرية هي الغاية البعيدة جدا من كل مشروع النبوة والرسالة وانزال الكتب وبعث خاتم الرسل للعالمين ، فهنا اذن نحن أمام رسالة الاهية خاتمة هي في الاساس موجهة لتكون نوع هدية رحمة اخيرة للبشرية ، مضافا لذالك ان رسالة الرحمة مرسلة بواسطة الرؤوف الرحيم محمد ص ، لتكون هناك انسجامة تلقائية بين غايات واهداف الرسالة الالهية العظيمة في ( الا رحمة للعالمين ) وبين حامل هذه الرسالة للبشر اجمعين في (( وما ارسلناك ) انت ، ولولا كون محمد الرسول رؤوف رحيم حسب هذا المفهوم لما كان لرسالة الرحمة الاسلامية للعالمين جميعا ان تأتي على يد غيره مطلقا !.

نعم ماميّز العظيم محمد ص بالفعل ، وبنص الكتاب الكريم صفتا (( الرأفة والرحمة )) مع انه لايخفى ان لمحمد الرسول ص في القرءان الكريم مواصفات غير هاتين الصفتين الشيئ الكثير وفي جميع جوانب الحياة الاخرى ، كصفة القائد المحرّض والثوري في (( حرّض المؤمنين )) %E

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك