بقلم : رياض الكربلائي
الآن صار التخوف من تصريحات السيد المالكي مبررا , لان تصريحاته , نحت منحا خطيرا لايمكن السكوت عليه , فتصريحاته الاخيرة والتي قال فيها " ان نتائج الانتخابات خلصت العراق من التقسيم " هذا التصريح الذي يحتمل تأويلات مختلفة , ويمكن للسابح والمتصيد , يأنس بهدوء المياه العكرة التي نضح بها مكتب السيد المالكي , واظن ان هذا التصريح سيقضي على كل امل لديه في ان يكون رئيس الوزراء الرابع للعراق الفيدرالي الديمقراطي .للاسف السيد المالكي لم يستفد من درس السيد الجعفري , وظل يجتر انتصارات حكومته على قوى الشر من ميلشيات طائفية وتنظيمات ارهابية , وكأن هذا العمل قام به وحده , وليس ناتج عن تكاتف حكومة وحدة وطنية .الحقيقة لاادري كيف يمكن لسياسي اسلامي يتلون ويتقلب ويكيل بمكاييل متعددة وهو الذي عانى لقرون من سياسة المكاييل , فهو في الوقت الذي تتعكر فيه مسيرة حكومته , يتحجج بأن هذا التعكر لا يتحمله بمفرده , لان الحكومة هي حكومة وحدة وطنية , وعندما تخطو الحكومة خطوات النجاح في فرض الامن او ادارة البلد , تراه يتبجح بأن هذا نتاجه هو " وحده لا شريك له " , وان كان ولابد فيمكننا تذكيركم ياسيدنا المالكي بأمور قد تكون غابت عن ذاكرتكم الشريفة :
اولا : انهيار القاعدة والضعف الذي دب في صفوف الحركات الارهابية , كان ناتج الوقفة المشرفة للصحوات في المنطقة الغربية , وهذه الصحوات هي نتاج عمل طويل قام به السيد الجعفري والشيخ همام حمودي والسيد جلال الطالباني اضافة الى تأييد ودعم من ادارة الرئيس بوش , وطبعا لا يخفى السبب الثاني وهو مقتل المجرم الزقاوي .
ثانيا : الانهيار الكبير الذي اصاب الميلشيات الخارجة عن القانون , كان بسبب الاحداث الشعبانية وما ترتب عليها من العزلة التي فرضها الشعب العراقي لهذه الميلشيات الخارجة عن القانون , ولولا هذه العزلة والنبذ لما استطاع احد من القضاء عليهم او تحجيمهم .
ثالثا : كل عمليات الاعمار والبناء التي ظهرت حركتها في العراق , لم تكن ناتجة عن ادارات مرتبطة بكم ياسيدنا المالكي , فحركة الاعمار في النجف تحسب للمجلس الاعلى الذي قاد مجلس محافظة النجف الاشرف , وحركة الاعمار في بغداد ايضا تحسب للمجلس الاعلى حيث لايخفى , الخلفية السياسية لامين بغداد , وكذلك هي عمليات الاعمار في المحافظات الاخرى , الوحيدة هي محافظة كربلاء المقدسة محافظها تابع لكم سيدي رئيس الوزراء وهي المحافظة الوحيدة التي تلكئ بها الاعمار وبشهادة اهالي كربلاء المقدسة ونظرة سريعة على المحافظة ستجد مدى البؤس الذي عاشت به المحافظة تحت ادارة صاحبكم الخزعلي ( محافظ كربلاء المقدسة ) .
والآن لنعود الى تصريحات السيد المالكي التي تطرق فيها الى تقسيم العراق , فلا يخفى ان اشد الناس مطالبة بتطبيق الفيدرالية في العراق هو المجلس الاعلى ومنظمة بدر والاكراد بكل تنظيماتهم , اضافة الى ان الفيدرالية هي مطلب دستوري يجب تنفيذة عاجلا ام آجلا , ولا يحق للمالكي ولا لغير المالكي ان يمنع الشعب العراقي من تطبيق فقرة دستورية اقرها ولازال يطالب بتطبيقها بأسرع وقت ممكن , فليست سبة للقوى المطالبة بتطبيق الدستور الذي نال رضى الشعب واقراره ان يطالبوا بالفيدرالية , بل انها سبة كبيرة عليكم سيدي رئيس الوزراء ان تقفوا عائقا امام تنفيذ مطاليب الشعب في الفيدرالية وصلاحيات اكبر للمحافظات .
ثم اننا كشعب عراقي لا نسمح لكم ان تفسروا اختياراتنا الانتخابية بحسب مزاجكم السياسي , فأذا كنا قد اخترناكم , فهو بسبب انكم (ساعدتم) في القضاء على القوى الخارجة عن القانون , واود ان اخبركم سيدي بأن تحالفكم مع التيار الصدري سلب منكم هذه النقطة المهمة التي وجهت اختار الشعب .
وايضا لم تكن في شعاراتكم الانتخابية اي اشارة الى قضية تقسيم العراق او وحدته , فلماذا تؤلون اختيار الشعب بهذه الطريقة , ثم من قال ان الفيدرالية هي تقسيم للعراق , واذا كانت كذلك فلماذا لم تسجلوا تحفظا عليها ايام كتابة الدستور .
وفي نهاية كلامي لابد ان أسجل اعترافا بأن السياسيين الكرد اسرع منا في اكتشاف مواطن الضعف وتسجيل سلبيات السياسيين , فقد سجلت لهم الوقفة الصلبة في وجه تنصيب الجعفري بالامس واليوم يضيفون الى سجلهم السياسي رفضهم لتصريحات المالكي ووقوفهم امام طموحاته الدكتاتورية .
https://telegram.me/buratha