( بقلم : عمار العامري )
أفرزت السنوات الماضية في العراق حراك سياسي مبنياً على التحالفات السياسية التي أسست لدولة العراق الجديد وأن تجربة تشكيل الائتلاف العراقي الموحد كانت من انجح البراهين لتقدم الطرح التوافقي من اجل تقديم مصلحة البلاد على المصالح الأخرى في وقتها.
أن الائتلاف العراقي الموحد جمع المجلس الأعلى ومنظمة بدر وحزب الدعوة بشقيها والفضيلة والصدريين والمستقلين حسب توجهاتهم فشق طريقه لكسب استحقاقات الأكثرية العراقية والحفاظ على ثوابت الشعب العراقي وأسس مع المكونات الأخرى الدستور العراقي وشكل أول حكومة انتقالية منتخبة إلا أن هذا الائتلاف بدأت الانسحابات تأخذ مأخذ منه فكان انسحاب حزب الفضيلة مقابل عدم حصولها على ما تبغي إليه من مكتسبات تلاها انسحاب الصدريين الذين دخلوا الائتلاف بصفقة مع الدكتور الجعفري بعدما قاطعوا الانتخابات الأولى ولم يصوتوا لأجل الدستور وأصبحت حكومة المالكي على شفى حفرة من السقوط لولا مساندة المجلس الأعلى الإسلامي العراقي لها ووقوفه بالضد من كل التحديات التي مرت عليها.
وفي الانتخابات الأخيرة أفرزت الساحة السياسية تحالفات جديدة وولادات حديثة فاجتمعت إطراف الدعوة بكل تفرعاتها تحت مظلة رئيس الوزراء وولد تيار الإصلاح لمصلحة جماعة الجعفري وتحول الصدريون إلى تيار مستقل وانشق الفضيلة إلى أبناء المدن بتسمية "جامعيون" وأبناء العشائر بالفضيلة وتوسع اتجاه الناطق باسم الحكومة الدباغ على حساب الجميع لأخذ حيزه في الوجود فيما بقى المجلس الأعلى محافظاً على تشكيلاته ولكن بتسمية عامة.
هذه التحالفات كان الرابح منها الملوك لان الشائع لدى العراقيون "الناس على دين ملوكهم" وهذه يعني أن ما حصلت عليه قائمة رئيس الوزراء ليست بفضل حمتها الانتخابية ولا بشخصياتها المرشحة ولا بقاعدتها الجماهيرية وإنما كما حصل علاوي على 40 مقعد بالانتخابات الوطنية السابقة وتدنى نصيبه إلى 25 في الانتخابات التي لحقتها بسبب عدم حصوله على منصب رئاسة الوزراء فيما جاء النصيب اليوم للمالكي ولا نقول أن هذا النجاح الذي حصل عليه لم يأتي لاحقا ولكن قد يبقى ببقائه رئيس للوزراء ويزول مع ذلك كما كان للجعفري الذي كان الفضل الأكبر في الانتخابات السابقة للمرجعية الدينية إلا أن شعارات "القوي الأمين" أفقدت الكثير رأيهم وتطفل البعض في أن الفضل للجعفري نفسه.
ولكن بعدما خسر الجعفري الصراع تركه الصدريون الذين هددوا "الجعفري لو نقلبه قلب" ثم كانوا مع المالكي الذي احرقهم وجعلهم طرائق قددا بعدما أعلنوا الحرب في كربلاء من اجل إسقاط حكومته لكنها "السياسة" ليعودا من جديد في تحالف يحاول الدعوة من خلاله كسب أصواتهم مقابل الحصول على مناصب المحافظين في الوسط والجنوب .. ولكن السؤال هل يبقى هذا التحالف أم يتحطم فيما بعد ؟ ويسحق الغالب المغلوب وتدمر محافظات العراق مرة أخرى وتعاد حياة الصراعات اليومية وخصوصا المحافظات التي عمرت كالعاصمة بغداد والناصرية والنجف والديوانية وبابل إن التحالفات المقبلة يتوقف عليها استمرار أعمار بعض المحافظات وبداية أعمار محافظات أخرى كالعمارة والسماوة والبصرة وكربلاء ولكن التجارب تعكس الحقيقة والأمل التي يعيشه المواطن العراقي وبقت الانتخابات هي الفيصل والخير فيما وقع.
https://telegram.me/buratha