المقالات

الفدرالية لا تعني التقسيم


عمار العامري

أن كل إنسان مسؤول عن أي كلام يصدر عنه وعليه أن يتولى تفسيره أذا حصل أي التباس لمنع التأويل الذي يفسر على خلفيته وان كلام الأستاذ نوري المالكي في لقاءه مع أبناء إحدى القبائل تم تأويله من عدة جهات وراحت تطبل في مقولته "أن نتائج الانتخابات أوقفت تقسيم العراق" ولا نعلم ماذا يقصد رئيس الوزراء من هذا الكلام وكان حرياً بالناطق عن حكومته أذا كان اللقاء دعماً للوحدة الوطنية أو المتحدث باسم حزبه أذا كان الحديث حزبيا أن يوضح ذلك ومع كل هذا نقف مع الحدث الذي تناولته الوسائل الإعلامية بعدة تفاسير.

أن خروج الشعب العراقي في هذه الملحمة الديمقراطية جاءت على اثر عدة أسباب أهما محاولة الشعب العراقي في تحسين أوضاعه من متطلبات الحياة ولم يشار من قريب أو بعيد إلى أن هناك انقسام سوف يكون في العراق وعلى المواطن إيقافه وما يفسر عن أن ائتلاف المالكي جاء ليوقف ذلك فهذا عين الخطأ فان ائتلاف دولة القانون لم يشر في برنامجه الانتخابي إلى أي ملاحظة من هذا القبيل.

وأن الشعب العراقي خرج بأكمله وبكافة طوائفه ألا ما استثنى منها باختيار ممثلي وهذا أمر طبيعي والنتيجة فقد حصل أكثر من عشرين كيان سياسي على حجمه الجماهيري في عملية الاقتراع ولم يخرج الشعب لإدلاء بأصواته من اجل الاستفتاء على إقامة الأقاليم مع أن اغلب مؤسساتنا ألان مؤسسات اتحادية متعلقة بالمصلحة العليا للبلاد. أما ما تحاول تفسيره بعض الجهات أن نتائج الانتخابات أوقفت تقسيم العراق فهذا أمر غريب جدا والدليل أن اغلب الكتل السياسية حصلت على حجمها الطبيعي في الانتخابات لاسيما المجلس الأعلى فأنه حصل على نسبة 12% من أصوات الناخبين في عموم العراق أما نتائج ائتلاف دولة القانون فكان العامل المهم في تقدمها هو منصب رئيس الوزراء ولو كان غير ذلك لعرف الحجم الطبيعي للقائمة وهكذا باقي الكيانات وهذا يعني أن نتائج الانتخابات لم تتوقف على العمل أو لا بنظام الأقاليم.

أما عن رأي المجلس الأعلى في إقامة أقاليم هذا لا يختلف واقعاً عن رأي الشعب الكردي الذي يتمتع بكامل حريته وله ميزانية اتحادية تصل إلى 17% من ميزانية العراق ناهيك عن الأعمار والاستثمار في محافظات كردستان ولكن يظهر من أن الجهات التي تطبل بأن تقسيم العراق يأتي على أساس العمل بالنظام الفدرالي قد تناست أن تقسم الوطن العربي جاء نتيجة الدكتاتورية التي حكمته لفترة طويلة والأفكار القومية التي فرقت العرب المسلمين عن غيرهم في حين لم تكن هناك أقطار أو دويلات أنما هي الدولة الإسلامية التي فرقها أعداء الإسلام مع أن المطبلين لذلك كلهم يقتاتون على قوت الجهات الأجنبية التي وقعت اتفاقية تقسيم الأرض العربية إلى دويلات حسب مصالحها ومنافعها الشخصية. ويبقى الواقع أن النظام الفدرالي وإقامة الأقاليم هو حق مكفول بالدستور الذي استفتى عليه الشعب العراقي وتطبيقه مرهون في تهيئة الظروف الخاصة بإقامته والتي تحكمها أرادة الشعب الذي وافق عليه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيد مغير
2009-03-07
أن معنى كلمة فيدرالية هي الوحدة أو الأتحاد كما في المانيا الفيدرالية أي الأتحادية وكما في الأمارات, لكن أبواق العفالقة ما زالت تنهق وتنعق ويفسرون الفيدرالية كما يحلو لهم ويعرفون أين يروجون لبضاعتهم , فهم يختارون الناس السذج لنشر الأشاعة ...هل يبين هؤلاء الناهقين مدى تطور الدول الفيدرالية وأين وصلت حضاريا وتكنولوجياً, هنا في أميريكا أتحدت 50 دولة تحت راية واحدة ودستور واحد وهل كان العراق موحد في زمن جرذ العوجة , ألم يجعل الناس طبقتين (أسياد وعبيد) والجيش جيشين لكن للأسف الجهل الصدامي ما زال منه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك