( بقلم : ميثم المبرقع )
قد يكون من الصحيح ان نظام البعث الصدامي قد سقط الى الابد في التاسع من نيسان 2003 ولكنه لم ينته اعلاماً وبقايا وموروثات فهو كالرائحة النتنة عندما تقضي على مصدرها تبقى تراكماته تزكم الانوف. سقوط نظام البعث في العراق لا يعني بالضرورة سقوط مستلزماته وموروثاته وبقاياه لانه حزب شمولي استأثر بالسلطة لاكثر من ثلاث عقود من الزمن وتجذر في كل مفاصل ومرتكزات العراق ومؤسساته.
طريقة البعث بالانتماء القسري وغلق المناطق للحزب وحده وخنق الحريات وضرب الاحزاب الاخرى سبب انتماءات كثيرة غير اصيلة وغير صحيحة بل ان الانتماء القسري ضمن اساليب الترغيب والترهيب كشفت عن مخاطر هذا الحزب المنحل. وان الجرائم والكوارث التي حدثت بعد سقوط النظام تحمل بصمات حزب البعث نفسه فهي نفس ممارساته الوحشية عندما كان في السلطة ولا يمكن ان تشير اصابع الاتهام الى غيره مهما كانت الجهات والفئات التي تقف وراء هذه الاحداث.
حتى عصابات القاعدة الارهابية فهي لم تكن تتحرك في مساحات العراق الواسعة دون ادلاء وحواضن وسماسرة من البعث فان اغلب عناصر القاعدة من جنسيات عربية متعددة واغلبهم لم يزر العراق سابقاً او يعرف تفاصيل المدن ومنافذها بل ان العراقي عندما يسافر الى محافظة اخرى يشعر انه بحاجة الى من يرشده على المكان الذي يقصده فكيف بالعربي الذي يصبح معروفاً بلهجته وهندامه ومزاياه وهو يتنقل بين محافظات البلاد؟سقوط النظام اسهم في تاسيس قناعات ومخاوف غير منضبطة وغير واقعية بل بدا بعض العراقيين يتوجس خيفة من القادم المجهول بسبب ما ارتكز في ذهنه من صوره بشعة من ممارسات النظام الطائفية وما يمكن ان يحدثه غيابه من ممارسات مماثلة من الانتقام والثأرات وردود الفعل الخاطئة ولكن بحكمة وحرص مرجعياتنا الدينية وقياداتنا السياسية استطعنا تجاوز هذه المخاوف والهواجس. والذي اصبح وليداً لاعلام النظام هو فضائيات مشبوهة يديرها بعثيون سابقون من مقربي عدي المقبور من عواصم عربية وخليجية وهو تمارس تعبئة السموم والاكاذيب والاراجيف والاوهام.
هذه الفضائيات تمارس ارهاباً فكرياً وثقافياً الى جانب جرائم عصابات القاعدة الارهابية بل هي التي تؤسس للارهاب والعنف في العراق الجديد. والقنوات التي تروج للجريمة وتشويه رموز العراق الوطنيين كثيرة ولكن ابرزها واخطرها هي قناة الشرقية التي يديرها البعثي السامي سعد البزاز.
https://telegram.me/buratha