( بقلم : علاء الموسوي )
جاءت النتائج النهائية لانتخابات مجالس المحافظات، لتضع المسؤولية الشرعية والوطنية على كاهل الفائزين بمقاعد تلك المجالس في الايفاء بمستوى الالتزامات التي قطعوها على انفسهم. لاسيما وان حجم الوعود والمواثيق التي اطلقها مرشحو تلك القوائم قادرة على اعمار المحافظات بغضون اسابيع لا اكثر.
النتائج افرزت الكثير من المعطيات التي كادت ان تغيب عن بعض القوى السياسية في دخولها مضمار التنافس الانتخابي، لعل اهمها قراءة المرحلة السياسية باكثر واقعية، ومدى قدرة التحرك بـ(كوادرها) في تلك المرحلة الصعبة. ولعل تقّيد بعض تلك القوى بمسميات وشخصيات لها من التأريخ ما يؤهلها لان تحضى باهتمام بارز ، بعيدا عن تحميلها مالاتفقهه من شؤون الادارة ومواكبة الاحداث المتغيرة بين الحين والاخر، هو السبب الرئيس في مجمل الملاحظات التي تؤخذ عليها. التغيير وانسيابية الحراك السياسي امر لامفر منه، فالسياسة فن الممكن ـ كما يقال ـ ناهيك عن ان التجدد والتغيير سمة رئيسة في الحياة، فمن دونها لن يكون هناك طعما في الاستمرارية باجواء منفتحة واكثر واقعية في خضم الصراع اللامتناهي بين الفرقاء السياسيين.
انتخابات مجالس المحافظات ونتائجها ستكون البوابة المثلى لمعرفة الرصيد السياسي لاي تكتل في دخوله اربع سنوات جديدة لمجمل التفصيلات السياسية في العراق.. فتحديد الخطاب وبلورة الامكانيات واعادة ترتيب التحالفات بدأت ملامحها مؤخرا على الساحة لدى العديد من الكيانات السياسية، ولعل امكانية التغيير والتحرك بكوادر (الدماء الجديدة) مؤثرة هي المحرك الفاعل في اقامة وبلورة هكذا تغييرات مثمرة ومجددة في الخطاب والانسجام مع المكون الاخر. لذا فعلى جميع القوائم الفائزة وحتى الخاسرة ان تستفيد من دروس التجربة الديمقراطية في العراق، والذي وصل من خلالها الشعب الى مراحل متقدمة من الوعي والادراك لحجم التحديات التي تواجه عملية التغيير في العراق الجديد.
فتشخيص الشعب لماهية تلك التحديات توجب على الاحزاب التمعن بتشخيص ايجابيات وسلبيات حراكها السياسي بين الحين والاخر، واجراء موازنات عملية لرجالاتها وكوادرها المنضوية فيها، لكي لاتفاجىء في مضمار التنافس والهيجان السياسي في المراحل المقبلة.
https://telegram.me/buratha