بقلم : سامي جواد كاظم
قد يكون هنالك من يعتقد بانني غير منصف ان قلت ان قصية الدايني لا تستحق التهويل وان كان تهويلها لحجم كارثيتها من اجرام وهروب هذا اذا صح الهروب ولم تتدخل اياد خفية في اخفاء المجرم لغايات قد تظهر عاجلا ام اجلا ولعل تصريح الناطق باسم الداخلية العراقية انه سيتم تقديمه للعدالة مهما اختفى مما يجعل ظهور علامات استفهام برفقة علامات التعجب عن دراما اختفاء الدايني . ولا اتجنى ان قلت المتهم الاول هو المشرع لنظام الانتخابات في العراق من خلال اعتماده الكتل البرلمانية واحتساب الاصوات التي ذهب الكثير منها الى جهات لم يصوت لها الناخب .
هذا النظام يعد طعنة خنجر في بطن وليس ظهر الديمقراطية وعلى سبيل المثال الانتخابات الاخيرة التي جرت لانتخاب مجالس المحافظات هنالك المادة 13 خامسا التي بموجبها يتم منح الأصوات المتبقية في العملية الانتخابية للقوائم الفائزة وتوزيع تلك الأصوات على من حصلوا في الاقتراع على أعلى الأصوات ، وبسبب هذه المادة فان الكتل الفائزة حصلت على 150 مقعد اضافة الى ما حصلوا عليه من تصويت ، انا انتخب عمر فلماذا يذهب صوتي الى زيد ؟ اليس هذا اجحاف واستخفاف لصوتي وبصوتي ؟
ومن خلال هذه المادة فقد حصلت شخصيات على اصوات اضافية سلبت من شخصيات اخرى بحجة عدم حصول تلك الكتل على النسبة المقررة للحصول على كرسي في المحافظة . ومن هذا الاسلوب الفاشل بزغ نجم الدايني الارهابي في البرلمان وعليه فالجهة الاولى التي يجب ان تحاسب على اجرام الدايني هي الجهة المشرعة لنظام الانتخابات والتي انتقدت من قبل نوابنا وخبراء الأمم المتحدة الذين حذروا من المصادقة على تلك المادة إلا أن مجلس النواب صادق عليها وجنى ثمارها واحدى الثمار محمد الدايني .اجرم ... رفعت الحصانة ... هرب .... مطلوب للعدالة ... سيتم محاكمته ... هذيان اعتدنا عليه ولكن المهم هنا الا يوجد دايني اخر في البرلمان ؟
الدايني ومن قبله كان كثير من المسؤولين على علم باجرامهم ولم يتخذوا الخطوات الصحيحة لالقاء القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة ثأراً لدماء العراقيين الابرياء الذين سقطوا ضحايا نتيجة تفجراتهم وارهابهم في العراق ، نعم كان هنالك مطالبين باحالتهم الى القضاء من قبل بعض النواب الشرفاء ولكن لا مجيب لدعواتهم فكانت الكارثة الداينية .
والان هل خلت مقاعد البرلمان من الارهابيين على نمط الدايني ؟ هذا هو السؤال المهم ولندع الحكمة التي تقول ما لدغ مؤمن من جحر مرتين فاننا لدغنا اكثر من مئتين فهل يمكن لها ان تتوقف اللدغات ؟نعم لا زال هنالك دايني ثالث ورابع في البرلمان الذي ننتظر نهاية العام بشق الانفس حتى يتفسخ البرلمان ، وعسى ولعل تتحقق امنية العراقيين وهم يرون عضو برلماني ارهابي يحال الى المحكمة قبل رفع الحصانة .نطالب ثم نطالب ثم مطالب بتغيير النظام الانتخابي وجعله على الشخصيات لا على الكتل وادعو اصحاب الاقلام المتفقين معي بكتابة مقالات تظهر ابعاد سلبية هذا النظام الانتخابي الفاشل .
https://telegram.me/buratha