( بقلم : احمد المبرقع )
لا يبدو لي صحيحا ان تتخلى الأحزاب عن إستراتيجيتها بهذه السرعة سعيا وراء المصالح الشخصية والمكتسبات التي تتحقق من وراء السلطة فكيف يكون هدفنا ساميا ونحن نبدل مواقفنا من يوم الى اخر او عشية وضحاها فهذا وفق منطق الاخلاق غير صحيح ووفق منطق الاهداف خاطئ جدا فانت تشكلت وتأسست من اجل مبدأ معين ثم بين يوم واخر تبدل مبادئك ومن اجل ماذا وهو سؤال وجيه يقودنا الى الشك عن اهداف الحزب الذي تأسس من اجلها فهو قد يكون من اجل شيء قال اشياء ولكن الصحيح هو ان تبقى ثابتا في مواقفك مهما كانت لا تغيرك الايام ولا المغريات فانت مؤمن بقضية يجب ان توصلها للاخرين بل يجب عليك اقناع الاخرين بها وكما قالت الوردة التي قطفوها بان من ورائي برعما سوف يثور .
وقد اذهلني حزب الدعوة كثيرا بعد سقوط الصنم وكنت احسبه من الاحزاب المجاهدة والمناضلة التي قاومت النظام كثيرا ولكن هذه المعلومة كانت لشديد الاسف خاطئة اذا ما عرفنا ان اغلب قيادات حزب الدعوة كانوا في لندن وفي امريكا وما زالوا يحملون (جنسيات ) تلك الدول التي كانوا يعيشون فيها حيث انهم لا يعلموا قط أي شيء عن الواقع العراقي وعلى ما يبدوا انهم استسلموا لصدام ولحزب البعث فلم نشهد لهم أي عملية نضالية تكتب لهم او تشير لهم .
اما بعد سقوط الصنم فقد سارعوا الى الاستحواذ على المناصب والكراسي وقد تشبثوا فيها متمسكين الى حد النخاع او حد الانفصال و كما شاهدنا الانشقاقات المتكررة كما انهم تنكروا لكل جميل ولكل معروف فقد عادوا الى طبيعتهم الانقلابية مع انفسهم ومع الاخرين وهو منهج مرفوض لهذا الحزب الذي اعلن حصرتي عليه ( كوني ابنا لاحد شهداء هذا الحزب ) بعد ان جاهد الاولين من مجاهدين القادة على تشكيله ليأتي قادة اليوم المتنصلين عن كل ما يمت بصله لهذا الحزب لا من حيث الافكار فحسب بل من حيث المباديء والقيم وفضيحة عودة البعثيين الى الحكم ومساندة الدعوة لهذا القرار جاء ليقصم ظهر البعير ( حزب البعث الذي اعدم والدي وغيره من المجاهدين رحمهم الله جميعا ).
واليوم لا نجد أي دعوة اسلامية من قبل حزب الدعوة بل هي دعوة للاستحواذ والكسب المادي والمعنوي والوعود الكاذبة من تعيينات ومجالس اسناد ومجالس اخرى الغرض منها معروف . ان على قيادات حزب الدعوة الاصلاء الثورة على اصحاب النفوذ في يومنا هذا وان يقوموا بحملة تغيير واسعة في صفوفهم بغية الحفاظ على ما تبقى من ماء الوجه وحفاظا على اسم القادة الكبار الذين اسسوا هذا الحزب وان يبينوا للناس من هو قائد حزب الدعوة ومن هو مرجعهم الروحي الذي يفتي لهم ما يقومون بفعله .
https://telegram.me/buratha