المقالات

درس لو ادخل ضمن دروس الحوزة

1170 12:17:00 2009-02-22

بقلم : سامي جواد كاظم

الحوزة كلمة تدل على مصنع للعلماء والدور الريادي والجبار لها في رفد الساحة الاسلامية بالفقهاء والمجتهدين هذا الدور مشهود له من مختلف الاطياف والمذاهب ، وعليه اذا ما اريد للامة الاسلامية ان ترتقي في مجالات الحياة فعليها الاهتمام بالحوزات العلمية . نعم الحوزة العلمية تهتم بالدرجة الاولى بكل متعلقات الافتاء والاجتهاد من مناهج دراسية والمتمثلة باللغة العربية والمنطق والعقائد والفلسفة وغيرها من الدروس وكل ما يحتاجه الدارس لغرض الوصول للغاية المنشودة وبتسديد الهي يبلغ قمة الهرم في المرجعية . الية الانتماء والتدريس في الحوزة العلمية تختلف عن كل المؤسسات التعليمية في العراق والعالم وهي بهذه الالية التي خرجت فطاحل فانها تبقى الافضل في كون طالب العلم جاء يطلبه قربة لله عز وجل .

كل علوم الحياة مطلوبة ومهمة للمجتمع ولكن هذه العلوم اذا ما ارتقى فيها الانسان وليس له خلق اسلامي او رادع ديني فانه سينقلب الى كارثة في علمه على المجتمع . فعالم الذرة والكيمياء والطب وغيرها من العلوم التي تخدم البشرية تصبح المعضلة التي تهدد البشرية عندما يكون مستخدمها فارغ من الخلق الاسلامية ، لهذا تعمل الحوزة على نشر الخلق الاسلامي ومن ثم تدع الطالب او العالم الغوص في اي مجال علمي يريد حتى يمكن لنا الاطمئنان والاستفادة من اكتشافاته العلمية . اليوم هنالك مجال يعد الاهم والمهم في حياة البشرية وان بيد هذا المجال المقود الذي يؤثر اكثر من القنبلة الذرية على عقول البشرية هذا المجال هو الاعلام .

ومن الطبيعي تتردد على مسامعنا الاعلام الاسلامي ولو قرأنا هذه المفردة جيدا لوجدنا فيها بعض اللبس في مفهومها لدى الاسلاميين او من يلج هذا المجال . للتفريق او طرح المفهومين لهذه المفردة ، المفهوم الاول للاعلام الاسلامي هو نشر الثقافة الاسلامية بين الامم من خلال استخدام الوسائل المتاحة سواء كانت متواضعة او متطورة ، فالمنبر مثلا كان ولا زال يعول عليه في نشر الثقافة الاسلامية ساعده في ذلك القنوات الفضائية بعد ما كان الحضور فقط يستمعون للخطيب اصبح المشاهد في اي بقعة في العالم يستطيع ان يسمع ويرى الخطيب .المؤسسات الثقافية العلمية التي اسسها مراجعنا العظام في اوربا وامريكا لها الدور الفاعل والمؤثر في تعريف الناس بماهية الاسلام اضف الى ذلك المنتديات والمدارس الاسلامية التي يكون منهجها الاسلام فقد ادت دور فاعل ومهم في رفد العقول البشرية بما كل هو رائع في الاسلام ، والشبكة المعلوماتية تعد سلاح ذو حدين وانها الاهم والاخطر .

المفهوم الثاني للاعلام الاسلامي وهو المهم جدا وله التاثير على مجتمعنا هو الاعلام الذي ينقل الحدث والخبر ولا علاقة للاسلام به فكيف يمكن التعامل مع هذه الاخبار للامم الاخرى بحيث تنفعنا ونتجنب مضارها ؟الفقهاء يحذرون ويحرمون الكذب ولكن في اصلاح ذات البين يصبح الكذب حلال ، الغش حرام ولكن في الحروب حلال ، الربا حرام ولكن في مجال اخر حلال كأن يكون المتضرر يهودي ، في احدى معارك الرسول صلى الله عليه واله وسلم وهو ينظر الى الزبير وهو يسير على فرسه بتبختر بين المشركين فقال صلى الله عليه واله ان هذه مشية لطالما ينبذها الله عز وجل الا انها جائزة في هذا المكان وهو ساحة الحرب .

ومن هنا في بعض الاحيان نقل الخبر الصادق يكون كارثة والعكس كذلك اذا كنا غير دقيقين في نقل الخبر هو الاخر كارثة ومن جانب اخر اذا ما لفق علينا كذب كيف نستطيع الرد ؟، وكذلك كيف تهويل امر معين لنا غاية فيه ، الحوارات والاختلافات في الثقافة مع الاسلام كيف يمكن لنا تسخير محاسننا اعلاميا وكسب الجولات الحوارية ؟كان لي نقاش مع شخصيتين مقربتين جدا من مكتب السيد السيستاني في النجف الاشرف فالاول قال ان الاعلام الاسلامي ممتاز طبقا للمفهوم الاول معولا على المنبر والمؤسسات الثقافية وان الحوزة لو اسست قناة فضائية سيكون لها الاثر الفاعل وكنت انا على خلاف معه والاخر اقر بان الاعلام الاسلامي في المفهوم الثاني قاصر ولايمكن له ان يناطح بقية وسائل الاعلام ، وانا اعتقد بسبب هذا القصور فان الظهور الاعلامي للسيد السيستاني معدوم بسبب الخبث الاعلامي الذي يصور الحدث حسب نواياه الخبيثة ولكم ان تشاهدوا كم من مسؤول استُهزء به واصبح عرضة للاستهزاء امام الملأ .

في الحوزة درسان مهمان هما الفلسفة والمنطق ، فالفلسفة هي معرفة الحقيقة بصورة مطلقة حسب ما عرفها افلاطون والتعريف الاقرب لها هو التفكير النظري في ابعاد العلوم للوصول الى المعرفة ، والمنطق هو الة قانونية تعصم الذهن عند مراعاتها من الفكر في الخطأ .هذا العلمان وسيلة للوصول الى العلوم الاخرى ويمكن دراستهما كغاية كما قال لنا استاذي الدكتور عبد الهادي الفضلي اطال الله في عمره يمكن ان تعتبر الغاية اذا ماكنت الدراسة منصبة لمعرفتهما ومعرفة ابعادهما .

ومن هنا اقول لماذا لا يكون هنالك درس في الحوزة العلمية اسمه الاعلام الاسلامي بحيث يهيء كوادر اعلامية يمكنها التعامل مع الاحداث من غير الوقوع في اشكال فقهي ، ويكون الاجتهاد في هذا المجال اجتهاد جزئي كما هو عليه الحال فهنالك مجتهد في الطهارة واخر في الارث وثالث في التجارة ويكون بمنأى عن الخطأ الذي قد يضر الاسلام .

اليوم عدة وسائل لالتقاط الخبر منها التنصت والتجسس فهذه الحالة في بعض الاحيان حرام واحيان اخرى حلال فكيف للاعلامي ان يعلم ذلك ام انه اذا اكتشف سبق صحفي لا ينشره بانتظار الفتوى فهذا يعد فشل للاعلامي .ومن خلال الاعلام الناجح يمكن للمشاهد متابعة وسائلها ويمكن عندها ان يبث برامج اسلامية تثقيفية تساهم في رفد عقول العالم بما يجهلوه عن الاسلام .

تابعوا القنوات الفضائية الاكثر شهرة فانها من خلال نقلها الاحداث وتفاصيلها وبالشكل الذي يريده الممول وتلفت انتباه المتلقي فانها تبث برامج كالسموم تؤدي الى تلوث العقول الاسلامية القليلة الاطلاع على الفكر الاسلامي .نعم بالاعلامي الاسلامي يجب ان يمنح اجتهاد جزئي في نقل الخبر وليس الحديث حيث هذا الاخير له دراسة واجتهاد وتخويل من علمائنا الافاضل الى طلابهم المؤهلين لنقل الحديث ، نعم فكذلك الاعلامي بعد ان يجتاز الدروس الخاصة بالاعلام الاسلامي مع تجنب المحذورات فانه يمكن ان يرتقي بالاعلام الاسلامي في مصاف الاعلام العالمي ، بالاضافة الى الامكانات الهائلة التي يتمتع بها المسلمون .لابد من حضور اعلامي اسلامي واعي في هذا المجال حتى نستطيع ان نواكب الامم ولانخشى على شبابنا الذي يكون عرضة للاعلام المعادي وكم من عقل انحرف واخر ينتقدنا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك