( بقلم : ابو باقر الموسوي )
كثرة هذه الأيام الكلام عن التغيير والإصلاح حتى حملة الكثير من القوائم الانتخابية هذه المصطلحات ضمن أسمائها أو ضمن أهدافها دون أن نعرف ماهو التغير الحقيقي الذي تبتغيه هذه القوائم وهل أن هذا التغيير يدخل ضمن المصلحة العامة للبلد أو ضمن المصلحة الخاصة لذلك الحزب أو الكيان السياسي . وفي واقع الأمر أن التغيير في كلا المجالين هو من الأمور المهمة التي لا يمكن تجاهلها فالتغيير العام في البلد نحو الأفضل متوقف على التغيير الحقيقي في متبنيات وأيدلوجية تلك الحركات والأحزاب خصوصاً تلك المجاهدة منها والتي تمتلك تاريخ متراكم من التضحيات في سبيل رفعة واستقلال البلد لكون مسألة التغيير والإصلاح هي من الأمور التي تجعل من تلك الحركات والأحزاب الإسلامية مشروع عطاء متجدد للبلد وللمجتمع . فالمراحل التي مر بها العراقي قبل سقوط الصنم البعثي وبعد خلاص الشعب من ويلاته وظلمه حتماً ستكون متغيره, وأن آلية عمل ثابتة لا يمكنها أن تواكب في العطاء وتقديم الأفضل . فمرحلة المواجه العسكرية والمقاومة والجهاد الجسدي لها ظروف ومتطلبات تختلف عن مرحلة البناء والجهاد في ميادين السياسة خصوصاً وأن الساحة العراقية تحت أجواء تجعل البلد أخطر البلدان العربية في الوقت الحاضر من حيث اختلاف التوجهات بين مكوناتها السياسية فمنهم من يريد أن يبني ويعمر ويسعى إلى استقلال البلد ورفعته ومنهم من يريد أن يرجع العراق إلى براكين الدكتاتورية والصفحة السوداء التي انطوت بتضحيات عشرات بل مئات الآلاف من الشبان الأخيار , بينما نرى قسم أخر لم يكن رقماً على الخارطة السياسية للعراق وجد من كل هذه الظروف فرصة لبروز أسمه ومستعد أن يحرق كل شيء في سبيل نيله حصة من الكعكة التي يلقب العراق بها . ومن هنا صار لزاماً على كل الأحزاب الإسلامية المخلصة أن تكون جادة في موضوع التغير من حيث التكتيك في منهج العمل واعتماد رجال المرحلة وهذا لا لأجل أن يبقى لتلك الأحزاب الفضاء الكافي للحركة والعمل لا بل من أجل عيون الملايين من المخلصين من أبناء الشعب العراقي الذين يرون بهذه الأحزاب المنقذ الوحيد لهم والضمان الحقيقي لمستقبل أجيالهم . وعلى سبيل المثال خط شهيد المحراب (قدس) فهو ليس ملكاً لآل الحكيم (رض ) رغم أنه من عطائهما وليس ملكاً لمجموعة معينة من القادة في المجلس الأعلى أنما هو ملك وأرث من الحوزة العلمية المجاهدة للشعب العراقي , فرفعت هذا الخط هي رفعة للمخلصين من أبناء الشعب العراقي وأن أي أخفاق أو تلكؤ لا سامح الله يصيب هذا الخط الشريف أنما هو محل صدمة لكل عراقي شريف ولكل دماء شهيد ضحى من أجل العراق وشعبه . فخط شهيد المحراب اليوم وبلطف من الله سبحانه وتعالى يحظى بقيادة حكيمة هي ذخر وبقية من عائلة لسيف والشهادة و موضوع التغير في بعض آلية العمل وتبديل الأدوار لبعض الرموز هو من ضروريات المرحلة وإنشاء الله في هذا الخط المبارك الخزين الكافي من العقول الحكيمة القادرة على الإبداع والعطاء وآمل العراق بهم كبير وإنشاء الله هم أهل القيادة والريادة في كل مرحلة يمر بها البلد . وأن العلاقة الوثيقة بين هذا الخط الشريف وبين المرجعية الدينية المباركة والعمق الجماهيري الذي يتمتع به والنجاح الباهر لرجاله في المواقع التي تبوئوها لهو خير دليل على قدرته على العطاء والبقاء في خدمة الشعب وإمكانية طرح المخلصين والصالحين لكل مرحلة طالما أنهم سائرون في نهج الإسلام القويم وصراطه المستقيم سائلين المولى عز وجل أن يجعلهم ذخراً وذخيرة للعراق وشعبه .اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha