( بقلم : فائز التميمي )
ان نظرية العامل الأوحد في تفسير تراجع عدد المقاعد للتيار الديني وهو ما اعزوه الى الخطاب الديني ومرة الى تسييس الدين فهي مقولة انطلت علينا من القنوات المغرضة.لأن الإيمان بها معناه ترك الخطاب الديني ونزع العمائم وترك الناس للسياسيين! وهو ماتريده الجهات المعادية والتي تخشى صراحة من وصول الشيعة الى سدة الحكم فتبدأ بهذه المقولة ثم تتطور فقال بعضهم لا تصدقوا اي حزب ديني ان يقول أنا توجهاتي علمانية!!. وهكذا يضغطون حتى يوصلون الاسلاميين الى طريق مسدود حتى يتركوا السياسة.
والمقولة الخطيرة الأخرى وهي ان في بعض الدول المتقدمة تكون نسب الأنتخابات 30 بالمئة وهذه مقارنة باطلة فالدول المتقدمة صارت لها مؤسسات عريقة فلذلك اصبحت الانتخابات ترفا كماليا لهم لذلك لا يجد الناس فرقا شاسعا بين حكم العمال او المحافظين في بريطانيا الا بحدود ضيقة لا يشعر بها المواطن.أما في العراق فإن الفساد الإداري مستشري به وان تخلّف 50 بالمئة عن الأنتخابات يعني انهم أما غير مبالين أو غير مدركين لخطورة تخلفهم وهذا يعني عدم شعورهم بأهميتهم في وطنهم لسبب أو آخر.
ان من العوامل المهمة التي يمكن ان يكون لها أثر وهو نسبة الشباب المشاركين من عمر 18 الى عمر 25 فهو من اخطر الاعمار في الاندفاع وراء الشعارات وعدم القدرة على التحليل فهم اقرب لقبول رأي السياسي او القائد منه الى قبول كلام رجل الدين ففي مثل عمره يشعر ان خطاب السياسي الحكم اقرب الى نفسه.وان من العوامل الاخرى والتي لا يمكن انكارها هو الذي حصل بين حكومة كردستان والحكومة الاتحادية وكان حجم الأستفزاز اكثر من طاقة العراقيين في تحمله وخصوصا التلويح بحصول حرب او قتال أو ما شابه!.
امّا من يعتبر ان التركيز على القضايا الحسينية هي التي ادت الى ذلك التراجع فان ما يرده هو المشاركة الغير مسبوقة للشعب العراقي في اربعينية الامام الحسين(ع). ولا علاقة لها بالانتخابات لا من قريب ولا من بعيد.هذا بالإضافة الى كل العوامل الاخرى التي ذُكرت من قبل والتي ادت الى عدم قدرة البعض على التصويت لبعد مكانه او عدم تجديد سجله وغيرها.
https://telegram.me/buratha