( بقلم : محمد فوزي )
طلب الرسول الكريم محمد (ص) وهو في شدة مرضه وقبل وفاته روحي له الفدى قرطاسا وقلما كي يكتب للمسلمين كتابا قال أنهم لن يضلوا بعده أبدا .. ذلك الكتاب الذي لم يكتب بسبب رفض عدد من الصحابة والذي ندفع ثمن عدم كتابته منذ أكثر من 1400 عام .ماذا لو كان كتب ؟ الم يكن حال المسلمون غير حالهم اليوم . الم يتحمل أولائك الصحابة دماء الملايين من المسلمين التي أراقها المسلمون بتعنتهم ورفضهم كتابة ذالك الدستور الذي أراده نبي الرحمة إن يكتب . أي تفكير تملكهم في تلك اللحظات ليفرضوا إرادتهم على إرادة رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى إنما بوحي يوحى ؟ هل نسوا ذلك أم كان يعتمر في نفوسهم أهواء ومصالح دنيويه حالت دون إرادته . لماذا نقلوا أمانة المسلمين من عنق الرسول الكريم إلى أعناقهم التي لا تكاد تحمل ابسط وزر وهم الضعفاء إمام ابسط المعضلات ولطالما عجزوا عن حل ابسطها ؟ هل كانوا فعلا يريدون مصلحة ألامه أم أنهم كان لهم مطامح أخرى ؟ لماذا لم يصر الرسول (ص) على كتابة الكتاب واكتفى بالغضب منهم وأمرهم بالانصراف من حوله ؟
هل أحس بالمرارة من عصيانهم وهو على قيد الحياة أم هي إرادة الله في إن يمر أمر عظيم كهذا الأمر دون إن ينتبه له احد من المسلمين في ذلك الحين مرورا عابرا وهو يمثل مصير امة تمتد لآلاف السنين ؟ هل كان محمد (ص) راضيا عن فعلتهم هذه التي تعلق عليها كل تمزيق للامه الاسلاميه بعده ؟... يقال إن احدهم قال حسبنا كتاب الله انه(أي الرسول (ص) ) يخطرف وأي جرأة هذه على رسول الله ؟ وهل هذا القائل اعلم من رسول الله بكتاب الله إلى الحد الذي جعله لا يحتاج إلى دستور نبيه ؟ أي جهل يحمل هذا الرجل برسول الله وبقرانه حين يضن انه لا حاجة له بدستور نبيه وان كل معضلات المسلمين سيحلها بإحكام كتاب الله . وهل يعلم إن كتاب الله هو دستور عام وان كل دستور بحاجة إلى قوانين ؟ ثم لو كان هذا الرجل فعلا قادرا على إن يسير ألامه على كتاب الله هل ضن إنه سيضل مخلدا لكي يحكم المسلمين بقوانين يستنبطها من كتاب الله وهل ظن إن الناس كلها على شاكلته في فهم كتاب الله واستنباط إحكامهم منه بالحق دون مصلحة أو انحياز . لاشك انه قصر نظر وبعيد خطر جزاه الله على ما كان ينوي في موقفه هذا والله اعلم بسريرته وما نحن إلا ضحايا رايه ...
لا اذهب بعيدا بخواطري بهذا المصاب وأرجو من القارئ إن يصبر معي ولا يتهمني بالزندقة لأقول لعل الله جل وعلى ألمه أن يرى إن أحب خلقه لابد إن يموت بأمر منه قد سبق وحبا به أراد إن يكرمه بان يكتب لامته شيئا يحفظ دماءهم وذممهم فيه ولكن رؤيته لهم بهذه الحال من عدم الاكتراث وتعاملهم مع نبيه بجفوة ووصفهم له بالهجر أسخطه عليهم فأوحى له بترك أمر الكتابة وان يأمرهم بالانصراف كي ينسوا هذا الامر عقوبة لهم وما حديث الاخشبين إلا مثلا للحال .... أرجو إن لا نبني على هذا الاحتمال ولكنه مجرد تساءل مشروع يمكن طرحه و ما يدمي القلب هو ماذا لو كان المسلمون بمستوى الحدث ونفذوا أمر الرسول (ص) وكتبوا الدستور الذي أراد إن يكتب لا شك انا كنا في حال غير حالنا هذه وما وجدنا بعد رسولنا الكريم هذا اللبس والتفرق وكل يدعي انه هو على الحق والأخر على الباطل ولما تشرذمنا تحت حب السلطه والدنيا والابتعاد عن الله وكل يفسر كتاب الله وفق مصلحته وغايته والغايات شتى والقلوب بأوجه عدة وكتاب الله حمال ذو أوجه كما قال الإمام علي (رض) ....انه مجرد تساؤل يدمي القلوب.
https://telegram.me/buratha