المقالات

مصالحة أم مصلحة

1419 23:13:00 2009-03-08

بقلم : علي الملا

المصالحة الوطنية ليست خطوة جديدة في العملية السياسية وإنما هي من المبادئ الأساسية التي أقرت سابقا وتم العمل عليها لأكثر من أربع سنوات , وقد حققت بعض النتائج الملموسة على الساحة العراقية من خلال الجهود الجبارة التي بذلت من أجل الوصول الى نقاط توافقية بين الأطراف المختلفة وتقريب وجهات النظر .وفي الأيام الأخيرة شهدت المصالحة الوطنية ( نشاطا ) كبيرا بعد إعطاءها جرعة مفرطة من المنشطات الهرمونية مما أهلها لنيل الوسام الذهبي في سباق ( القفز بالزانة ) على العملية السياسية . وتحولت من جمع الشعب تحت خيمة العراق الواحد الى جمعه تحت خيمة الحزب الواحد ومن ثم القائد الواحد ( الضرورة ) . وهذا المشهد الذي نراه على شاشة الفضائية العراقية الغراء من تجمعات لشيوخ العشائر الذين يتم ( إستدعاؤهم ) إلى بغداد بشكل منتظم ويومي ليس بالمشهد الجديد وكأنه نسخة طبق الأصل عن التجمعات العشائرية التي أقامتها الحكومة في بغداد بعد الأنتفاضة الشعبانية المباركة عام 1991 لتجديد البيعة والولاء إلا أنها تختلف بشيء واحد وهو عدم هتاف الحاضرين ( بالروح بالدم ) .وفي الحقيقة أننا لا نعترض على أي شخص يريد أن يضم تحت رايته كل شعب العراق من دون أن يستخدم قوة السلاح لفرض ذاته , ولكن ما نعترض عليه هو تسخير أموال الدولة وإعلامها وإمكاناتها الأخرى فضلا عن تسخير قضية وطنية عامة ومشروع سياسي لكل الأطراف المشتركة في العملية لخدمة شخص واحد أو حزب واحد لأن ذلك لن يؤدي الى إنحراف المصالحة عن مسارها فقط وإنما سيؤدي الى إنحراف العملية السياسية برمتها . كما أن ما صدر على إثر هذه التجمعات من قرارات خطرة وإنفرادية في التعامل مع المعارضين للعملية السياسية وطي صفحة الماضي التي ستطوى معها دماء ( المئات من الآلآف ) الذين جعلوا قرابين لهذه العملية السياسية وثمنا دفعوه بالنيابة عن كل عراقي يتنفس الهواء الآن . والسؤال المهم والمتشعب الذي لابد من طرحه على العرابين لهذه المصالحة { ألم يكن من الأحرى بكم أن تتصالحوا مع شركاءكم في العملية السياسية بدلا من التصالح مع المناوئين الذين لا يعترفون بالعملية السياسية بل ولا يعترفون بكم أصلا ؟ وهل سيتصالحون معكم إذا ( عجبهم ) من دون أن تقدموا لهم تنازلات كبيرة ؟ أليس شركاءكم أولى بهذه التنازلات من الخصم ؟؟؟؟؟؟ } .إن ما نفهمه من كل ما يدور أن هناك تلاعبا لغويا بسيطا قد حصل في كلمة المصالحة ولكن نتائجه ستكون أكبر من خارطة العراق , حيث تم حذف حرف ( الألف ) من وسط كلمة مصالحة لتتحول الى ( مصلحة ) يجب تحقيقها بأي ثمن وليذهب العراق الى الجحيم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
أبو علاوي
2009-03-09
بسمه تعالى يا تهاني القلب نور في القلوب مولد النور محمد هل به تصفى درابين القلوب ثم نشدو ونغار سوف نرى اذا انجلى الغبار مصالح تظهر أم محـــــــــار غواصنا ان جــــاد في نياته وليس عمرو من له حـــوار فالصبر حتى يفتح المحــار ألـؤلــؤ يظهر أم غشاشــنا من لاطم وداين ومسلم مغوار فأشــــعري راح والعـــمارو نــعــوذ بالله ذوى الاشـــرار تسفيرهم تثريمهم حروبهم وجيش شعبهم تهجيرهم تذبيحهم تخطيفهم واللطم ذاك العار فهل غواصنا للؤلؤ دوار؟
Zaid Mughir
2009-03-09
كلما نسمع (مصالحة, لا لأجتثاث البعث) تزداد مخاوفنا ونشعر بأن جذور البعث بدأت تخضر وستنمو بهذه الأسمدة (المصالحة وغيرها) وما لا أريده هو أن نسمع ذات يوم مظاهرة تسير في شوارع بغداد تهتف(عدنان اسمك هز أمريكا) لأن هذا الهزاز حينما يهتز يفعل وأهالي حي الجامعة ذاقو المر من هزات أبو هزه..أو نسمع(باجر بالقدس يخطب ابن مطلك) والله الستار من مخططات أولئك المجرمين الذين يريدون اعادة حكم البيرية التي رجعت العراق 1000 سنة للخلف
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك