المقالات

الموازنة في الميزان

1227 13:30:00 2009-03-08

( بقلم : علاء الموسوي )

من المؤكد ان أي تسريع في انجاز القوانين وتشريعها والبت فيها، يعتبر من الانجازات الكبيرة في أي دولة تنادي بالديمقراطية كشعار لها، وماحصل في مجلس النواب من مساع وجهود حثيثة في ترشيد الموازنة الاتحادية لهذا العام، يندرج ضمن تلك المنجزات الكبيرة في عراقنا اليوم. الا ان تخمين موازنة مالية بمقدار (67) مليار دولار، اقل من سابقتها في العام الماضي والتي كانت بواقع (79) مليار دولار، ومن ثم تخفيض تلك الموازنة مؤخرا لتصل الى (58) مليار دولار، يعطي مؤشرات تستحق الوقوف عندها وطرح بعض الاسئلة المشروعة في فضاء التحري والاستقصاء. مطالبة تخفيض (21) مليار دولار من موازنة دولة بحاجة الى اكثر من (400) مليار دولار لاعمار البلد وبناء بناه التحتية، يوحي بامرين لاثالث لهما:

الاول، ان هناك اموالا وضعت (في الموازنات السابقة) في غير محلها وصرفت في موارد لاتستند الى أي مصداق شرعي او قانوني.. ولعل مطالبة البعض بتخفيض المخصصات المالية الممنوحة لمؤسسات ودوائر غير دستورية وصلت الى اكثر من (15) مليار دولار، تؤكد بان هناك مبالغ تم البت بصرفها بمصاديق فردية خارج القانون والدستور، لاسيما تلك التي تتعلق بمايسمى بـ(المعونات الاجتماعية) والتي للاسف تم استغلالها لدواع انتخابية بعيدة عن النهج المؤسسي لدولة المواطن والمؤسسات.

الثاني، عملية ارجاع مبالغ ضخمة من موازنة المحافظات للعام الماضي، والاعتماد عليها كسياسة قائمة في الموازنة لهذا العام، عبر تخفيض النسب الممنوحة لها، يترك الكثير من التساؤلات حول اهلية وقدرة محافظي تلك الحكومات المحلية في صرف الموارد المالية في مواضعها المناسبة ضمن رؤية اقتصادية مبنية على الحاجة الفعلية لاهالي تلك المحافظات.

كل هذه الاشارات تجعل من تشخيص حالة الفساد الاداري في دوائر الدولة ينحصر في دواعي تخفيض الموازنة اولا واخرا.. ذلك لان وجود مداخل غير دستورية في هرمية التصرف باموال الدولة، فضلا عن تنصيب الشخص غير المناسب في الحكومات المحلية، يعتبر الاساس في تفشي ظاهرة الفساد الاداري والمالي في البلد. ولن يمكن السيطرة عليه الا بعد محاسبة تلك الجهات المبذرة لاموال الشعب والتحكم بمقدراته واستحقاقاته ووضع سياسة رقابية من قبل مجلس النواب في تقرير وانشاء الموازنات المقبلة للدولة العراقية الحديثة. الامر الذي سيساعد بشكل ناجع لمواجهة آفة الفساد المستشري في هرمية السلطة قبل غيرها من المؤسسات والدوائر الخدمية. ولن تكون هناك حاجة فعلية لطرح شعارات التخلص من ذلك الوباء، في حال تم طرح الدواء المناسب للقضاء عليه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك