بقلم : سامي جواد كاظم
لو كان الجواب نعم فهذا يعني احد امرين اما الممدوح معصوم او المادح منافق ( لقلق) والعكس صحيح اي انه ليس من الالزام على المادح ان لا يذم ممدوحه اذا اخطأ واليكم ما يقول زميلي التاريخ من قصص وروايات اسلامية عن هذا السؤال .الزبير بن العوام قال عنه الرسول صلى الله علبه واله وسلم لا زال الزبير منا اهل البيت و الزبير كان في بيت علي عليه السلام ليلة الهجوم على داره ، الزبير شارك في بعض حروب الرسول وبشجاعة فائقة لا يعلوها الا شجاعة علي عليه السلام واخيرا قال عنه النبي محمد ( ص) الزبير وقاتله في النار ، ولعل انسحابه من معركة الجمل بعد حديث دار بينه وبين علي عليه السلام فقال الزبير لماذا ذكرتني بحديث بعد ما انسانياه الدهر ، فانسحب من معركة الجمل ، تمثل الدليل على عدم الزامية جواب السؤال اعلاه بنعم.بلعم بن باعوراء منحه الله عز وجل مكانة يستجاب بسببها دعاؤه اذا دعا ولكنه لم يحسن استخدام هذه الميزة فمال لفرعون على حساب موسى عليه السلام ونال عذاب الله عز وجل .بعض امناء سر الامام الصادق عليه السلام على الاموال الشرعية التي تصل الامام عليه السلام خانوا الامانة ونكثوا امامة الكاظم عليه السلام بعدما كانوا محلا للمدح تبؤوا جهنم بسبب نكثهم عهد امامهم .واليوم كثيرا ما نكون في كتاباتنا امام هذا الموقف الذي يتكرر كثيرا وخصوصا في المشهد العراقي ، وعليه لا بد من موازين في المدح والذم حتى نتجنب ازدواجية الموقف لابد من توضيح من هو الذي يستحق المدح او الذم ؟حتى لا نقع في ازدواجية المعايير في الكتابة فلابد من تشخيص ما يجب ان ينتقد او يمدح ، وكثيرا ما اؤكد على الاهتمام بالمواقف والتصرفات دون مس شخصية المتصرف ونحصر الكتابة في الموقف فالمرء لا يمكن له ان تكون كل تصرفاته ايجابية لدرجة اننا نمدح اي تصرف يبدر منه وهذا يجعلنا ننحاز عن الحق الى الباطل في بعض طروحاتنا كما وانه لا يجوز التنكيل بمواقف شخص لا نرغب له مهما صدر منه من ايجابيات بحيث اننا ننظر الى غرائزنا اتجاهه من غير النظرة المنطقية والتحليل العقلاني لهذا التصرف .بعض الانتقادات التي توجه الى شخص كثيرا ما نمدحه قد يكون من باب الاحترام اكثر لهذا الشخص حتى يصحح ما صدر منه من اخطاء فعندئذ يكون هذا الانتقاد بناء على عكس التستر على السلبيات خوفا من باب اتهامنا بالنفاق او عدم الرؤيا الواضحة .في العراق كما ذكرت انفا هنالك الكثير من هذه المشاهد عايشناها في العراق ، ففي الوقت الذي انتقد السيد ابراهيم الجعفري على بعض مواقفه لم يشار الى ايجابياته اثناء فترة رئاسته للحكومة فهل هذا يعني انه لم يقدم على ولا خطوة ايجابية واحدة ؟ فان قلنا نعم فالغمط بعينه هذا وان قلنا كلا اذن النقد يكون هنا بناء .المالكي له صولات وانجازات لايمكن لعاقل ان يغفلها ولكن يصبح جاهل ان اغفل ما يثار في الشارع العراقي عن بعض التصرفات التي عدت سلبية وان كان البعض منها لامسته بيدي ولو انتقدناه هنا لايعني الازدواجية بل العكس تعني الانصاف واننا ننظر بعقل لا بعاطفة .بل وحتى المجلس الاعلى الذي يحاول جل اهتمامه جمع الاحزاب الاسلامية الشيعية تحت خيمة واحدة الا انه في تحديد حجم التمثيل في الائتلاف وكثرة التغاضي عن سلبيات يراها بام عينه خوفا على شق الصف الائتلافي واخيرا حصلت الانسحابات نتيجة عدم متانة الالتزامات التي عقدت بين اطراف الائتلاف .والحديث يجرنا الى الانتخابات الاخيرة ولان الشكوك اثيرت من بعض الجهات على نتائجها والذين اثاروا الشكوك هم انفسهم من كثفوا الاعلام والمديح للانتخابات وضرورة المشاركة فيها وانها الواجهة الحضارية التي يتمتع بها العراق دون سائر الاقطار العربية بل منطقة الشرق الاوسط قاطبة واذا ما نرى سلبية لممدوحنا فاننا لا يجب السكوت عنها بحجة اتهامنا بتباين وجهات النظر ، فلو اتهمت قائمة شهيد المحراب نزاهة الانتخابات فان الرد الواضح سيكون هو لانها حصلت على كراسي اقل من المامول وانها جاءت بالمرتبة الثانية وهذا من الممكن قوله اذا ثبت خطأ ادعاء المدعي ، فعلينا التاكد من خلال الاستقصاء والاستفسار حتى يكون لقلمنا القول الفصل .فالانتخابات بحد ذاتها لا اشكال عليها وانها انجع وانجح السبل للسير بالعراق الى شاطئ الامان ولكن بالكيفية والاسلوب هو الاشكال والذي من خلالهما ان صح استخدامهما نستطيع جني ثمار الانتخابات وهي يانعةاشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha