بقلم : علي الملا
إن من طباع البعث الرئيسية وصفاته الوراثية التي تنتقل من أعضاءه جيلا بعد جيل هي القدرة على تغيير اللون بما يتناسب مع المحيط الخارجي بها . ويشترك البعث مع الحرباء بهذه الصفة الوراثية وهذا التغيير العجيب , لذا فإننا نجد صنفان من البعثيين ( صنف هجين وصنف أصيل ) .
فالصنف الهجين هم البعثيون الذين يمتلكون صفات إنسانية خالصة ومن خلال عملهم وإنخراطهم في صفوف البعث وإحتكاكهم المباشر به وبأفكاره جعلهم يكتسبون بعض الصفات البعثية ولكنهم لم يتحولوا الى درجة الأصالة والقدرة على التغير بسبب مقاومة بعض الخلايا الحميدة في أجسامهم للتحول الكامل الى ( بعثي مسخ ) , وهذا النوع قد إستطاع أن يتعافى أو ما زال في طور التعافي بعد فترة إلأبتعاد عن مصدر التلوث في السنوات الست الماضية .
وأما (الصنف الأصيل ) من البعثيين فهو الصنف المتحول بشكل كامل وهو الناقل لفايروس ( البعث ) وعلاجه غير ممكن حتى وإن كان الطبيب المعالج ( عيسى بن مريم ) عليه السلام الذي كان يبريء الأكمه والأبرص ويحيي الموتى . وقد إستطاع هذا النوع بقدرته على تغيير مظهره الخارجي من الظهور بشكل جديد يتماشى مع المستجدات الحاصلة في العراق بعد سقوط النظام ورغم أنه يبقى مشخصا من قبل ذوي البصائر إلا أن هذا ( المسخ ) تمكن من الوصول الى مراكز متقدمه وحساسة في الحكومة والأجهزة الأمنية والعسكرية . ولم يكن هذا التسلق بقدرة قادر وإنما بمساعدة شخصيات سياسية ودينية جعلت من نفسها مطية لهم وأداة طيعة يتلاعبون بها كيف ومتى يشاؤون .
واليوم يقوم السيد المالكي ( حفظه الله ورعاه ) بدعوة كبار ضباط الحرس الجمهوري وكبار الضباط الهاربين الى اليمن و سوريا والأردن للعودة الى العراق وممارسة عملهم في وزارتي الدفاع والداخلية وربما في جهاز المخابرات والأمن الوطني . ولا أدري هل أن السيد المالكي غافل عن نتيجة هكذا تصرف أم أنه متغافل عنها , والسؤال الذي يجب أن نطرحه على كل من أيد هذه الخطوة الجبارة للم شمل العراق تحت راية البعث الواحدة : ألم يكن لهؤلاء القادة الدور الأكبر في إراقة دماء العراقيين ودعم الأرهاب وتمويله من الخارج وتجنيد الإنتحاريين الأشاوس ؟ فإذا كان الجواب ( لا ) فسنصرخ بأعلى صوتنا ( كذبتم ورب الكعبة ) , وإذا كان الجواب ( نعم ) , فكيف تسلطون مثل هؤلاء على رقاب الشعب , لقد فعلوا كل ما فعلوه وهم خارج السلطة بل وخارج العراق فما الذي سيفعلونه عندما يكونون في العراق وفي مراكز السلطة الحساسة .
إن هناك طبخة جديدة لأنقلاب جديد بتواطئ حكومي ولن يطول الوقت حتى تكون جاهزة وموضوعة على طاولة السياسة العراقية ولن يكون بعيدا ذلك الصباح الذي سنستيقظ فيه على صوت إنشودة ( شعلة البعث صباحي وجبين الشمس ساحي ) .
https://telegram.me/buratha