المقالات

ماتت الشيوعية لكنّ عشيرتها ترفض الدفن .... !.

1371 18:38:00 2009-03-04

( بقلم : كاظم شلتاغ )

الافكار (تره) مثل الانسان ، له ولها ولادة وحياة وشباب وفتوّة ورجولة وكهولة وموت ...، وعندما يتصدى المجتمع للايمان بفكرة والانتماء لرؤية والدفاع عنها يعتبر مثل هذا الفعل الجماعي ولادة للفكرة ، اي ولادة للمشروع وتبني لرؤيته والالتفاف حول منطلقاته .....ألاّ ان مايميز ولادة الفكرة الحقيقية والمشروع والايدلوجية الواقعية عن الولادة المزيفة هو في نوعية الطبقات الاجتماعية والفئات العمرية منه التي تؤمن وتلتف وتدافع وتضحي من اجل الفكرة ، فإن رأيت ان شباب المجتمع وبذور مستقبلها الناهضة هي التي تدافع وتؤمن بالفكرة والرؤية والنظرّية ، فأعلم ان المشروع ولد والفكرة نزلت للحياة والمخطط تحرك في الواقع ، أمّا ان رأيت كهول المجتمع وبقايا حياة من انسانية متبنية للنظرية وتدعوا الى الفكرة وتؤمن بالايدلوجيا فادرك ان الفكرة ماتت او في محل الاحتضار ولكن عشيرتها ترفض حقيقة الموت والشروع بدفنها تحت الارض قبل ان تتفجر رائحتها الكريهة !.الشيوعية ينطبق عليها ماذكرناه من نظرة في ولادة الفكرة وموتها ، فهي وإن استهلكت زمنها الافتراضي الايدلوجي في القرن الماضي ، ووصلت الى مرحلة التكلّس والجمود لتصبح رؤية رجعية بكل المقاييس الواقعية في وقتنا الحاضر ، ولم يعد المؤمنين بها الا حفنة من الشيوخ والكهول وتقريبا المنقرضين الذين يعيشون على اطلال الماضي ، ولكنّ مع ذالك هي لم تزل الفكرة التي ترفض عشيرتها او بقايا من العشيرة والمنتفعين منها ان يرحموها بدفنها بعد ان خرجت رائحتها للعلن واصابت بعض الناس ببكتيريا امراض الرائحة المتعفنة !.

فلماذا والحال هذه ترفض العشيرة الشيوعية دفن ميتها الايدلوجي ، لابل وتدعوا له وتجمّل من وجهه الميّت بالاساس بعد ان امتصت دمائه ومكيجت حواجبه ، قبل ان يتعقبها الناس باللعنة والعار ؟.وهل للمصالح مدخلية في محاولة نفخ الروح في متوفى لم تعد الحياة تدّب في مفاصله !.أم ان هناك شيئ آخر داخل بقايا الشيوعيين يحملهم على افعال الجاهلية عندما كان يؤخر صاحب الثار دفن مغدوره لاليشعل الغضب في قلوب انصاره لاستعادة طلب الثأر واحياء الذكرى ، ولكن لينشر الامراض والرائحة انتقاما من الاحياء والذين لم يزالوا في مقتبل العمر والطفولة ؟.

الشيوعية اليوم كفكرة وكرؤية للحياة وكمشروع للادارة بعد ان هجرها حتى اقرب المقربين من مصاهرتها في السابق، وبعد ان فقدت مكاسبها السياسية ، وتحوّل نفس كوادرها الى معسكرات التسوّل في الحديقة الخلفية لليبرالية الراسمالية ، وبعد ان غدى المثقف الشيوعي بوق استعماري لرأس المال الديمقراطي الغربي اليوم كما كان يصفه الشيوعيون القدامى لم تزل عشيرتها من كهول القرون الماضية تعتقد باسطورية هذه الفكرة وانها من بقايا طائر العنقاء الذي لايموت ابدا في الاساطير البشرية ، وكذالك مع ان المزاج البشري العام والعراقي الخاص للدماء الجديدة الشابّة هي لاتتبنى المشروع الشيوعي ولاترحب به ولايشرفها الانتساب لايدلوجيته ، ومع ذالك هناك من يصرّ بشكل غريب ان الشيوعية فكرة المستقبل الاتي وبانية امجاد العصر القريب والبعيد !.

والحقيقة اننا عندما ندعوا لوجوب التخلص من جثة الرؤية الشيوعية للحياة ليس هذا منطلقا من دوافع سياسية او ايدلوجية او مصلحية ، بقدر ماهي دعوة نرى ان الواقع الانساني اولا يحتمها بعد ان فقدت هذه الايدلوجية عناصر الحياة فيها ، فليس هناك دماء جديدة تؤمن بهذه الفكرة ، وليس هناك افق تفكير لطبقات معينة بامكانها اعادة النظر من جديد للايمان بالفكرة الشيوعية ، فأذن مامبرر بعض المنتفعين الحالمين من فرض هذا المشروع على اسماع الناس والبشر ، اذا كان كل الناس قد طوو صفحة الشيوعية وقرأوا الفاتحة على روح الفقيد !.ثانيا ينبغي على كهول الشيوعية وذارفي الدموع على حكاياتها القديمة ان يعلموا : ان الاحياء من اطفالنا في خطر من الروائح المنبعثة من جثة الفكرة والايدلوجيا والرؤية الشيوعية ، وحفاظا على صحة اطفالنا نرجوهم بكل كلمات التوسل والرجاء ان تدفن هذه الجثة تحت الارض لنكون نحن واطفالنا والمستقبل بصحة وعافية !.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبد الحسين مر
2009-03-09
السيد شلتاغ المحترم مقالتك للاسف الشديد غير موضوعيية وتتسم بالعداء والحقد خدمة لراسمالية الدولية التي اذاقت شعوبنا الظلم والاستعلال ورغم كوني بعيد عن الفكر الشيوعي الا انه لااحد يستطيع ان ينكر الدور الوطني لهم في العراق ولبنان والسودان ومقارعتها للانظمة الدكتاتورية جنبا مع جنب الاسلاميين الشرفاء واذا كنت تريد دفن الشيوعيية فخدمة لمن لااعتقد ان هذا الفكر قادر على يستعيد نفوذه وعافيته الاان بقاءه يمثل ناقوس الخطر على الراسمالية التي تهدد وحاول ان تبتلع شعوبنا اعتقد انك قد اخطاءت كثيرا
كوكب السيد
2009-03-07
لم تمت الشيوعيه وها هي الايام تثبت صحة نظرية ماركس وتنبؤاته في انهيار الرسماليه وحلفائها . ولكم في التغييرات السلميه نحو الاشتراكيه في دول اميركا اللاتينيه خير دليل ..
ابو احمد
2009-03-05
ههههههههههه صحيح والله ماتت الشيوعية وعشيرتها ترفض الدفن!!!!! لكن لماذا يرفضون الدفن ؟؟؟؟؟؟ لأنه بدون هذا الشعار الزائف للماركسية اللينينية يخسرون تنظيم حزبهم والدرجات الحزبية ....
فائز
2009-03-04
قرات في اواخر سنة 1988 مقالة إفتتاحية في جريدة لواء الصدر الصادرة عن المجلس الأعلى مقالة عن مستقبل العرق وقال فيها:أن في العراق إسلاميين وأكراد أما الشيوعيين فهم في كف عفريت! وظننت وقتها ان دلك كان مبالغة ولكن ما أن سقط الصنم حتى تبين أن الفكر الشيوعي إنتهى وقد إختصرها أحد الناس بمزحة عندما >كر الشيوعيين فقال شعرهم الآن" يا عمال العالم صلوا على محمد وآل محمد"!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك