المقالات

الميزانية والتأجيلات

1067 17:03:00 2009-03-04

( بقلم : علاء الموسوي )

يبدو ان القوانين والمشاريع المتعلقة بهموم الشعب ومعاناتهم اليومية بعيدة كل البعد عن البرنامج التشريعي لمجلس النواب كي تصادر الجهود المبذولة في اقرار المشاريع الناجعة والمهمة والمتعلقة في الوقت ذاته بمستقبل النهوض الاقتصادي والعمراني للبلد. اذ مازال السادة النواب غارقين في فلسفتهم الدائرة مع الحكومة حول اقرار قانوني الموازنة العامة لعام 2009 ، في الوقت الذي يغرق المواطن العراقي بآهاته التي اسمعت الصخر، ولكنها عجزت عن هز مشاعر واحاسيس اعضاء سلطته التشريعية.

ويبدو ان هؤلاء الاعضاء يعتقدون انهم يتحركون في زمن العربة والحصان لا في زمن العولمة وقيمها، حيث بدأ الانسان يفكر في غزو الكواكب، وحيث ان السرعة في التحرك والتقرير هي العنوان الرئيس لتقدم الشعوب، لا استهلاك الوقت بالجدالات العقيمة والصراعات الشخصية والفئوية الضيقة. ان مجلس النواب سيبقى مشكلة معرقلة للعملية السياسية, اذا لم يتم الابتعاد فيه عن المزايدات والعمل بنكران الذات لانقاذ العملية السياسية والشعب العراقي وتغليب المصلحة العليا للعراق على المصالح الحزبية. فعندما سارت الملايين من الشعب للاستفتاء على دستور عام 2005، وشاركت في الانتخابات التي جاءت بالحكومة والمجلس الحالي، كانت هذه الملايين ممتلئة ثقة بأنها تعمل من اجل مستقبل زاهر وحياة افضل، لكن مرور الايام والشهور، جعل الاحباط والنفور والغضب يمتد الى نفوس الناس، وهم يرون ان آمالهم واحلامهم قد تبخرت، حيث مازالت آهاتهم والامهم تعتصرهم، فالبطالة مرتفعة، والتضخم المعيشي مرتفع، والخدمات في ادنى مستوياتها، ومصلحة المواطن مهدورة لصالح المزايدات والشخصنة السياسية، التي لا نعلم الى اي مستوى يمكن ان تقف عنده هذه المزايدات والعدوى السياسية التي وصلت الى اقرب الجهات الداعمة والمرتكزة عندها المصالح والاهداف المشتركة.

وعلى الرغم من ان (البعض) سياسيا يحاول جاهدا لايصال الموازنة الى وضعها التكميلي غير المضر لمصلحة البلد، الا ان السؤال الدائر في اذهان المواطنين... هو لماذا قدمت هذه الموازنة على علاتها ونواقصها الى مجلس النواب، كيف يقدم المعلول الى صاحب العلة نفسها؟؟.. الم يكن الاجدر تحصين تلك الموازنة من قبل الجهات الراعية والمؤتمنة عليها، حتى لايبقى للجدال اثر فيها، ام ان المسألة اخذت ابعادها الاخرى في هرمية التعطيل والمناورات السياسية غير المجدية؟. لايمكن كسب عقول الناس قبل عقولهم، ومؤسساتنا التشريعية والتنفيذية بعيدة عن الواقع اليومي للمواطن العراقي، لاسيما وان مايعلن عن صراعات مستمرة بين (ممثلي الشعب) عن ماهية التخصيصات الخاصة بهم وبمن يرتبط معهم بالرحم والوظيفة، من قطع اراض ومخصصات ملابس وجوازات سفر بمليارات الدولارت من تلك الميزانية العقيمة، قد علم بها القاصي قبل الداني، الامر الذي سيولد انطباعات مستقبلية لشعب واع لايخفى عن حدسه ادنى شك او معلومة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك