( بقلم : علاء الموسوي )
يبدو ان القوانين والمشاريع المتعلقة بهموم الشعب ومعاناتهم اليومية بعيدة كل البعد عن البرنامج التشريعي لمجلس النواب كي تصادر الجهود المبذولة في اقرار المشاريع الناجعة والمهمة والمتعلقة في الوقت ذاته بمستقبل النهوض الاقتصادي والعمراني للبلد. اذ مازال السادة النواب غارقين في فلسفتهم الدائرة مع الحكومة حول اقرار قانوني الموازنة العامة لعام 2009 ، في الوقت الذي يغرق المواطن العراقي بآهاته التي اسمعت الصخر، ولكنها عجزت عن هز مشاعر واحاسيس اعضاء سلطته التشريعية.
ويبدو ان هؤلاء الاعضاء يعتقدون انهم يتحركون في زمن العربة والحصان لا في زمن العولمة وقيمها، حيث بدأ الانسان يفكر في غزو الكواكب، وحيث ان السرعة في التحرك والتقرير هي العنوان الرئيس لتقدم الشعوب، لا استهلاك الوقت بالجدالات العقيمة والصراعات الشخصية والفئوية الضيقة. ان مجلس النواب سيبقى مشكلة معرقلة للعملية السياسية, اذا لم يتم الابتعاد فيه عن المزايدات والعمل بنكران الذات لانقاذ العملية السياسية والشعب العراقي وتغليب المصلحة العليا للعراق على المصالح الحزبية. فعندما سارت الملايين من الشعب للاستفتاء على دستور عام 2005، وشاركت في الانتخابات التي جاءت بالحكومة والمجلس الحالي، كانت هذه الملايين ممتلئة ثقة بأنها تعمل من اجل مستقبل زاهر وحياة افضل، لكن مرور الايام والشهور، جعل الاحباط والنفور والغضب يمتد الى نفوس الناس، وهم يرون ان آمالهم واحلامهم قد تبخرت، حيث مازالت آهاتهم والامهم تعتصرهم، فالبطالة مرتفعة، والتضخم المعيشي مرتفع، والخدمات في ادنى مستوياتها، ومصلحة المواطن مهدورة لصالح المزايدات والشخصنة السياسية، التي لا نعلم الى اي مستوى يمكن ان تقف عنده هذه المزايدات والعدوى السياسية التي وصلت الى اقرب الجهات الداعمة والمرتكزة عندها المصالح والاهداف المشتركة.
وعلى الرغم من ان (البعض) سياسيا يحاول جاهدا لايصال الموازنة الى وضعها التكميلي غير المضر لمصلحة البلد، الا ان السؤال الدائر في اذهان المواطنين... هو لماذا قدمت هذه الموازنة على علاتها ونواقصها الى مجلس النواب، كيف يقدم المعلول الى صاحب العلة نفسها؟؟.. الم يكن الاجدر تحصين تلك الموازنة من قبل الجهات الراعية والمؤتمنة عليها، حتى لايبقى للجدال اثر فيها، ام ان المسألة اخذت ابعادها الاخرى في هرمية التعطيل والمناورات السياسية غير المجدية؟. لايمكن كسب عقول الناس قبل عقولهم، ومؤسساتنا التشريعية والتنفيذية بعيدة عن الواقع اليومي للمواطن العراقي، لاسيما وان مايعلن عن صراعات مستمرة بين (ممثلي الشعب) عن ماهية التخصيصات الخاصة بهم وبمن يرتبط معهم بالرحم والوظيفة، من قطع اراض ومخصصات ملابس وجوازات سفر بمليارات الدولارت من تلك الميزانية العقيمة، قد علم بها القاصي قبل الداني، الامر الذي سيولد انطباعات مستقبلية لشعب واع لايخفى عن حدسه ادنى شك او معلومة.
https://telegram.me/buratha