( بقلم : ابو باقر الموسوي )
السياسة عالم قبيح بذاته لأنها في أغلب الأحيان تبنى على مفاهيم غير سامية فمنهم من يقول أن السياسة هي ( فن الممكن ) ومنهم من يصفها ب( مكر والخداع ) وقد وصفها كثيرون بأوصاف غير حميدة وللأسف الشديد نرى الكثير من الذين يدعون بأن أحزابهم إسلامية يقتدون بهذه المصطلحات ويتعاملون معها في تعاملاتهم في القضايا التي تهم مصير المجتمع .
وشهادة لله نقل لي أحد الإخوة أثناء حضوره اجتماع حضره أحد رموز حزب إسلامي لا أريد ذكره وقد قال لهم في معرض كلامه ( أن العراق ألان مثله كمثل الذبيحة والشاطر من يأخذ حصته منه ) الله كم هو شريف ونزيه هذا الرمز وكم اليوم من أمثاله يتحكم في رقاب العباد وممتلكات البلاد . وسط كل هذه الأجواء هل نستطيع من رسم صوره لمستقبل العراق وهل من بين كل هذه الذئاب التي تحاول أن تنهش في جسد العراق وتمزق أوصاله من مخلصين وكيف يمكننا أن نعرفهم وسط كل هذا الضجيج والصهيل .
وهنا تبادر في ذهني قصة حصلت في زمن أمير المؤمنين وسيد الموحدين علي (ع ) حيث تخاصما أثنين من النسوة حول طفل صغير وكل منهم تدعي أنها أمه فستحكمن أمير المؤمنين (ع ) في معرفة من هي أمه الحقيقة فأخرج سيفه (ع ) وقال سوف نقسمه نصفين وكل واحدة تأخذ نصف وهنا قالت أحداهن خذيه من أجل أن يبقى حياً فقال أمير المؤمنين هذه هي أمه الحقيقية التي تنازلت عن حقها من أجل أن يبقى الطفل حياً .
ومن هنا يتبين لنا من هو الحزب أو الكيان الذي تعامل مع الأمور بهذه الروحية وفضل مصالح البلاد العليا على مصالحة الحزبية حتماً هو هذا الكيان المخلص والذي سيكون آمل العراق وشعبه في عبور هذه المرحلة الحرجة ورسم مستقبل العراق بأنصع صوره وعلى الشعب العراقي في جميع أطيافه أن يبحث عنه ويلتف حوله . ومن أجل أن أكون شاهد على ما جرى خلال المرحلة المنصرمة والتي تلت سقوط الصنم الصدامي الجاثم على صدر العراق ومن أجل أن أكون منصف أكثر لدي بعض الأسئلة أترك جوابها للقارئ وإنشاء الله اللبيب من الإشارة يفهم كما يقال :
1. أي من أحزابنا وكياناتنا الإسلامية المتصدية والتي تمتلك قاعدة شعبية وتاريخ جهادي ورجال قادرين على التصدي وتحمل المسؤولية في أي موقع يوضعون فيه ولكن رغم كل هذا لم نشهد له يوماً أنه طالب أو أختلف مع الآخرين من أجل أن يكون المنصب الفلاني من حصته .
2 . أي من الأحزاب أو الكيانات السياسية الإسلامية عمل منذ سقوط الطاغية الى يومنا هذا في رؤى وبرامج ثابتة وكان موقفه واحد ومبنى على مصلحة الشعب ولم يجامل على ذلك .
3 . من هو الكيان الذي كان هدف لعصابات للبعث بمختلف ألوانه ولزمر الإرهاب وأعطى قوافل من الشهداء وخيرة رموزه لا بل وقائده في سبيل بناء واستقرار البلاد .
4 . من هو الكيان الأمن على المال العام ولم يستخدم أموال الشعب في دعم وإسناد حزبه أو حملاته الانتخابية . أكتفي بهذه الأسئلة رغم أن عندي الكثير ولكن أرجوا أن يعي القراء الكرام من هو الذي يجب أن نلتف حوله ونضع ثقتنا به .
https://telegram.me/buratha