ميثم المبرقع
لا يمكن ان نخطط لعراق بحسب ظروفه الراهنة وفق حسابات طارئة ومؤقتة من اجل تجاوز مرحلة معينة بحسب مقولة الشاعر " اذا مت ضمآناً فلا نزل القطر" الحسابات الدقيقة والخطة المستقبلية لعراق جديد يستوعب كل الاحتمالات والتوقعات ويضع البرامج والحلول لكل المستجدات غير المحسوبة وخاصة بعد الازمة المالية التي تعصف بالعالم وما يمكن ان تؤثره على اسعار النفط عالمياً.
العالم كله مشغول بالازمة المالية ومنهمك بوضع الحلول الاستراتيجية للخروج من عنق الزجاجة الا العراق فانه لا يتعامل بشكل جدي مع هذه الازمة حتى كأنها لا تعنيه لا من قريب ولا بعيد بينما الواقع فاننا مشمولون بكل التداعيات والانعكاسات ولسنا ببعيدين عن كل عواصف مالية في العالم والمنطقة. لا يمكن تمرير الموازنة باستعجال وانفعال لحسابات طارئة لتسيير الامور والتخلص مؤقتاً عن الوضع الراهن دون التفكير بالمستقبل لان ذلك يضع العراق على حافة الهاوية اذا لم نضع كل افاق المستقبل في حساباتنا.
اتخاذ الاجراءات الاحترازية قضية عقلائية تلجأ لها كل الحكومات في العالم فليس من الصحيح ان تبقى الميزانية ترفاً ولانفاقات هامشية وكمالية وجمالية دون التفكير بالضغوط المالية القادمة. الامتيازات قد تكون امراً مقبولاً في ظروف طبيعية ولكنها ستضر المال العام لو تم التعامل معها بافراط دون الانتباه الى تداعياتها المادية والمعنوية وسط هذا الواقع المتناقض من ازمات السكن والبطالة والغلاء.
العدالة ولو بادنى حالاتها لابد ان تتوفر في العراق الجديد لكي لا يشعر المواطن بالاحباط والمرارة وان التباعد الفاحش بين الرواتب لمواطنين يحملون نفس الشهادات والمؤهلات امر ينبغي مراجعته لكي نعطي للعراق الجديد ملامحها الحقيقية ولكي يشعر المواطنون انهم امام بلد لا يفرق كثيراً بين ابنائه والا فانه سيجد نفسه مرغماً بالمقارنة المؤلمة بين العهد السابق والعهد الجديد مع الفارق الكبير بين العهدين والذي يلمسه الجميع من ابناء العراق. ان الموازنة القويمة والمهذبة من الثغرات والفجوات ستصب لصالح العراق كله ولحاضره ومستقبلة وهي لا تصب ضد احد مهما كانت حساباته فان الحرص على العراق مسؤولية الجميع دونما استثناء.
https://telegram.me/buratha