بقلم : سامي جواد كاظم
الامام علي عليه السلام قدوة للبشرية وبمختلف قومياتهم واديانهم ومراتبهم ، فعليه السلام قدوة للراعي والرعية وللغني والفقير وللعالم والمتعلم ، الاسلاميون والمسيحيون واليهود وغيرهم من الملل الاخرى كتبوا واطنبوا بحق امير المؤمنين عليه السلام .هذا التمسك بالامام علي عليه السلام يجب ان يترجم على ارض الواقع كل في مجال اختصاصه حتى يقال ان فلان متمسك فعلا بالامام علي عليه السلام وليس لقلقة لسان .ولا يختلف احد معنا ان قلنا ان الامام علي عليه السلام ارسى قواعد واسس التعامل في الحياة بين الانسان واخيه الانسان بل وحتى مع نفسه .والسياسة لها الحظ الاوفر في اشراك الامام علي عليه السلام كقدوة يتمسك بها السياسي خصوصا في المجتمعات الاسلامية وبالتحديد التي يكثر فيها اشياعه .
نحصر قولنا بالعراق لانه الغاية من المقال ، فهنالك من قال علنا ان الامام علي واهل بيته هم القدوة وهنالك من قالها على استحياء ولو نظرنا الى ارض الواقع هل حقا من تمسك به عندما اتيحت الفرصة له والتزم بتعاليم الامام عليه السلام ؟ لعل مفردة ( الحق ) الاكثر شيوعا في حياة الامام علي عليه السلام وكم من حديث قيل فيه ذكر الحق وكم من حديث له امير المؤمنين عليه السلام ذكر فيه الحق . ولهذا كانت هي المعيار الحقيقي في حياته وهو القائل من ضاق عليه الحق فالجور او الباطل اضيق ويقول سيد الخلق (ص) علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار .اذن هذه المفردة هي المعيار الحقيقي في حياة امير المؤمنين لا يجامل ولا يداهن على حساب الحق والقصص كثيرة في حياة امير المؤمنين من هذا المنوال .
غايتي وكلامي اوجهه لمن يدعي قدوة الامام علي عليه السلام في عمله من المسؤولين العراقيين من كان في اعلى الهرم او اسفله .الامام علي (ع) كان جالسا في بيت المال يحسب الاموال لكي يقسمها على مستحقيها فجاء احد المسلمين في حاجة فقال له (ع) حاجتك خاصة ام للمسلمين قال بل خاصة فنهض امير المؤمنين واطفأ نور بيت المال وخرج وقال قل ماعندك فقال له لم اطفأت النور قال لانه من اموال المسلمين ولا يحق لي استخدامه للحاجة الخاصة .نحن عشنا الانتخابات قبلها وبعدها وشاهدنا التحركات الدعائية للمرشحين كي ينالوا رضا المواطن العراقي لينتخبه ولنحدد السادة المسؤولين الذين رشحوا انفسهم للانتخابات واسالهم هل تمسكتم بالامام علي (ع) في دعايتكم الانتخابية ولم تستخدموا مناصبكم واموال الشعب لغرض الدعاية ؟
احد المسؤولين قام بجولة مكوكية في محافظات العراق خلال اسبوعين لشحذ الاصوات وصرف ملايين الدنانير كهبات وهدايا ولدي اغلب هذه الارقام بل ان بعض المحافظات زارها اكثر من مرة لم يعلن عنها في وسائل الاعلام ، فهل هذا التصرف يقارن بتصرف امير المؤمنين عليه السلام ؟.والنكبة الاكبر بعد اعلان نتائج الانتخابات وبدأت التحالفات وحتى يكون لنا من حياة امير المؤمنين قصة فنذكرها وادع القارئ ليتامل الى مدى التمسك بها من قبل رجال السلطة .الامام علي عليه السلام حالما استلم السلطة هل تحالف ام توعد الباطل ؟ أصدر الإمام ( عليه السلام ) قراره الحاسم بتأميم الأموال المختلسة التي نهبها الحكم المُباد .فبادرت السلطة التنفيذية بوضع اليد على القطائع التي أقطعها ممن سبقه بالخلافة لذوي قُرباهم او صحابتهم ، والأموال التي استأثروا بها ، وقد صودِرت هذه الاموال، وأضافها الإمام ( عليه السلام ) إلى بيت المال .
وقد فزع بنو أمية كأشد ما يكون الفزع ، فهم يرون الإمام ( عليه السلام ) هو الذي قام بالحركة الانقلابية التي أطاحت بحكومة عثمان ، وهم يطالبون الهاشميين برد سيف عثمان ودرعه وسائر ممتلكاته التي صادرتها حكومة الإمام ( عليه السلام ) .فقد كتب عمرو بن العاص رسالة إلى معاوية جاء فيها : ما كنتُ صانعاً فاصنع إذا قشّرك ابن أبي طالب من كل مال تملكه كما تقشر عن العصا لحاها .والامر الاهم هو ان الامام علي (ع) كان يحث الخليفة الثالث على القصاص من ابن عمر الذي قتل قاتل ابيه وعائلته فقد استعظم هذا الامر (ع) حيث ان لابن عمر الحق في قتل قاتل ابيه ولكن ليس له الحق في قتل عائلته لهذا نجده هرب عندما استلم الخلافة امير المؤمنين (ع) .وفي العراق نجد مع كل تحالف او اصدار قرار تكون الصفقة تعطيل حكم الله عز وجل بحق المجرمين ، فكثير من المجرمين الذين شاركوا في الاحداث الشعبانية عام 1428 هـ وقد صدرت بحقهم مذكرات القاء القبض ولكنها لم تنفذ لهربهم ، بعد التحالفات بين الكتل التي فازت في الانتخابات الاخيرة رايناهم عادوا الى منازلهم وقد الغيت هذه المذكرات والاحكام التي يستحقونها ، اتمنى ان يحضرنا علي (ع) وهو يرى ذلك ولا ملذة لنا الا بمناجاته .الامام علي (ع) الذي عمل جاهدا على استرداد اموال المسلمين لم يسترد فدك المغصوبة هل تعلمون لماذا ؟ حتى لا يقال عنه انه بسلطته بدأ يستحوذ على اموال المسلمين ليتصرف بها تصرفه الشخصي من حيث يحق له ذلك في فدك المغصوبة فالمنافقون حاضرون لتاويل الكلام ان استرد الامام عليه السلام فدك .ونحن بسبب التحالفات يعطل حكم الله عز وجل بل الطامة الكبرى هي منح المجرم سلطة اذن ماذا نسمي الاقتداء بالامام علي (ع) هنا ؟ نسميه نفاق ولقلقة لسان .
https://telegram.me/buratha