بقلم : سامي جواد كاظم
منذ اللحظات الاول بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بدأت تداعيات وتجاذبات في مايخص الامة الاسلامية ظاهرها من يقودها ؟ ولكن الذي لا يغرب عن البال ان هنالك من يحاول طمس الفكر الاسلامي بشتى الوسائل سواء بالحذف او التحريف او الدس . في كتاب المواجهة للاستاذ احمد حسين يعقوب ذكر ان عدد بطون قريش ( 24 ) بطن تازرت ( 23 ) بطن على معاداة بطن بني هاشم ولهذا نرى ان اهل البيت تعرضوا لكثير من الظلم سواء بسلب حقوقهم او طمس علومهم فكانت المؤامرات تحاك لانهاء دور وفكر اهل بيت النبوة عليهم السلام .
واقعة الطف هي المحصلة النهائية لمؤامرات معاوية ويزيد للنيل من الحسن والحسين عليهما السلام فان الهدف كان انهاء دور الحسين عليه السلام ومسح ذكره . وكانت بوادر المؤامرة من خلال اشارة مروان الى الوليد بن عتبة والي المدينة الى طلب الحسين عليه السلام لارغامه على البيعة ،وصار _ عليه السلام _ إلى الوليد فنعى الوليد اليه معاوية فاسترجع الحسين _ عليه السلام _ ثمّ قرأ عليه كتاب يزيد بن معاوية، فقال الحسين _ عليه السلام _ «إني لا أراك تقنع ببيعتي ليزيد سراً حتى أبايعه جهراً فيعرف ذلك الناس»، فقال له الوليد: أجل، فقال الحسين _ عليه السلام _: «فتصبح وترى رأيك في ذلك» فقال الوليد: انصرف على اسم الله تعالى،فقال مروان الى الوليد ابن عتبة: والله لئن فارقك الساعة ولم يبايع لا قدرت منه على مثلها ابداً حتى يكثر القتلى بينكم وبينه، احبس الرجل فلا يخرج من عندك حتى يبايع او تضرب عنقه، فوثب عند ذلك الحسين _ عليه السلام _ وقال: «أنت يا بن الزرقاء تقتلني أو هو؟ كذبت والله وأثمت» ثمّ خرج .
وترك الحسين عليه السلام المدينة الى مكة ومن ثم الكوفة ولما راى تخاذل من كتب له عرض على جيش ابن زياد الرجوع الى المدينة فرفضوا ذلك حيث قال ابن زياد : بعد ما تمكنت منه ادعه يعود الى المدينة لا ابقاني الله ان لم اقتله . وعاد الحسين عليه السلام فعرض على عمرو بن سعد ان يذهب عليه السلام الى يزيد لمواجهته فوافق ابن سعد وبعث بالخبر الى ابن زياد وكان ابن زياد على وشك الموافقة الا ان جلسائه قالوا له بعد ما مكنك الله منه تتركه فعدل عن رايه وارسل الى ابن سعد ان يطلب من الحسين مبايعة ابن زياد ، وهنا الصاعقة الرائعة للحسين عليه السلام على راس ابن زياد ويزيد ومن يحذو حذوهما حيث قال ( هيهات منا الذلة ) . فاعتقد يزيد وجمعه الباطل انهم في هذه الواقعة سينهون ذكر اهل البيت بقتل اخر ابن بنت نبيهم الحسين عليه السلام .
وبالرغم من ان استشهاد الحسين عليه السلام هو الخطوة الاولى لتطاير الشرارات الثورية على الظلمة فكان اتباع ال البيت يلاقون شتى انواع الظلم من قتل وتهجير معتقدين انهم سيمحون ذكر اهل البيت عليهم السلام .ومع مرور الايام نرى ان محبي الحسين عليه السلام يحيون عاشوراء بشعائر اصبح اسم الحسين يتردد اكثر وفي شتى اصقاع العالم سواء الاسلامية منها او الغير اسلامية .
وها هي كربلاء بعد ما زال الطاغوت عنها بدات زيارات ماكنا نعرف عنها المليونية بل بدات تزداد عام بعد عام وعلى المسؤولين الالتفات الى كربلاء فان هذه الملايين اذا ما عادت الظروف الطبيعية للعراق فاني لا اشك بتضاعفها اكثر وهذا يتطلب مضاعفة الجهود والعمران في كربلاء اكثر فاكثر فان السير البطيء للاعمار اليوم لا يفي بالحاجة وقد يؤدي الى كوارث نعم يؤدي الى كوارث اذا ما بقي الحال كما هو عليه الان .
هنا لو نهض يزيد من قبره وراى هذه الجموع المليونية التي تحي ذكرى الحسين عليه السلام مع لعنه فانه سيصرخ باعلى صوته انه نادم على قتل الحسين لان الغاية لم تتحقق بقتله وسبي عياله .انا اتحدث عن الشعائر الحسينية اجمالا فاذا ما تخللتها بعض السلبيات فاننا نقر بها وان شاء الله مع المستقبل وتحسن الظروف اكثر سنهذب هذه السلبيات وستظهر بصورة ابهى وتجعل يزيد واتباعه يحتقن غيظا اكثر .
https://telegram.me/buratha