المقالات

بدائل التنمية في ظل إنخفاض عائدات النفط...

1288 23:07:00 2009-03-01

علي بابان وزير التخطيط العراقي

ليس من قبيل المبالغة ابداً أن نقول بأن الإقتصاد العراقي يمر بظروف صعبة ويواجه تهديداً جدياً ستكون له تأثيراته الهامة على مصير الوطن والمواطن، وأن التحرك الفوري للتعاطي مع هذا التهديد بات أكثر من ضروري فهذا الإنحدار السريع في عائدات النفط قد سلط الضوء على مواطن إعتلال ونقاط ضعف وإنكشاف في الإقتصاد العراقي غفلنا وتغافلنا عنها لعقود طويلة متكئين على جدار النفط الذي أتضح أنه أوهى من بيت العنكبوت....فاجأت الأزمة الأخيرة لأسعار النفط معظم العراقيين ولم تفاجئ النخبة الواعية منهم الذين طالما حذروا من الإقتصاد الأحادي الجانب.. ومن تدهور قطاعات الإقتصاد الحقيقي... ومن الإعتماد المفرط على النفط.اليوم بتنا في خضم الأزمة لا خارجها وإذا كانت بعض الإحتياطات قد تساعدنا في تخفيف الآلام هذا العام, فماذا عن العام الذي بعده وبعد الذي بعده...لا يمكن لنا أن نبقى صامتين ونحن نشاهد جبل العائدات الذي اعتدنا الحصول عليه وقد تقزم.. وتضاءل وأقترب من التلاشي..لا يمكن لنا أن نرهن مستقبل أبنائنا وأحفادنا لتقلبات سلعة لا نعرف المسار الذي ستأخذه في المستقبل....لحسن الحظ فأن معطيات الواقع الإقتصادي في العراق تتيح إيجاد بعض البدائل المجدية التي يمكن أن تعوض الإقتصاد إذا آذنت شمس النفط بالغروب, بالطبع لن يكون التعويض سهلاً ولن يأتي من خلال قرار حكومي يتم إتخاذه في الليل لينفذ في النهار, ولكن سيتم الوصول إليه من خلال (حزم) من الإجراءات.. والشروط.. والمناخات التي ينبغي توفيرها لضمان النجاح... هناك أكثر من تحد ومعضلة..من أين سنأتي بالإستثمارات والأموال اللازمة؟؟....من هي الإدارة التي ستشرف على تنفيذ هذه (الحزم)...؟؟وفي ظل أي نظام سياسي وقضائي يمكن الوصول الى تلك الغايات..؟؟..أسئلة صعبة ومعقدة ولكن في آخر المطاف لا بد من الإجابة عليها بوضوح وشجاعة.بعض السياسات بحاجة إلى وقت لكي تعطي ثمارها..... وبعضها لا يتسم بالقبول الشعبي.... وقسم منها يحتاج إلى جرأة وإتخاذ القرار....الضرر الذي يحصل في سنة يحتاج احياناً إلى سنوات لإصلاحه فكيف يكون الأمر إذا كان الضرر الحاصل في قطاعاتنا الإنتاجية هو حصيلة عقود من الإهمال.. والتفريط.. والتخريب في بعض الأحيان... كم يلزم من الوقت إذن للعلاج...كم ستحتاج مصانعنا التي تحولت إلى خردة.... وكم ستحتاج مزارعنا التي كساها الملح وضربتها الآفات والأدغال...نحن إذن بحاجة إلى الصبر والمثابرة قبل حاجتنا إلى المال والإستثمار.. ولكن قبل هذا أو ذاك نحن بحاجة أكبر إلى الخطة الواضحة والقرار الجريء فبدونها لا نستطيع فعل شيء... بحاجة إلى أن نتمسك بوطننا كما يتمسك الأبن بأمه عندما تمرض ولا يفرط بها.. الزهد بالوطن والفرار منه والإستسلام لمشاكله وعوارضه ورفع الراية البيضاء أمامها ظواهر في منتهى الخطورة وعلينا أن نهزمها ونقضي عليها...العراق اليوم وفي ظل التحديات التي يواجهها بحاجة إلى خطط تفصيلية واضحة المعالم قابلة للتطبيق وليس بحاجة إلى العموميات..والأطر.. والشعارات.. والتنظير غير المجدي.نريد أن نتناول مشاكلنا بطريقة عملية ونحدد الأولويات وسبل العلاج خطوة فخطوة، علينا أن نقدم للإقتصاد العراقي المعتل وصفة علاج قابلة للتناول... لا نريد وصفات جاهزة مفصلة على غير مقاساتنا.. ولا نماذج نظرية مستوردة لا تناسب واقعنا, فكما أن المشكلة عراقية فأن التعاطي معها ينبغي أن يكون عراقياً...ندرك أن بعض المعالجات ذات تكلفة سياسية وإجتماعية باهظة ولكن عدم المعالجة سوف يجعل التكلفة أغلى وإذا لم نتخذ الموقف السريع المناسب للتعاطي مع أوضاعنا الإقتصادية فأن كل ما احرزناه من مكاسب أمنية وسياسية سوف يصبح في مهب الريح.. لا تتوقعوا أماناً وطوابير العاطلين تزداد طولاً وعرضاً.. ولا تتمنوا إستقراراً والملايين من أبناء الوطن يطحنها الفقر والحرمان...لازال هناك هامش من الوقت لنفعل الكثير.. ولكن حذار من إضاعة الوقت وإستصغار المهمة.بدائل النفط متوفرة في أرضنا.. ومياهنا.. ومواطنينا.... ولكن الشروع في العمل مطلوب اليوم قبل غد...النقاشات السياسية الساخنة.. والصراعات الحزبية المستعرة.. عليها أن لا تنسينا أن أمامنا أزمة إقتصادية قادمة.. وعاصفة عاتية... نخشى على أركان الوطن ودعاماته من قوتها وقسوتها.المؤتمر الوطني الذي تعقده وزارة التخطيط تحت عنوان ( بدائل التنمية في العراق في ظل إنخفاض عائدات النفط) لا يمكن إعتباره حدثاً إعتيادياً.. أو مؤتمراً تقليدياً شأنه شأن المؤتمرات العديدة التي تعقد في بلادنا بأستمرار.. أنه بداية نقاش وطني نريد أن نطلق شرارته الأولى.. ودعوة إلى حوار إجتماعي وسياسي وإقتصادي معمق للنخبة الوطنية ولكل من يهمه أمر مستقبل أجيال العراقيين لكي يسلط الضوء على السيناريو القادم ويجهزوا العدة اللازمة لمواجهته.. لكي نستبين ملامح الإستراتيجية القادمة إزاء إنخفاض عائدات النفط قبل أن تدهمنا العاصفة.. وتغرق الوطن والمواطن في لجتها..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Ayad
2009-03-02
رغم ان كل العراقيين بالخارج يساعدون معارفهم ومناطقهم ولكن كلامنا للحرص على جميع فءات العراقيين المنسيين من قبل الحكومة ل تشمل العدالة الجميع فالذي اقصده مثلا راءيت بالتلفزيون عواءل بالعراق ليس لديهم اثاث ولا حتى ادوات طبخ وملابس غير القليل والقديم جدا وناس ليس لديهم بيوت وناس اولادهم ليس في الدارس جراء الفقر ويقولون بمناطقهم لاتوجد مستوصفات طبية ولا ماء وكهرباء وغيره وترا عواءل الشهداء والمعوقين والارامل والايتام لاتسءل عنهم الحكومة وتبعث فقط وراء ضباط صدام لاعطاءم رواتبهم الخيالية وتاركة الفقرا
ابو هاني الشمري
2009-03-02
السيد علي بابان المحترم : هذا الكلام ليس بالجديد علينا وهو من المسلّمات عند اغلب العراقيين ولكن اين نقاط الحل لهكذا مشاكل فيا حبذا لو كنتم ذكرتم رؤوس اقلام للحلول التي تدور في اروقة وزارتكم بدلا من ذكر امور ليست خافية على احد كي نقول ان وزارتكم تخطط فعلا لمستقبل زاهر للعراق.
فائز
2009-03-02
ومن الأمور الأخرى هو ان يشعر المواطن بضرورة الإقتصاد في الطاقة فكثيرا من عوائلنا يهدر الماء في بيوتهم لعطل او إهمال ولا بأس بفرض ضرائب تصاعدية وغرامات على إستعمال الماء في الحدائق بإستمرار كما في بريطانيا االآن. وكثير وللأسف من عوائلنا تسرف في الطعام ويُلقى الى الزبالة . زيادة التكافل الإجتماعي في المجتمع وتنشيط المساجد والهيئات الإجتماعية النزيهة للقيام بهدا العمل. زيادة حفر الابار للسقاية والزراعة وعدم التعيين الحكومي ليلتجا الناس الى الزراعة والمهن الحرة وتربية المواشي والدواجن.الله المعين
فائز
2009-03-02
السيد علي بابان المحترم من الأمور العاجلة هو تشجيع الزيارات الدينية في غير مواسم المناسبات في كل من بغداد حيث لدينا الكاظم والأعظم والكيلاني والكرخي وجوامع أثرية والمستنصرية فالسياح الاوربين ممكن ان يأتوا حتى للنجف بوازع الإستكشاف والفضول ولكن مع توفر خدما جيدة. ويجب على العراقيين في الخارج أن يساعدوا في إرسال المساعدات كل الى عائلته أو أقاربه أو قريته أو مدينته لتجنب امر خطير كما كان يفعل اللبنانيون ولا زالوا. تجشيع زراعة الحدائق البيتية لتوفير المحاصيل بدل استيرادها. ثقافة عدم الاسراف .
أحمد الناجي
2009-03-02
السلام عليكم الأستاذ الفاضل علي بابان فعلا إنه جرس إنذار ويجب على الجميع الإنتباه حكومة وشعبا، كما قيل سابقا اليد الواحدة لاتصفق، الحكومة عليها إيجاد السبل والتسهيلات وعلى الناس العمل بجد لخدمة الوطن والمجال واسع من نواحي عدة أولها الزراعة بدعم الفلاح وتوفير المواد الازمةويأتي بعدها الصناعة منها الصناعات التحويلية التي يمكن أن تسد جانب مهم من إستيراد بعض السلع سهلة الإنتاج والتي تكلف عملة صعبة بإستيرادها كذلك من جانب أخر تطوير السياحة التي تدخل عملة صعبة للبلد وهكذا يمكن أن نعمل شيئ للمستقبل
أبو علاوي
2009-03-02
بسمه تعالى سيدي الوزيروالمخطط الجدير هل لي ان أضيف الى تحليلكم نقطة اراها جديرة بالذكر وهي بث الغيرة والعفه والنزاهة والتضحيه واشعار كل فرد من الشعب اننا في سفينة واحده يغرقهااي جشع أناني بائع لضميره سارق ارهابي مفرق طائش فعلى كل فرد ان يكون العين الساهرة على كل مصالح البلد مكافح ناصح امين لواجباته ملتزم باستقامته متخز من الرشوات والسرقات والأنانيات امين امام الله في اشرافه على المقاولات والخدمات متعفف عن سباق الاطماع والنزوات ان الشعب الياباني بعدكبوته المدمره لم يقم الا بمثل هذه النخوات؟
Ayad
2009-03-02
توفير لميزانية الدولة من رواتب المسؤليين والبرلمانيين الضخمة ومن منح الاراضي والسفرات وغيره وعدم المساس بلقمة الفقراء الضرورية جدا الحصة التموينية وتحسينها ضروري لحين استقرار الوضع الاقتصادي للشعب وانعدام الفقر حينها ارفعوا البطاقة التموينية ورجاء سيد الوزير رغم اني من بغداد اصلي لكن نرجوا وضروري جدا تحسين الضروف المادية ل اهل الاهوار والفقراء والمهجرين داخليا ودول المحيطة بالعراق ضروري جدا وواجب وطني وشرعي وانساني بارك الله بكم ووفقكم الله وشكرا لكم
Ayad
2009-03-02
اشكرك ياسيادة الوزير المحترم لمقالك الراءع وانا معك بكل كلمة قلتها لكن لماذا تركزون على اعلاء رواتب المسؤلين من اصلا لديهم رواتب اليس الافضل جعل زيادة الرواتي منح مشروطة للفقراء لمشاريع عمل ثانيا لماذا لاتدعم الزراعة والصناعة بخطط واموال اكبر ومهم جدا تقليل الاستيراد واعطاء المنتوج الوطني الاولوية يعني مثلا بدل فتح عشرة معامل بالسنة افتح مءة والزراعة اين دعم الفلاح بالوقود والمبيدات ومال لمضخات وغيره هناك مساعدات لكن يحتاج اكثر ثالثا رجاء توفير ميزانية الدولة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك