المقالات

إلى الوزير خضير الخزاعــي.. هل أنت غافل عن مناهج البعث؟

1175 14:07:00 2009-03-03

سهيل أحمد بهجت

سقط البعث و أزيح بالقوة في 2003 و لكن هل تخلصنا بالفعل من مخلفات هذا الحزب المتخلف و الإرهابي الإجرامي؟ لقد أدرك البعثيون كما أدرك النازيون من قبلهم، أهمية الجانب التربوي و تنشئة الأجيال على عقلية و منهج الحزب الأوحد و حروبه المصيرية، فكان طلاب المدارس ـ بل و حتى رياض الأطفال ـ و مرورا بكافة المستويات التعليمية و انتهاءا بأعلى الشهادات، يلقنون تعليمات الحزب و أفكاره و جوهره "عبادة الدكتاتور".لكن يا ترى هل قام السيد خضير الخزاعي (وزير التربية) و هو ذلك المنتمي إلى حزب الدعوة المعروف بتضحياته الضخمة و الجسيمة في مواجهة دكتاتورية البعث؟.

هل قام فعلا بها يكفي لإزالة ترسبات و بقايا التربية البعثية، خصوصا في مجال المناهج التعليمية؟ الحقيقة أن من يتابع قناة العراقية التعليمية سيدرك بما لا يقبل الشّك بأن مناهجنا الدراسية لم تكن تحت طائلة الإهمال و حسب، بل تركت ملوثة (و يهمني هنا مادة التاريخ) بجراثيم البعث العربي و صراعاته مع ما يسمونه "الصهيونية" و "الإمبريالية الأمريكية" و "الاستعمار" و "قضية فلسطين"، كل هذا الإهمال يصيبنا بالغثيان حينما نقارنه بمحاولات البعث في تشويه العقل العراقي، بينما الوزير خضير الخزاعي لم يحاول و لا حتى إنشاء "لجنة" أو "هيئة" ذات خبرة لتنقية المناهج الدراسية و تطويرها بحيث نكف عن عقلية "الصراع" و نتحد ضد الإرهاب و الكراهية و نقوم باحترام الإنسان بغظ النظر عن قوميته أو دينه أو أفكاره.

إن هذا يدفعني إلى أن أشك في أن السيد الخزاعي إما هو "متنكـَ" و ما يريد يسمع حسب التعبير العراقي الدارج، أو أنه يتبنى أفكار البعث و أن العملية هنا فقط (تغيير اسم) الحزب المناضل و القائد، إن احتمالات عودة الدكتاتورية تتسع في ظل بقاء المنهج التربوي القديم و استمرار عقلية التخلف التي تعتبر الطلبة "مجموعة أغبياء" و أن علينا أن نلقنهم الأفكار حتى لو تم ذلك بواسطة الضرب و الإهانة و منع الطالبات من الدراسة و هن "سافرات" و كأننا في مملكة آل الإرهاب آل سعود .

على وزارة التربية أن تخلق مناخ الحرية منذ دخول الطفل إلى الروضة و مرورا بالابتدائية و المتوسطة و حتى التخرج من الكلية، فالحرية مفهوم عام ـ رفعه البعثيون و كانوا يعنون حرية الدكتاتور في التصرف في رقاب الناس ـ و أحزابنا الحالية ترفع شعار الحرية و تتشدق بهذه الكلمة، و لكنها وضعت من الاستثناءات ما يهدد الحرية بحق، فأنت حر بما لا يتناقض مع الإسلام و رموزه أئمته "السنية و الشيعية" و المناضلين و المجاهدين و ...إلخ و هكذا أصبح كل شيء ممنوعا بحجة الاستثناء، و الحقيقة أن الحرية نفسها تخدم الدين و ذلك لأن الدين الحقيقي ـ و ليس التدين النفاقي الريائي ـ ينتعش في ظل التفكير الحر و إتاحة التفكير بلا قيد تخدم الدين، و لكن للأسف يُصرّ هؤلاء على إشعارنا أن "ديننا" هزيل إلى حد أنه سينتهي في ظل الحرية، و نحن نريد تخليص أبناءنا من مناهج البعث العبثي لا لننتقل من تقليد إلى آخر و لكن لننتقل من التقليد إلى الإبداع.

كانت هناك مادة في التاريخ اسمها "ثورة الحسين" كانت تزعج البعث و منظريه "الفكريين"!! فحولوها إلى "حركة الحسين" و لم تسمح لي الظروف لأرى هل تم تحويلها إلى "تمرد الحسين"؟، المسألة التي أود أن أثيرها هنا هي أن التربية هي أساس الدولة، فنحن متعددون في العراق الآن في كل شيء و إلى حدّ "فدراليات الفوضى" إلا أننا متحدون في الإبقاء على "مناهج العبث"، و أخشى أن تنتهي بنا المحاصصة القبيحة إلى تقاسم العلم نفسه، فيصبح "صلاح الدين الإيوبي" ـ الذي ذبح المسيحيين و الشيعة على حد سواء ـ بطل الحروب الصليبية "فقط" و إسدال الستار على باقي التاريخ البشع.

إن العقلية الدكتاتورية لا تقتصر على العرب وحدهم و لا على المذهب السني أو الشيعي، فكل من يحاول صبغ المناهج التربوية بلونه الخاص هو "دكتاتور"، أرجو أن لا يكون السيد وزير التربية من ذلك النمط الذي لا يهتم بما يقال لأن الوزير الناجح هو ذلك المبدع لا الذي يقبض الراتب و يوزع الابتسامات و المديح على الإعلام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو باقر القريشي
2009-03-06
ان كنت لا تعلم فتلك مصيبة وان كنت تعلم فلمصيبة اعظم.هل تعلم سيدي الوزير بان بعض المدارس اصبحت تابعة للمكتب الشريف؟وهل تعلم بان بعضها تابع للمقاومة الشريفة(الاشريفة)وهل تعلم بان بعض المعلمين لايعلمون ماذا يعلمون.لااعلم اين انت من مدرسة الاسلام.اما انتم(القراء)هل تعلمون بان احد مراجع الدين حفظه الله يسمي الاخ الخزاعي ب(صدام الصغير)فليفرح البعث قاتلي الامام الصدر.
رفقا بمن كاد ان يكون رسولا
2009-03-05
ما الذي جنوه المعلمين من الطاغية المقبور الم يعيشوا الكفاف 00 وما الذي جنوه من دولتكم فالاعم الاغلب لا سكن ولا راتب يسد الرمق اين هم من رواتب البرلمانيين او الوزراء او وكلائهم او حتى الشرطة كفاكم كفاكم فليس كل من عاش في زمن الطاغية بعثيا والله لو سنحت للعراقيين فرصة الخروج من العراق لما بقي غير هدام وزبانيتة وهم لا يزيدون خمسة ملايين في اكثر الاحوال
محمد العراقي
2009-03-04
انا اؤكد يا اخوان ان المعلمين والمعلمات يترحمون على صدام المقبور واذا تريدون روحولمدارس العامرية والخضراء والغزالية وشوفو جهالنا شيحجون عينك عينك المعلمات خاصة باقي شوية يسوون عيد ميلاد لصدام هاي اذا قسم منهم اصلا يسووها علني الظاهر ماكو مفتشين مثل قبل
زيــد مغير
2009-03-04
أخي سهيل هل تعلم كم معلم غير مؤهل للتعليم .....؟ هل نسيت أن في زمن جرذ العوجة المعلم يأتي عن طريق حزب البعث النتن , أنا أؤيد كل ما جئت به وشي يجب أن تقوم به الوزارة وهو (تربية وتعليم) كما كان قبل العفالقة . وشي يجب العمل به وهو الحركة الكشفية على أن يرسل أطفال الكشافة الى الدول المتقدمة في موسم العطلة الصيفيةكي يروا التطور ويعكسوه في العراق وهم جيل البناء , سمعت أن بعض المدارس تعلق صور السيد قداوي والسيد الصاروخي والله كارثة كيف يسمح مدير المدرسة بذلك...؟ وسمعت أن بعض المعلمين يترحم على الجرذ
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك