المقالات

بعد أن يهرب الجناة القانون لا يأخذ مجراه


( بقلم : بشرى الخزرجي )

ليس غريبا ولا بالجديد أن يخرج علينا الإعلام العراقي وعن طريق المتحدث بخطة فرض القانون اللواء قاسم عطا وهو يكشف وعلى الملأ عن تفاصيل إجرامية دموية مخزية قام بها أشخاص مبتورون شاذون عن قانون الطبيعة الإنسانية التي جبل الله بها عباده ليتحملوا مسؤوليتهم في حمل الأمانة الربانية كما جاء في القرآن الكريم (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا) الأحزاب 72، والأمانة هنا هي العقل كما في تفسير معظم المفسرين وهو ما ميز به سبحانه الإنسان عن باقي المخلوقات من اجل أن يستثمره في اعمار الأرض وإفشاء الخير والصلاح فيها، لكن طبيعة النفس البشرية الأمارة بالسوء دوما أبت إلا أن تفشل وعلى الدوام في تحمل هذه المسؤولية الرسالية السامية حتى وصفتها الآية المباركة بالظالمة والجاهلة .ففي العراق نسمع ونرى أو نسمع ولا نرى، المزيد بل الفائض من ظلم الإنسان لأخيه الإنسان ولسنين تعد، ولا تحصى من الجرائم والويلات، وكأن من قتل الشعب العراقي بالأمس يأبى إلا أن يتم مهامه وهواياته الإجرامية برؤوس الناس الأبرياء والفقراء، فالنائب المطارد محمد الدايني من ضمن تلك الشخصيات التي ترى في قتل الأبرياء السبيل الوحيد في بسط نفوذها البائس على مناطق تواجدها، وهو شخصية فاقت كل معاني الوصف، يحمل كاريزما إجرامية عجيبة لكنها غير غريبة (عين صلفه)، اكتسابها دون شك من أسلافه المجرمين من البعثيين الذين صدع الناس بهم وهو يحامي عنهم كلما سنحت له الفرصة، سواء عن طريق وسائل الإعلام المعادية للشعب العراقي أو من خلال جلسات البرلمان الذي يحتوي من أمثاله العديد.هذا المتهم الدايني كشفت عن خبايا جرائمه حمايته والمقربون منه، (وإن كان الرجل غني عن التعريف)، وفي مؤتمر صحفي لخطة فرض القانون من داخل إحدى قاعات البرلمان حيث اطلع اللواء قاسم عطا المواطن العراقي على جرائم هذا المعروف بالكذب والدجل وقلب الحقائق، ومنها جريمة التفجير الذي حدث في البرلمان العراقي العام 2007 وعمليات إبادة ضد فقراء قرى تابعة لمحافظة ديالى من قطع للرؤوس ودفن الضحية وهي حية وغيرها من الأمور التي تتعلق بعلاقته بشيخ الإرهاب المعروف الهارب حارث الضاري، والأخير كشف عن جرائمه بحق الشعب العراقي وفي مناسبات عديدة، آخرها اللقاء الذي أجرته معه قناة البغدادية الفضائية الشهر الماضي، فقد انفلت من لسانه ولا ندري متعمدا كان أم لا، كلام يدينه حين علق المذيع على حديثه أي حديث الضاري قائلا ان الأعمال الإرهابية أو أعمال المقاومة كما يسمونها! قد قلت في العراق وولت، فرد عليه الضاري ومن فوره: كيف وماذا عن عملية الكاظمية الأخيرة!. لقد اختفى المدعو الدايني بعد إعادة طائرته إلى مطار بغداد وبعد أن رام الهروب على متنها كما هو الحال بالنسبة لعتات المجرمين الفارين المقيمين في عمان ودول جوار أخرى من أمثال عبد الناصر الجنابي والفلسطيني الأصل بشار الفيضي ووزير الثقافة المحكوم غيابيا بالإعدام أسعد الهاشمي وغيرهم، حيث فروا من وجه العدالة بعد أن تناول الإعلام المرئي والمقروء وبالتفصيل جرائمهم الدنيئة بحق أبناء الشعب العراقي، وقبل أن يأخذ القانون (المغيّب) مجراه، الأمر الذي أثار كماً كبيرا من علامات الاستفهام!!، فمن المعروف وفي معظم دول العالم أن القضايا الإجرامية وأدلتها الجنائية تأخذ مساراتها القانونية بعيدا عن الإعلام ووسائله، فلم نسمع على سبيل المثال في بريطانية أن قامت الشرطة بعرض اعترافات على الجماهير قبل القبض على الجاني الأصلي، واستكمال التنقيب والبحث عن فصول الجريمة ومن ثم عرضها على المحكمة التي لا تسمح بإطلاع وسائل الإعلام على مجرياتها حتى تكتمل الملفات الخاصة بها ويتم البت فيها، هذا بالنسبة للجرائم الصغيرة فما بالك بجرائم كبرى تمس أمن الدولة وامن المواطن كالتي قام بها الدايني وفرق الموت المرتبطة به!.إن الطريقة المتبعة في العراق من كشف وتشهير للمجرمين والمتهمين قبل اتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم لا تنفع المواطن العراقي بالتأكيد، لا سيما ضحايا هؤلاء العلوج، ولأسباب معروفة، فإذا لم ترَ الضحية المجرمين وقد تم إلقاء القبض عليهم ونزل بحقهم القصاص العادل، كيف إذا ستطمئن لعودة الحق لأصحابه؟ فدماء الشهداء الأبرياء ودموع أراملهم وأيتامهم ليست بالرخيصة والهينة على الله،وطبعا مثلها عند أولياء أمور الرعية من قادة العراق ومسؤوليه! وأن عرض المجرمين وأدلتهم على الفضائيات قبل أن يأخذ القانون مجراه شيء لا يخدم العدالة بل يضللها ويساعد على اختفاء عناصرها مثلما حصل واختفى بطاقية الإخفاء المدعو الدايني ولم يعد له اثر يذكر! فيا هل ترى أين هو الدايني الآن؟ هل هرب واختبأ في إحد (دواليب) غرف فندق الرشيد؟ أم فر فرار العبيد إلى موطن جديد فيه من كبار المجرمين المزيد!طلاسم العراق الجديد التي لاتنتهي.. من يحل ألغازها؟!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2009-02-28
في يوم من الايام سوف نسمع ممالايحمد عقباه في البرلمان لاسامح الله بسبب اجرام بعض اعضاءه
ابو هاني الشمري
2009-02-28
قولوا لي بربكم ماذا تقولون في مئة وستة عشر انسانا يجمعون من الطرقات لايعرفون ماهو ذنبهم ولماذا تم جمعهم ثم تحفر لهم حفيرة ويدفنون وهم احياء .. بأي دين وأي عرف وأي اخلاق وأي انسانية يفلت الفاعل وعصابته(وقريته) ويتمتع بكل ملذات الدنيا من الاموال التي تعطى له بعد ان تقطع من افواه الارامل والايتام من ضحاياه بل وتحافظ عليه الدولة بالحصانة الممنوحة له وكأنها هبة من الله لقتلة العراقيين . اخجلوا ياجهاز امننا وحافظوا على شرفكم بتحقيق العدالة لاطمسها فهؤلاء المقتولين ليسوا جرادا بل اصحاب عوائل.
زعلان
2009-02-28
في كل العالم الناس تنتخب عضو البرلمان حتى يقدملهم خدمه الا في العراق العظيم فجزاء الناخبين من منتخبهم هو قتلهم بالله عليكم هاي صايره ؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك