المقالات

استشهاد الامام الحسين(ع)..واشكالية الانتقام -1


الدكتور يوسف السعيدي

تاتي ذكرى استشهاد ابي الشهداء والاحرار الامام الحسين السبط (ع)في وقت تحوم فيه حول العالم الاسلامي سحب الفتن الطائفيه السوداء التي تدفعها الرياح الاتيه عبر المحيطات ..والتي يراد لها ان تمطرنا دما قانياً..كأنه لم يكفنا تلك الانهار التي سكبت من قبل هباءً منثوراً من دمائنا التي تصرخ ..يا حسين..كان من الممكن ان تكون هذه الفاجعه الاليمه مناسبة لجمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم ..وتحقيق التقارب بدلا من السعي الدؤوب لتكريس الصراع بينهم خاصة واننا نسمع كثيراً من يقول (اننا نحب اهل البيت وان هذا الحب ليس قاصراً على طائفة من المسلمين دون غيرها)الا ان الواقع المعاش ..والتشويش المتعمد على تلك المناسبه والاصرار على وصمنا نحن المحتفين بذكرى استشهاد الحسين السبط(ع) بشتى الصفات والنعوت السلبيه وتصوير الامر كنوع من الهوس ..والجنون...وتكريس رغبة الانتقام والتشفي ....ولكننا نقول ان الاسوياء والعقلاء هم وحدهم الذين يصرخون من الالم اما فاقدوا الشعور والاحساس فقد اختاروا لانفسهم تلك الغيبوبة الاراديه. ليس من العدل ولا المنطق ان يجري التنديد بما يعده البعض نزعه انتقاميه شيعيه من دن التنديد بالظلم والعدوان ...

هذا الظلم الذي كان سببا رئيسياً لكل الشرور والاثام التي يعاني منها البشر .الان يجادل اهل السياسه حول الارهاب والارهابيين محملين الاتلال الصهيوني لفلسطين المسؤوبيه عن هذه الظاهره..وان حل هذه القضيه حلا عادلا سبنزع من يد الارهاب سلاحا طالما تذرع به وهو ما تمارسه (اسرائيل)من مظالم بحق الشعب الفلسطيني الاعزل من السلاح ..بعض هذا المنطق وليس كله صحيحا ..وهو لا يعدو كونه تفسيرا لجانب معين من جوانب السلوك الانساني وهو سايكولوجية الانتقام التي هي مكون طبيعي من مكونات النفس البشريه ..ولكنه يحتاج الى تهذيب وضبط وربط بقاعد الشريعه والقانون ..والا اصبح السلوك الانتقامي سلوكاً عدانيا يتعين ادانته والوقوف بوجهه ..الذين ينددون بالنزعه الانتقاميه عليهم في نفس الوقت ان ينددوا بالظلم والعدوان ليصبح كلامهم كاملا وليس على طريقة(ولا تقربوا الصلاة) ..القصاص العادل هو مقوم من مقومات الحياة الانسانيه الصحيحه والسليمه (ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب) وعندما تتجاهل الامم مثل هذه القاعده ويصبح الظلم مباحا للذي هو اقوى واقدر على استباحة وانتهاك حرمات الاخرين ..لا بد ان تتدخل الاراده الالهيه انتقاماً من الذين اجرموا ..ويومها لا يستثنى من هذا الانتقام الا من رحم الله ممن لم يرضَ ولم يقر بهذا الظلم..(فلما اسفونا انتقمنا منهم فاغرقناهم اجمعين فجعلناهم سلفا ومثلا للاخرين)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك