( بقلم : جميل الحسن )
ليس مفاجئا ان تشهد بغداد هذه الايام تصعيدا امنيا خطيرا وتدهورا كبيرا في مستوى الاوضاع الامنية فيها من خلال موجة الانفجارات بواسطة العبوات الناسفة والاغتيالات باستخدام المسدسات الكاتمة للصوت وهي ظاهرة كان المواطن العراقي يعتقد وحتى وقت قريب بانها قد اختفت او شارفت على الانتهاء .وقد كانت مدينة الصدر ومنذ عدة ايام تشهد العديد من هذه الهجمات التي استهدفت قوات الجيش المتواجدة في هذه المدينة منذ البدء بتطبيق خطة فرض القانون وقد اعلنت قوات الجيش مؤخرا بانها فككت اكثر من 100 عبوة ناسفة في داخل المدينة في ليلة واحدة .ومن الواضح ان هذه الهجمات التي استهدفت الاجهزة الامنية في المدينة قد جاءت على خلفية المباجثات الجارية حاليا بين المالكي والتيار الصدري من اجل اعادة العلاقات بين الطرفين وتشكيل تحالف سياسي فيما بينهما على خلفية النتائج التي جاءت بها انتخابات مجالس المحافظات مؤخرا ,حيث من الواضح ان ميليشيات جيش المهدي تخطط لاعادة السيطرة على الاحياء والضواحي التي فقدتها في السابق وفرض وجودها فيها من جديد ولنقل رسالة مهمة الى قوات الجيش والشرطة والتي كانت قد دخلت الى هذه المناطق والمدن في السابق والتي من بينها مدينة الصدر بان عليها ان تخلي مكانها بسرعة وان تكف عن ملاحقة عناصر جيش المهدي وان تغادر هذه المدن والضواحي والا فانها ستواجه المزيد من الهجمات ,
اذ ان خلايا جيش المهدي التي كانت قد اختفت من هذه المناطق والمدن في السابق تخطط في الواقع لاعادة تنظيم نفسها والظهور الى الساحة مجددا واستثمار مناخ التحسن الذي تشهده العلاقة حاليا بينها وبين الحكومة من اجل استئناف انشطتها السابقة .وهو الامر الذي سيعني عودة المظاهر المسلحة التي كانت قد اختفت في السابق وتهديد ارواح المواطنين وعمليات الاختطاف والقتل والتي كانت هذه العناصر والميليشيات تقوم بها في السابق .من الواضح ان مثل هذا التحالفات الجديدة التي يراد من وراءها تعزيز مكانة المالكي في العملية السياسية ستعطي مردودات عكسية ,حيث ان التيار الصدري سيحاول الاستفادة وباقصى قوة ممكنة منها في تثبيت وتدعيم بقائه ووجوده وادامة حضوره في المناطق والمدن العراقية وعدم تفويت الفرصة ,بالاضافة الى الحذر من المالكي ومحاولة ايجاد اوراق لعب قوية تضغط على المالكي من اجل ضمان عدم انقلاب المالكي علي التيار الصدري وتوجيه ضربات امنية موجعة الى التيار كما حصل في اذار من العام الماضي .
وهذا التحالف سيشكل بالنسبة الى المالكي مجازفة كبيرة ربما ستنهي انجازاته السابقة وستجعل باقي المواطنين يعيدون النظر في مواقفهم منه ,خاصة وان التحالف مع التيار الصدري سيجعل التيار هو المستفيد اكثر من الحكومة نفسها والدليل ما تتعرض له العاصمة بغداد من موجة كبيرة من الهجمات والتي اودت بارواح العديد من المواطنين وليست مصادفة انها تحدث في داخل معاقل التيار الصدري نفسه .
https://telegram.me/buratha