المقالات

قوة الدستور ودستور القوة

1091 14:50:00 2009-03-08

ميثم المبرقع

قد تحتكم احياناً الشعوب الفاقدة الى النظام العام والحكومة الى منطق القوة لحل خلافاتها ومشاكلها وهو ما يحصل عادة في الدول التي تحتدم فيها الحرب الاهلية. وهذا المنطق بحد ذاته هو منطق الغاب يأكل القوي الضعيف وتتأكد اخلاقيات القوة والشقاوة والاستهتار وهذه المظاهر هي من مرتكزات الشعوب المتخلفة التي لا تعرف النظام او القانون. القوة وحدها لا تحل مشكلة الا لمواجهة قوة مماثلة تريد فرض اجندتها عن طريق القهر والتهديد والاكراه.واما في النظم المستقرة والمتحضرة فان الحاكم والمرجع الاكبر في حل الخلافات والازمات هو الدستور ولا احد يعلو على الدستور او يكون فوق القانون.

كنا نعاني من الحقبة الماضية بغياب الدستور والقانون والنظام وكل ما يختزله الواقع العراقي في شخصية الحاكم هو ما يخطه بيده ويصبح قانوناً ملزماً للجميع. الدستور هو الوثيقة الوطنية لعقلنة الخلافات وترشيد التوجهات وتحديد الصلاحيات وليس ثمة من يكون حاكماً عليه مهما كان موقعه. الدستور هو الذي يصحح السلوك العام للحاكم والفرد وهو الموجه لكل التوجهات غير المنضبطة والطموحات التي تتجاوز الحدود اكثر مما ينبغي.لو تعارضت مصالح الفرد او الحاكم مع الدستور فان حق الدستور هو المقدم وهو الاطار الذي تذوب فيه كل التوجهات والاتجاهات ولا يمكن توظيف الدستور لمصالح فئوية او حزبية.

التعاطي مع الدستور بانتقائية وانانية هو الخطر الاكبر على الدستور فان تجزئة الدستور بالايمان ببعضه والكفر ببعضه الاخر هو ازدواجية مقيتة لا ترقى الى الواقع الجديد في العراق الجديد. التقرب من الدستور هو خط احمر لا يحق لاحد تجاوزه او القفز عليه ومن يحاول التلاعب بالدستور او الاحتيال على بنوده فانه سيدفع الثمن غالياً ولن يحصد سوى المرارة والهزيمة والخسران والتجربة المعاصرة اثبتت حقيقة ما نريد تاكيده.

قوة الدستور هي الحاكمة وليس دستور القوة التي جربنا تداعياتها في العهد البائد فان الاصوات الناشزة التي تطالب بتغيير الدستور وفق معطيات فئوية وحزبية قضية خطيرة لا يمكن السكوت عليها او التسامح فيها فان مجلس النواب الممثل الشرعي للشعب العراقي هو الذي يحق له التعديل الدستور وفق مصالح عليها تنسجم مع متطلبات المرحلة والتعديل بحد ذاته هو حق دستوري وليس مناقضاً لروح الدستور بينما من يريد تغيير او تعطيله فانه غارق في مستنقع الاوهام والاحلام. والمفارقة ان دعاة التغيير او التعطيل للدستور هو انفسهم قد وصلوا عن طريق الدستور والذي اتاح لهم حرية المطالبة بالتغيير.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Zaid Mughir
2009-03-09
المشكلة بدأت منذ 14 تموز 1958 حيث قام عبد الكريم قاسم بضرب الدستور وجاءبالدستور المؤقت ..وتلاها الجهل الذي خلفه الحكم العفلقي ..العلاج هو تثقيف الشعب الذي لا يعرف ما هو الدستور بالأضافة الى الأبواق التي عارضت الدستور وأشاعو بكل جهل وصلافة بأن الدستور جائنا من أيران أو أميركا ( أتذكر حينها كنت في بغداد وقال أحد الجهلة لا للدستور ,فقلت له لماذا وكل الدول بدون دستور فوضى ..قال لي لأن فيه زواج المثل ..قلت له هل قرأت الدستور...؟ قال لا , قلت له أقرأ ولا تصدق فكثيرين يريدون هدم العراق) فكيف نداوي الج
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك