المقالات

منَ للعاطلين عن العمل؟

1302 14:40:00 2009-03-03

( بقلم : عـلاء المـوسـوي )

على الرغم من التبجح الحكومي باعلان الميزانيات الانفجارية للبلد طيلة الاعوام الماضية، والتي وصل نعتها بالاوائل في تاريخ العراق القديم والحديث. مازالت آثار تلك الميزانيات تنحصر في اروقة المسؤولين دون غيرهم من جيوش العاطلين الذين تركوا بحال لايسر العدو قبل الصديق. عشرات المليارات تدون في الميزانية العامة للدولة العراقية الحديثة، من دون ايجاد مساحة واسعة (في الميزانية التشغيلية) لجموع خريجي الكليات واصحاب العقود المؤقتة. بل تمنح المليارات لمخصصات الرئاسات الثلاث، ولبقية الجهات غير القانونية وعديمة السند الدستوري على حساب الدنانير التي يتلقاها الموظف الذي بالكاد يكفيه راتبه الشهري رمق معيشته في ظروف غاية الصعوبة. بالامس اعلن وزير المالية، ان مبلغ (14) مليار دولار هو حجم الميزانية الاستثمارية لهذا العام، من مجموع (67) مليار دولار، أي بفارق خمس الميزانية العامة التي وظف البقية منها للميزانية التشغيلية .

وعلى الرغم من العجز الكبير الذي ستتركه هذه الميزانية التشغيلية (مقارنة بالاستثمارية) ، الا انها عجزت في بادىء الامر عن استيعاب درجات وظيفية جديدة لشباننا المتخم بارهاصات الساحة الفقيرة عن ايجاد منظومة عمل صحيحة وبناءة تعمل على انتشال جيل المستقبل من وضعه المتدهور ماديا ومعنويا، الى حال اكثر استشرافا للمستقبل. بل الامر انسحب الى الضغوط السياسية التي تمارس في تمرير الميزانية على مثالبها والتي حسب مايتوقعه (البعض) ، انها ستسهم في افلاس الدولة في الشهر التاسع من هذا العام اذا مررت في مجلس النواب من دون اجراء تعديلات قانونية ودستورية واقتصادية لبنودها.

آفة البطالة المستشرية في المجتمع اليوم، باتت تهدد كل المنجزات الامنية المتحققة على الارض، ذلك لان من الاسباب الرئيسة لتفجر الوضع الامني في اية لحظة، هي تلك الملايين البشرية القابعة في بيوتها والمنتشرة في المقاهي وساحات المساطر اليومية، بحثا عن رغيف الخبز وتوفير لقمة العيش من دون طائل. ولعل مايحصل اليوم من خروقات امنية وتفشي ظواهر غير صحية مؤخرا، كسرقة السيارات وبروز عصابات الجريمة المصنعة على غرار افلام هوليوود في القتل والتسليب والسرقة، هي بسبب عدم وجود حلول آنية وسريعة للقضاء على البطالة وتهميش الشهادات الجامعية من قبل الدولة.

ففي الوقت الذي كنا نتطلع الى تفعيل الاستثمار والسياحة وادخال معالجات تطبيقية للواقع الزراعي في الميزانية العامة، لتخفف من جموع تلك الجيوش العاطلة عن العمل، اقتصر التفعيل (البرلماني) على مناقشة المخصصات ورواتب الاعضاء ومستقبل الاحفاد والاقارب لمسؤولي الدرجة الاولى والثانية و... وهلم جرا، ولم تؤخذ الارامل واليتامى وعوائل الجياع ومفترشي الارض وملتحفي السماء بالحسبان... ذلك لان الذي يغمر حياته بالترف والتنقل بين البلدان باموال الشعب واستحقاقه، لايهمه ان يجوع طفل او يموت مريض او ينحرف شاب او شابة في سبيل الحصول على مايسد به رمقه في بلد المليارات والذهب الاسود.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي
2009-06-14
لى المالكي ان يعمل ( غربلة) واجتثاث لكل الفاسدبن من المسؤولين اذا وجد الفساد في اي دائرة او وزارة ولا تخلوا دائرة بالعراق منه فهو اما ان يكون رثيس الدائرة مفسد او بسبب سوء ادارته صار موظفوه مفسدون اي انه وضع في مكان غير مناسب له وفي كلتا الحالتين يحتاج هذا المسؤول الى الاجتثاث
عراقي
2009-03-03
العاطلين عن العمل الهم الله ان سبب جعلهم عاطلين عن العمل هو سوء التعيينات مثلا في فترة استيزار محسن شلاش تم تعين المعلم وخريجي الفنون في كهرباء بابل واقصد من لديهم واسطة واحد الواسطات هي السيدة اخت الوزير حيث الاخيرة كانت تستلم الملفات وبعد كم اسبوع ياتي التعيين دون عناء وانتم قيسوا كم شخصية مثل محسن شلاش اما قبل فترة ليست بالقصيرة فمعظم المتعيينين هم من ابناء المسؤوليين حيث لم يبقى ابن لمسؤول عاطل عن العمل اتمنى على الدولة ان تجري احصائية بكل من تعيين بعد السقوط وتكشف من تعيين بحق ومن بباطل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك