( بقلم : عمار العامري )
بعد مخاض ليس بطويل ولكنه عسير شهدت الساحة السياسية في العراق حراك سياسي وتكثيف إعلامي استنفرت فيه القوى المشاركة في الانتخابات كل ما تستطيع من قوة ولكن من حصد أخيرا من عرف كيف يزرع لأنها السياسة وإنها الدهاء والمكر والحيلة كما يقال مقابل الحصول على النتيجة هذا ما أكدته آليات "قائمة ائتلاف دولة القانون" وفعلا صدق القائل "الغاية تبرر الوسيلة" إذ لا اعتقد أن المبادئ هي التي جلب كل هذه الأصوات ولا البرنامج الانتخابي اقنع الناخب العراقي ولا قوة الشخصيات وتاريخهم وعطائهم أنما هناك أساليب يعجز عن وصفها العقل لأن من استخدمها حينما يتكلم كلامه يتضمن" مفردات الدين والأخلاق والتاريخ والجهاد" ولكن هذه المفردات استبدلت بمفردات " التعيينات والمقاولات والدمج وشراء الذمم" هذه المفردات الرديفة لمن يستطيع استخدامها متجرداً من مبادئه بسرعة وسهولة.
دولة القانون هذا المصطلح الذي جاء بجهود العراقيين المخلصين من أبناء المجلس الأعلى الذي ذادوا بأنفسهم وأموالهم مقابل تحرير العراق من براثن القاعدة في بغداد والجماعات المسلحة في الوسط والجنوب وتحملوا التهجير والإبادة والقتل ولكن من يبكي على الإمام الحسين -ع- عليه أن لا ينسى أن من قتله هو من دعاه للبيعة وأنكره وقال له "قلوبنا معكم وسيوفنا عليكم" وفعلا لم تكن صولة الفرسان لو أبناء شهيد المحراب لاسيما حينما أصبح المالكي قاب قوسين أو أدنى من الأسر بيد الصدريين في البصرة لولا إنقاذه من قبل البدريون ولا ينسى المالكي حينما يضع يده بأيديهم بدعم مستشاريه انه يضع يده بيد من احرق منطقة ما بين الحرمين وقذف العتبات المقدسة بالرجيم كذلك لم يأتي امن بغداد بمجالس الإسناد التي صرف عليها من أموال الدولة ما أنزفها ميزانيتها هي التي حققت الأمن لبناء بغداد لينتخب البغداديون من اعترف بأن ائتلاف دولة القانون تمول من أموال الدولة ويخذل من كان يعمل مع أزيز الرصاص فعلا أن العراق بظل حكومة المالكي حقق الكثير ولكن من الأنصاف أن نتذكر حينما أراد أياد علاوي تشكيل حكومة عام 2005 في الأردن لإسقاط حكومة المالكي لولا تدخل السيد الحكيم الذي افسد المخطط وان لا ينسى مستشارو المالكي أن الصدريين والجعفري هم من أردوا إسقاط حكومة الوحدة الوطنية لو المجلس الأعلى ولكنها السياسة كما يقال.
أما دور عدنان الاسدي الوكيل الإداري لوزارة الداخلية والسيد علي العلاك الأمين العام لمجلس الوزراء فهذين المنصبين كان لهما الدور الكبير في تقويم الحزب جماهيرياً إذ لا ينكر فضلهما في دمج البقالين والسماكين والأميين ورعاة الأغنام في الداخلية والدفاع برتب عسكرية باعتبارهم ميلشيات حزب الدعوة الإسلامية وتسخير كل إمكانيات وصلاحيات الدولة لبناء هذه الحزب المجاهد حتى قيل "لولا رئاسة الوزراء لما كان هناك دعوة تذكر".
ولم يبقى سوى التعريج على الاثنين والسبعين ساعة من قبل يوم الانتخابات والتي قلبت فيها الموازين وشابهت حادثة عبيد الله ابن زياد حينما دخل الكوفة ووجدها قد بايعت مسلم ابن عقيل فكان الترغيب خير وسيلة لشراء الذمم واستمالت المعوزين والمحتاجين له كما لجهة ائتلاف دولة القانون تارة بالأموال التي دفعت تحت جنح الليل وتارة بمواعيد التعيينات والمقاولات وأخرى بما يندى له الجبين ولكنها السياسة ربح وخسارة وتبقى الغاية تبرر آليات فوز ائتلاف دولة القانون.
https://telegram.me/buratha