عباس الشيخ
يعد العراق بلد نفطي.. وهذه العبارة لها مدلولا تها لكبيرة لدى اهل المال وخبرا ء الاقتصاد، الا اهل السياسة في العراق فلا تعني لهم شيئا، سوى التنافس السياسي وتولي شؤون الوزارة ومن ثم توظيفها بالكامل لخدمة المصالح الخاصة والحزبية ، ويتحول مصطلح (بيت المال) بعرف الاسلاميين الى مال البيت، وتبدأ عمليات تعيين افراد الحزب او الكتلة بدلا من تطوير الابار والحقول النفطية. وتبدا الايفادات ومن يذهب الى اوربا والى شرق اسيا بدلا من حساب كلف التنقيب والبحث عن مشاريع. وتقدم الهبات والهبات بدلا من جذب الشركات لزيادة الانتاج. ولطالما حذر اهل الاختصاص من سوء الاوضاع بوزارة النفط بدءًا من ازمة حصول المواطن على صفيحة نفط او اسطوانة غاز ليعبر بها شتاء العراق البارد. الى تهريب النفط وانخفاض الانتاج وتاكل انابيب التصدير الى التاخير غير المبرر في استقدام شركات للنهوض بواقع النفط استخراجا وتصديراً. حتى بدانا نزحف نحو الكارثة. دون التفكير بالحل او خوفا من تداعياتها.
فمع انطلاقة ازمة الرهن العقاري في اكتوبر 2008 دخل العالم في ازمة حقيقية. كنا نسمع عن معالجات وغرف عمليات وادارات ازمات. وكانت وزارة النفط تطمئننا بان انتاجنا يتصاعد ولا توجد مشكلة. لكن تلك التصريحات كانت كذر الرماد في العيون حتى ظهرت شمس الحقيقية وبان صبحهها واصبح سعر البرميل 25 دولار فقط؟والانتاج تراجع باكثر من 500 برميل يوميا. واعيد توزيع الموازنة لثلاث مرات نتيجة للخسائر في العائد المالي لنفطنا (المورد الوحيد للعراق) ووزارة النفط لم تقدم شيئا لا على مستوى زيادة الانتاج والتصدير ولا ترميم الابار التي تنتج في الوقت الحاضر.
فلماذا لم تاخذ تحذيرات اهل الخبرة على محمل الجد؟ لماذا لم نشاهد محاسبة لهذه الوزارة؟ ووزيرها مع الاحترام لشخصه الكريم. لماذا لم يكلف البرلمان نفسه باستدعاءه ليطلعهم على واقع المشكلة النفطية وواقع الحال في وزارة النفط؟
هل هي الحصانة السياسية للسيد الوزير وما هي هذه الحصانة هل تحالفه مع السيد رئيس الوزراء مبررا لعدم المحاسبة ويمنحه الحصانة. فاين اذن القانون ودولته ام هو مجرد شعار؟ نحتاجه ضد الاطراف السياسية الاخرىهل نكتفي بالتغني بان اخر قطرة نفط ستكون من العراق عام 2060؟وليس لدى حكومتنا القدرة على دفع رواتب موظفيها اذا استمر سعر برميل النفط بالتراجع.اذا كان السيد وزير النفط مختص بالطاقة الذرية فلماذا لاتستحدث له وزارة دولة يكون اسمه فيها وزيرا ويترك النفط لمن هو قادر على ادارتها، ليؤمن لنا راتبا شهريا.سؤال بحاجة الى جواب
https://telegram.me/buratha