المقالات

في عيد المرأة .. مأساة امرأة شابة

1098 17:48:00 2009-03-08

( بقلم : ناهدة التميمي )

هي في العشرينات من عمرها .. تزوجته بعد قصة حب عاصفة لوجود خلافات بين العائلتين ... كان شابا كالقمر ليس لديه ميول سياسية اريحي ويبتسم للنسيم ان مر عليه ذكيا شغولا محبا لعائلته راعيا لهم .. حاول الخروج من العراق الى مصر او الاردن هربا من احداث العنف في حينها ولكنه لم يمنح فيزا دخول .. تخرج من معهد تكنولوجيا .. وحاله حال مئات الاف من شباب العراق الخريجين في هذا الزمن الصعب لم يجد عملا حكوميا .. رزق منها بولد وبنت .. سكنوا احدى العمارات السكنية في ديالى ولانه لم يجد عملا حكوميا فقد استاجر محلا صغيرا تحت سكنه يعتاش منه وعائلته الصغيرة ضمن اختصاصة الميكانيك ..

كانت احداث العنف على اشدها في ديالى والقاعدة تعصف بالمحافظة عصفا تخريبيا هائلا وتحاول ان تقتل كل شيء يدب فيه الحياة وتمنع اي انسان ان يذهب لعمله في محاولة واضحة لشل الحياه وايقاف عجلتها الدائرة وعرقلة عمل الدولة .. كانت هذه المراة الشابة تخشى عليه من هذه الاحداث .. تنظر اليه بين الحين والحين من شرفة شقتها لترى ان كان بخير خشية عليه .. في هذه الاثناء انجبت طفلتها الثالثة وكانت نفساء عندما سمعت دويا مرعبا وجلبة وانفجار هز اركان العمارة التي تسكنها وتداعت له كل الاثاث في منزلها.. هرولت الى شرفة شقتها لترى ماذا حصل... وكانت الفاجعة المؤلمة وجدته مسجى على الارض محترقا وقد طارت ذراعه من الانفجار .. انه الارهاب والقاعدة اللعينة دخلت عليه المحل الصغير وفجرت المحل واحرقته عليه دون ذنب الا انه يريد الحياة لعائلته وقتل في الانفجار .. لم تستطع تحمل المشهد العظيم سقطت على الارض مغشيا عليها .. شلت ولم تستطع بعد ذلك ان تنهض ابدا .

هذه المرأة الثكلى تعيش اليوم مأساة ما بعدها ماساة .. اذ انها لاتستطيع العناية بصغارها وحيدة وهي مشلولة .. وهي تبقى احيانا يوم او يومين دون ان ياكلوا شيئا ليس بسبب المال لكن لان احد لم يمر بهم او يطبخ لهم شيئا لان اهلها في بغداد واهله قضى معظمهم في احداث العنف والباقي يسكن بعيدا .. الناس من اهل المروءة يمرون بها احيانا ليطبخوا لها شيئا او يتبضعوا لها بعض الاشياء المهمة ا.. او يحمموها او يحمموا الاطفال .. وان لم يمر بهم احد يجوعون ويتسخون و يبقى البيت مقلوبا ..

ليس هناك في العراق من رعاية اجتماعية كما في الغرب لتعتني بمثل هذه الحالات او توفر العلاج لها او الرعاية لاطفالها الصغار .. ليتنا نتعلم من الغرب كيف يعتنون بالمريض او المعوق او الطفل القاصر الذي لايستطيع الاهل العناية به ورعايته .. هذا نموذج من كثير من نسائنا العراقيات اللواتي عانين ومازلن يعانين من هموم كثيرة لاتعد ولاتحصى في بلد الخيرات والنفط والمياه والمعادن والاضرحة والموارد الكثيرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Zaid Mughir
2009-03-09
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ...كان النائب المجاهد محمد الدايني يرعى أهالي ديالى ...وخصوصا موالي أهل البيت ..وأكيد أنه سيعالج هذه المشاكل من جحره كما كان صدام يجاهد من جحره ...وكذلك طالح المطلك الغيور لأن لديهم اليد الطولى في ديالى ...اللهم أنتقم من كل مجرم أرهابي وكل من يعين على الأرهاب ...كلهم من نطف حرام ...من صدامهم الى آخر بعثي نتن...اللهم بحق مولد سيد العالمين محمد (ص) افضح كل المنافقين أعداء الأنسانية , وقر عيون المؤمنين بفرج أنت أوعدتنا فيه يا الله بحق محمد وآل محمد
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك