بقلم :سامي جواد كاظم
مع كل جريمة يقترفها عضو برلماني تشتد النقاشات بين اعضاء البرلمان حول رفع الحصانة عن هذا العضو المجرم لغرض تقديمه الى المحاكمة وهذه النقاشات تستغرق وقت يكفي لهروب المجرم ، والطائفية تدخل في عرقلة رفع الحصانة في اغلب الحالات التي مر بها البرلمان ومنهم ايهم السامرائي والضاري و حتى الدليمي الذي لا زال بعيدا عن المحاكمة بسب قذارة الحصانة . واليوم المطروح على ساحة البرلمان على اساس رفع الحصانة هو محمد الدايني وعليه سيكون خطابي الى اعضاء البرلمان دون الدايني لانه لايستحق الحديث حول تاخر اتخاذ القرارات الحاسمة في مثل هذه القضية واقول لهم هل اقر عمر بالحصانة ؟ ام علي عليه السلام اقر بها ؟الخليفة عمر لديه الدرة التي تهشم اكبر حصانة مهما كانت صلابتها ولايوجد في قاموسه الحصانة فلديه الكل سواء والتاريخ يحدثنا عن ذلك ومن هذه الروايات قصة ابي هريرة عندما ولاه البحرين وجاءت الاخبار لعمر ان واليه على البحرين اصبح صاحب مال وحلال فاستغرب الامر بعد ما كان فقير الحال فبعث اليه هو وامواله وخرج عمر خارج المدينة ليلاقيه حتى لا يفسح المجال له في تسريب امواله وبالفعل لما راى النياق والخيل وصناديق المال ضربه بدرته وقال له يا ابا هريرة من اين لك هذا ؟ فصادر امواله وجعلها في بيت مال المسلمين وعزله ، اين الحصانة ؟
خالد بن الوليد الذي قتل مالك بن نويرة وزنا بزوجته استنكر ذلك عمر وطلب من ابي بكر القصاص فلم ينفذ فما ان استلم الخلافة عمر حتى عزله وجعله تحت الاقامة الجبرية ،اين الحصانة ؟ ولده الذي جاء خبره من مصر انه يشرب الخمر فطلب من واليه على مصر عمرو بن العاص ان يجلده حد الخمر وبالرغم من ذلك فانه لم يطمأن بان يقام عليه الحد باعتباره ابن الخليفة فارسل اليه ان يحضر لديه فجيء به وهو مريض فاقام الحد عليه فمات من جراء ذلك بيد عمر وعندها طلب المشورة من الامام علي عليه السلام بهذا الامر فقال له عليه السلام تجب عليك دية ابنك وطالما انك الخليفة وعند الحد مات فتعطيها من بيت المال الى عياله .
واما الامام علي عليه السلام فلو اقر بالحصانة ما اشتعلت حرب صفين ولا وبخ عثمان بن حنيف وهدده بالعزل بالرغم من انه لم يرتكب جرم كالذي يرتكب اليوم في العراق من قبل اصحاب الخيانات ، كما وامر باسترداد كل ما نهب من بيت المال ومهما كان الناهب ، اين الحصانة لدى اميرالمؤمنين عليه السلام ؟
اما الخليفة الثالث نعم فقد اقر بالحصانة وعطل القانون على ذويه وولاته وماذا كانت النتيجة كانت النتيجة قيام الثورة عليه وقتله في داره واصحاب الحصانات لاذوا بالفرار الذين قادوه الى مصيره هذا . وهنا كلامنا موجه الى من يدعي القانون ، ان الحصانة التي شرعتموها ما انزل الله بها من سلطان وبالرغم من ذلك اقول لكم انتم تمنحون الحصانة للمجرمين والمجرمون لا يمنحون الحصانة للقانون فايهما اولى بالحصانة ؟
اقول لمن يعارض رفع الحصانة في البرلمان ان كان قدوتكم عمر فهذا عمر لا يقر بالحصانة وان كان قدوتكم علي فهذا علي لا يقر بالحصانة ،الم تقولوا القانون فوق الجميع فاين مكانه فوق المجرمين ؟كثيرا ما تدعي التوافق ان المحاكمة او طلب رفع الحصانة هو تسيس للقضية و ورائه دوافع طائفية فاذا كان قدوتكم الخليفة الثاني فهل تسيرون على خطاه ويجرأ احدكم بمسك الدرة وضرب راس من لا يقر بحصانة القانون ؟
https://telegram.me/buratha