بقلم السيد عبد اللطيف العميدي
أن من أجلى الحقائق التأريخية التي أثرت في أحداث التاريخ وتخلدت بعد البعثة النبوية الشريفة هي قضية الحسين (ع) وواقعة كربلاء بما حملت من معاني ومآثر سامية فرضت نفسها بقوة على الارث الانساني ككل .والعجيب فيها وكما يلاحظ المراقبون أنها وبمرور الأزمنة وكلما اشتدت الهجمة العدائية عليها إزدادت لمعاناً وشهرة وإتسع صداها أكثر فأكثر . وهي قضية تستوجب أن يقف عندها المحللون ويتسائلون عن الاسباب التي جعلت من ثورة الحسين (ع) ووقفته البطولية تلك والتي لم تتجاوز سويعات من الزمن كيف أن تلك الساعة التي وقفها سيد الشهداء خلدت ذكره الى قيام الساعة .
ومهما حاول المحللون أن أن يثبتوا ويشخصوا أسباباً لخلود هذه النهضة فأنهم لن يصلوا البتة الى الاسباب الحقيقية لخلودها ولازدياد شهرتها كلما زاد قمع الظلمة لأنها قضية ألهية لها . ولكن هنالك بعض الاشارات التي يمكن للباحث أن يتوصل لها بالاستعانة بماورد من أحاديث ونبوءات المصطفى (ع) والمعصومين الذين تعرضوا لقضية الحسين (ع) ومنها ما ورد عنهم (بأنه سينصب في هذا الطف علماً لن ينمحي الى قيام الساعة ، وسيجتهد أئمة الكفر والضلال في أن يمحوا ذكره فلا يزداد إلا علواً) وكثير من هذه المعاني . مضافاً الى ماحفضته صفحات التاريخ من كلمات ومواقف صدرت من سيد الشهداء أهل بيته وأصحابه في تلك السويعات من كل هذا وذاك نستنتج أن ماحدث في واقعة الطف من تضحيات ومواقف كانت خالصة تماماً لوجه الله سبحانه وفي عينه تعالى واشترك في تقديم التضحيات تلك الصغير والكبير والرجل والمرءة بل وحتى الحيوان ، قدم الجميع صورة فدائية للاسلام تعجز عن وصفها أقلام البشر وقوافي الشعراء . فلهذا كان حرياً على الله سبحانه وتعالى أن يعطي لهذه الواقعة الخلود السرمدي فكل ما كان لله ينمو ويتخلد وهذه من نواميس الدنيا التكوينية .
فكان سيد الشهداء وبعد كل قربان يقدمه يخاطب بارئه (الهي إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضا ) حتى قدم نفسه الزكية قرباناً لله ولشريعة جده فكيف لاتتخلد ثورته ، وكيف لانذوب نحن شيعته في التمسك بذكراه وإحيائها ؟ أليست هي أوضح مصداق لقوله تعالى (ومن يعظم شعائر الله فأنها من تقوى القلوب) فهنيئاً لك سيدي أبا عبد الله وزاد الله في شرفك ولا حرمنا الله تعالى أجر مصيبتنا فيك مصيبة ما أعضمها وأعظم رزيتها في الاسلام وفي جميع السموات والارض . فقد صارت ثورتك بحق ملحمة التاريخ الكبرى ، وبسببها تخلد الاسلام المحمدي الناصع وتخلد مذهب التشيع .
فلنندبنك سيدي أباعبدالله صباحا ًومساءا ولنبكينك بدل الدموع دماً ولنسمعك صوتنا ونحن متوجهين لقبرك المقدس مجيبين دعوتك الخالدة ( هل من ناصر ينصرني) فنقول (لبيك داعي الله إن كان لم يجبك بدني عند إستغاثتك ولالساني عند أستنصارك فقد أجابك سمعي وقلبي وضميري ..
https://telegram.me/buratha