المقالات

مصالحة أم مصلحة


بقلم : علي الملا

المصالحة الوطنية ليست خطوة جديدة في العملية السياسية وإنما هي من المبادئ الأساسية التي أقرت سابقا وتم العمل عليها لأكثر من أربع سنوات , وقد حققت بعض النتائج الملموسة على الساحة العراقية من خلال الجهود الجبارة التي بذلت من أجل الوصول الى نقاط توافقية بين الأطراف المختلفة وتقريب وجهات النظر .وفي الأيام الأخيرة شهدت المصالحة الوطنية ( نشاطا ) كبيرا بعد إعطاءها جرعة مفرطة من المنشطات الهرمونية مما أهلها لنيل الوسام الذهبي في سباق ( القفز بالزانة ) على العملية السياسية . وتحولت من جمع الشعب تحت خيمة العراق الواحد الى جمعه تحت خيمة الحزب الواحد ومن ثم القائد الواحد ( الضرورة ) . وهذا المشهد الذي نراه على شاشة الفضائية العراقية الغراء من تجمعات لشيوخ العشائر الذين يتم ( إستدعاؤهم ) إلى بغداد بشكل منتظم ويومي ليس بالمشهد الجديد وكأنه نسخة طبق الأصل عن التجمعات العشائرية التي أقامتها الحكومة في بغداد بعد الأنتفاضة الشعبانية المباركة عام 1991 لتجديد البيعة والولاء إلا أنها تختلف بشيء واحد وهو عدم هتاف الحاضرين ( بالروح بالدم ) .وفي الحقيقة أننا لا نعترض على أي شخص يريد أن يضم تحت رايته كل شعب العراق من دون أن يستخدم قوة السلاح لفرض ذاته , ولكن ما نعترض عليه هو تسخير أموال الدولة وإعلامها وإمكاناتها الأخرى فضلا عن تسخير قضية وطنية عامة ومشروع سياسي لكل الأطراف المشتركة في العملية لخدمة شخص واحد أو حزب واحد لأن ذلك لن يؤدي الى إنحراف المصالحة عن مسارها فقط وإنما سيؤدي الى إنحراف العملية السياسية برمتها . كما أن ما صدر على إثر هذه التجمعات من قرارات خطرة وإنفرادية في التعامل مع المعارضين للعملية السياسية وطي صفحة الماضي التي ستطوى معها دماء ( المئات من الآلآف ) الذين جعلوا قرابين لهذه العملية السياسية وثمنا دفعوه بالنيابة عن كل عراقي يتنفس الهواء الآن . والسؤال المهم والمتشعب الذي لابد من طرحه على العرابين لهذه المصالحة { ألم يكن من الأحرى بكم أن تتصالحوا مع شركاءكم في العملية السياسية بدلا من التصالح مع المناوئين الذين لا يعترفون بالعملية السياسية بل ولا يعترفون بكم أصلا ؟ وهل سيتصالحون معكم إذا ( عجبهم ) من دون أن تقدموا لهم تنازلات كبيرة ؟ أليس شركاءكم أولى بهذه التنازلات من الخصم ؟؟؟؟؟؟ } .إن ما نفهمه من كل ما يدور أن هناك تلاعبا لغويا بسيطا قد حصل في كلمة المصالحة ولكن نتائجه ستكون أكبر من خارطة العراق , حيث تم حذف حرف ( الألف ) من وسط كلمة مصالحة لتتحول الى ( مصلحة ) يجب تحقيقها بأي ثمن وليذهب العراق الى الجحيم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
أبو علاوي
2009-03-09
بسمه تعالى يا تهاني القلب نور في القلوب مولد النور محمد هل به تصفى درابين القلوب ثم نشدو ونغار سوف نرى اذا انجلى الغبار مصالح تظهر أم محـــــــــار غواصنا ان جــــاد في نياته وليس عمرو من له حـــوار فالصبر حتى يفتح المحــار ألـؤلــؤ يظهر أم غشاشــنا من لاطم وداين ومسلم مغوار فأشــــعري راح والعـــمارو نــعــوذ بالله ذوى الاشـــرار تسفيرهم تثريمهم حروبهم وجيش شعبهم تهجيرهم تذبيحهم تخطيفهم واللطم ذاك العار فهل غواصنا للؤلؤ دوار؟
Zaid Mughir
2009-03-09
كلما نسمع (مصالحة, لا لأجتثاث البعث) تزداد مخاوفنا ونشعر بأن جذور البعث بدأت تخضر وستنمو بهذه الأسمدة (المصالحة وغيرها) وما لا أريده هو أن نسمع ذات يوم مظاهرة تسير في شوارع بغداد تهتف(عدنان اسمك هز أمريكا) لأن هذا الهزاز حينما يهتز يفعل وأهالي حي الجامعة ذاقو المر من هزات أبو هزه..أو نسمع(باجر بالقدس يخطب ابن مطلك) والله الستار من مخططات أولئك المجرمين الذين يريدون اعادة حكم البيرية التي رجعت العراق 1000 سنة للخلف
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك