( بقلم : فراس الغضبان الحمداني )
تنهض الأمم بالعلم والعلماء وهذا ليس اكتشافا جديدا وإنما تأكيدا على أهمية الجامعات ونتاجها العلمي والفكري في إعادة أعمار العراق عامة والإنسان خاصة.وصدق من قال إن إصلاح التعليم ونزاهة القضاء واستقلال القوات المسلحة وأجهزة الأمن هي ابرز الدعامات الأساسية لرقي البلاد وتقدمها ، فبالمقدار الذي تسهم فيه الجامعة في دراسة واقع المجتمع علميا وتقترح الحلول لها عمليا وبعقلية علمية مستقلة لا تجامل ولا تنافق يحدث التغيير ويتقدم المجتمع ويبنى الإنسان .
وكل هذا الكلام الذي تقدم هو محض أمنيات واحتمالات لا تتحقق وهذا ما تعلمناه من تجارب العالم بأسلوب المكرمات والقرارات العاطفية بل يتحقق بالدراسات المتأنية العميقة والمستقبلية لأصحاب الاختصاصات الدقيقة الذين لوحدهم فقط القدرة لان يحددوا حاجة البلاد للتنمية البشرية في هذا المجال ويقرروا حجم البعثات التي ترسل إلى الخارج وضوابط المرشحين والاختصاصات التي سيتأهلون عليها وفي أي الجامعات وكم سينفق عليهم ، والاهم من ذلك ماهو دورهم في خطط التنمية المقبلة لبناء العراق ، ويقال ذات الشيء في التوسع في الدراسات العليا داخل البلاد .
فإننا لانحتاج جيوش من حملة الدكتوراه الذي لايجد المجتمع في اختصاصاتهم فائدة مرجوة ، وان القلة القليلة منهم فقط هم ( الزبدة ) التي تفيد المجتمع ، وقد تكون مهمشة لأسباب نعرفها جميعا ، إما الغالبية العظمى فيشكلون عبئا على خزينة الدولة ويمثلون أرقاما تسيء لحملة هذه الشهادة العليا ، لأنهم لا يستطيعون إعطائها حقها في البحث والتفكير أو حتى الحد الأدنى في التفكير العلمي أو السلوك القويم مما افقد هذه الشهادة اللامعة هيبتها وحضوتها في المجتمع ، ومن هؤلاء بعض النماذج الذين قاموا بتزوير الشهادات وأصبحوا يلقبون أنفسهم ( بالدكاترة ) ..! .
صحيح أيضا إن نهضة البلاد تعتمد على التفاعل مع الجامعات العالمية ولكن هذا الكم الهائل وفي هذا الظرف المتسم بالفساد يجعلنا وفي أحيان كثيرة نمنح الفرص لعناصر غير مؤهلة عمليا ونحرم الآخرين المتميزين والمثابرين ، ولا نعلم ماهي الجدوى إن نستثني البعض من شرط العمر وشروط أخرى ، ومعنى ذلك إن هذا الرجل ربما سيتخرج من الحياة قبل حصوله على الدكتوراه .. فما الذي يستطيع إن يقدمه طالب بعثة تجاوز عمره إل 50عاما وان معدل البعض منهم لا يتجاوز 50 درجة أيضا .
المطلوب وقفة شجاعة لإيقاف هذا التدهور ووضع إستراتيجية لإنقاذ التعليم العالي من هذه الظاهرة وظواهر أخرى خطيرة تحتاج إلى وثيقة إصلاح ومصلحين حقيقيين يضعون النقاط على الحروف وبدون ذلك لايبقى عندنا علم أو علماء بل مجرد شهادات على الورق .
https://telegram.me/buratha