المقالات

التعليم العالي إلى أين ..!

1050 12:32:00 2009-02-22

( بقلم : فراس الغضبان الحمداني )

تنهض الأمم بالعلم والعلماء وهذا ليس اكتشافا جديدا وإنما تأكيدا على أهمية الجامعات ونتاجها العلمي والفكري في إعادة أعمار العراق عامة والإنسان خاصة.

وصدق من قال إن إصلاح التعليم ونزاهة القضاء واستقلال القوات المسلحة وأجهزة الأمن هي ابرز الدعامات الأساسية لرقي البلاد وتقدمها ، فبالمقدار الذي تسهم فيه الجامعة في دراسة واقع المجتمع علميا وتقترح الحلول لها عمليا وبعقلية علمية مستقلة لا تجامل ولا تنافق يحدث التغيير ويتقدم المجتمع ويبنى الإنسان .

وكل هذا الكلام الذي تقدم هو محض أمنيات واحتمالات لا تتحقق وهذا ما تعلمناه من تجارب العالم بأسلوب المكرمات والقرارات العاطفية بل يتحقق بالدراسات المتأنية العميقة والمستقبلية لأصحاب الاختصاصات الدقيقة الذين لوحدهم فقط القدرة لان يحددوا حاجة البلاد للتنمية البشرية في هذا المجال ويقرروا حجم البعثات التي ترسل إلى الخارج وضوابط المرشحين والاختصاصات التي سيتأهلون عليها وفي أي الجامعات وكم سينفق عليهم ، والاهم من ذلك ماهو دورهم في خطط التنمية المقبلة لبناء العراق ، ويقال ذات الشيء في التوسع في الدراسات العليا داخل البلاد .

فإننا لانحتاج جيوش من حملة الدكتوراه الذي لايجد المجتمع في اختصاصاتهم فائدة مرجوة ، وان القلة القليلة منهم فقط هم ( الزبدة ) التي تفيد المجتمع ، وقد تكون مهمشة لأسباب نعرفها جميعا ، إما الغالبية العظمى فيشكلون عبئا على خزينة الدولة ويمثلون أرقاما تسيء لحملة هذه الشهادة العليا ، لأنهم لا يستطيعون إعطائها حقها في البحث والتفكير أو حتى الحد الأدنى في التفكير العلمي أو السلوك القويم مما افقد هذه الشهادة اللامعة هيبتها وحضوتها في المجتمع ، ومن هؤلاء بعض النماذج الذين قاموا بتزوير الشهادات وأصبحوا يلقبون أنفسهم ( بالدكاترة ) ..! .

صحيح أيضا إن نهضة البلاد تعتمد على التفاعل مع الجامعات العالمية ولكن هذا الكم الهائل وفي هذا الظرف المتسم بالفساد يجعلنا وفي أحيان كثيرة نمنح الفرص لعناصر غير مؤهلة عمليا ونحرم الآخرين المتميزين والمثابرين ، ولا نعلم ماهي الجدوى إن نستثني البعض من شرط العمر وشروط أخرى ، ومعنى ذلك إن هذا الرجل ربما سيتخرج من الحياة قبل حصوله على الدكتوراه .. فما الذي يستطيع إن يقدمه طالب بعثة تجاوز عمره إل 50عاما وان معدل البعض منهم لا يتجاوز 50 درجة أيضا .

المطلوب وقفة شجاعة لإيقاف هذا التدهور ووضع إستراتيجية لإنقاذ التعليم العالي من هذه الظاهرة وظواهر أخرى خطيرة تحتاج إلى وثيقة إصلاح ومصلحين حقيقيين يضعون النقاط على الحروف وبدون ذلك لايبقى عندنا علم أو علماء بل مجرد شهادات على الورق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
أبو علاوي
2009-02-24
بسمه تعالى اختصر غصبا علي 1 الشهادة العليا ما لم يوفر لها المناخ اللازم من مختبرات عاليه ورعاية ساميه فلايمكنها ان تبرز علوها 2 ان الدكتورهوبكنز المقعد تماما والمعتبر خليفة لاينشتاين بالرعاية الفائقه والمستلزمات الرائقه تمكن من تقديم عبقريته للبشر فهل من دروس؟ 3 عادل شعلان كان من الممكن ان يكون حدثا علميا خاصا فأين هو وماذا فعلنا له؟ 4ان من جملة مستلزمات الانتاج الفكري هو توفير الاجواء الرائقه في الجامعات واظن ان تلك تحتاج الى اعادة نظر عميقه وكنت قد اشرت لبعضها لامانة العاصمة الرشيده ثم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك