المقالات

المقامة الفرحانية


( بقلم : محمود الشمري )

حدّثني محمد العطوان, قال :

بينا أنا أمام شاشة التلفاز , ابحث في إخباره عمّن خسر, وعمّن فاز..في انتخابات المدن العراقية , تلك الممارسة الشعبية الراقية ..اذ وقعت على قناة تسمى البغدادية, هي للتجديد في العراق رافضة.. ولراية التغيير فيه خافضة.. فقلت لنفسي دعني أرى ماتعرض, واسمع وأعي ماتستعرض ..ولأضحي من وقتي بساعة, عسى أن توصلني أحاديثها إلى رضى و قناعة .. بما تضج به من أخبار, وما تفضحه من خفايا وأسرار..وإذا بمذيع ذي قامة طويلة , وطرائق في الكلام هزيلة..يسمونه داود الفرحان ,يقدم حلقة سخرية و إضحاك يدعوها حوار الطرشان ..وجلست مستعدا, عسى أن أضحك من نكتة او أبتسم من لفتة..ولا هاذي ولاتلك , سوى ذلك الفرحان فرحانا بسخافته ..ومسرور جذلا برقاعته..يساعده رسام تصاوير صفيق , للفرحان جدا بتفاهته , رفيق .سبّا وشتما , وانتقصا وثلما , واستهزءا ورسما ..تناولا برسوم وكلمات وضيعة , أهل العراق وقيمه الرفيعة ..سخف وتدنيس , وأحاديث تعمية وتدليس , وكلام مفاليس ..تعليقات فجّة, ورسوم تسخر من وضع البلد بطرق مجّه..واخذ مني الملل محلّه, وساقني الأسف الى أقلّه..تأسفت على رجال يفنون الشباب بالتفاهة ويلطخون الشيب بالسفاهة..وهنا.. توقف محمد العطوان منزعجا ولأسم الله مرتجعا ..فقلت : فما ترى وما تلمح .. وما تقول وما تنصح..؟قال : أنصح ذلك الفرحان بخيبته, وصاحبه رسام التصاوير المفتون بعيبته..أن يتركا هذه الصنعة والهواية ..ويهجرا ماقادهما للحرف والغواية..وينبذا الكذب و السخافات , التي قطعا فيها طرقا وعرة ومفازات.. ويعودا الى طريق الرشد والخير والحق.. ويتركا البلاهة والشّر والنق..وأقول : أما اعتبرتما بمن مضى من أخوانكما.. وبمن تكلل بالخزي من أقرانكما .. وبمن فجعتما به من أسلافكما ..وبمن انتقل ألى الجحيم من أصحابكما ؟فأنكما والله تخوضان معركة خاسرة , عوائدها الخزي في الدنيا وفي الآخرة وما أراكما الاّ وقد عميت بصيرتكما , وارتفعت تجأر بالباطل عقيرتكما..وسكت مرة أخرى ..فسألت ..وما تقول لمن ركب موجة معاداة البلد.. وما تاخر عن قتل المرأة العجوز والولد ؟قال .. أقول..ماحزبكم المظلم الّا وقد ولّى زمانه.. وما بعثكم المجرم الّا وقد ذهب أوانه ..واتركوا التشهير والصفاقة.. وانزعوا عن عقولكم الطيش والحماقة..فقضيتكم أبعد شكلا عن العدل والحق .. وأقرب مضمونا إلى الباطل والنق ..ولا تضيعوا الفرصة , واطلبوا للاعتذار الرخصة..واغتنموا روح السماح , واطلبوا الى بغداد الرواح ..وعسى أن يسامحكم أهل العراق , وتعودوا للوطن بعد الغيبة و الفراق ..وأخلصوا ألى العراق الحر الجديد.. فأن له..دستور رشيد.. وشعب ذو عزم شديد .. و قادة ذو رأي سديد.. وجيش ذو قلب حديد .. ولايغرنكم كيد الكائدين وسخط الساخطين و رأي الظالمين و مال الفاسدين ..فأنتم والله الخاسرين ان تركتم نصيحتي .. والفائزين أن قبلتم رأيي و مشورتي ..

وهنا استأذن محمد العطوان وراح .. بعدما فضفض عمّا في باله, واستراح..وأخذت اقلب الرأي فيما قاله ..وأعمل التفكر فيما بدا له ..وتذكرت المرحوم أبو الفتح الأسكندري وشبهه بصاحبنا داود الفرحان ..حين اشتغل قرّادا يرقّص قرده .. ليضحك من عنده .. وعرفه عيسى بن هشام ..رغم تنكره من بين كل الأنام ..وسأله عيسى .. ماهذه الدناءة ويحك ؟ فأنشأ يقول ..

الذنب للأيّام لا لي فأعتب على صرف الليالي

بالحمق أدركت المنى ورفلت في حلل الجمال

وأنا أيضا أقول للفرحان.. ذو العقل الخرفان ..ماهذه الدناءة ويحك ؟ أتريد أن تضحك من عندك ؟ وأعتقد أن ألفرحان سيجيب نفس الإجابة .. لأنه و أبو الفتح الأسكندري من نفس العصابة ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Zaid Mughir
2009-02-23
أريد من المهرج داود الفرحان المشهور بالثرثرة أن يبين لمشاهدي قناته السخيفة البغدادية الفرق بين شهيد القادسية التي كان يتبجح بها وبين شهيد البعث وبين شهيد الغضب مثل المجرم حسين كامل ..وأن يفسر ما معنى الشهداء أكرم منا جميعا ...وهنا كيف سميت صبحة أم المؤمنين ولا ينسى سعدية الزيدي هل كانت تجرة سادة , والله لو تطم نفسك يا فرحان تبقى عار أبن عار
الدكتور شريف العراقي
2009-02-19
من يشاهد هذه القنوات فانه سيحصل على اثم
حيدر العراقي
2009-02-19
مقال جميل وأجمل ما فيه: تأسفت على رجال يفنون الشباب بالتفاهة ويلطخون الشيب بالسفاهة عاشت ايدك
احمد الحلي
2009-02-19
مقامة همذانية النفس ومحاولة طيبة لطرق فن المقامة الهجائية,ولوتجرب واحدة اخرى بحق طنطل اخر من الذين يظهرون على التلفزيون
أحمد الناجي
2009-02-19
السلام عليكم الأخ محمود الشمري لاتستغرب من ما يعرض في قناتي الشرقية والبغدادية لأنهما أساسا اسستا للترويح عن الأنفس البعثية المريضة الموجودين في سوريا واليمن وغيرها من الدول الدكتاتورية لأنهم سيموتون حزنا وكمدا على فقدانهم التسلط على رقاب العراقيين لذلك وضعت هذه القنوات لنشر الكذب لكي يعيش هؤلاء في امل كاذيب لترتاح ضمائرهم الميتة اساسا منذ أن كانوا في السلطة الغاشمة وشاركوا في قتل العراقيين النجباء. أخوكم أحمد الناجي
Zaid Mughir
2009-02-19
سيدي محمود الشمري , تسلم يدك على مقالك الجميل , والله لم ارى في حياتي سخفاء مثل الذين يظهرون على قنوات البغدادية والشرقية ..والحمد لله أني لم أشاهد تلك القنوات منذ عام لأنني أُصاب بالصداع اذما شاهدت سخفاء الكلام كداود الخربان ,البعثي القذر وبوق من أبواق صديم الحافي ...وهذه القنوات تعرف من تستقطب للعمل فيها مثل حبيبة عدي ميس العاهرة ونجم السخافة قاسم الملاك والحمد لله هربوا خارج العراق وأنا واثق أن هذه القنوات قد الغيت من تلفزيونات العوائل الكريمه هربا من السخافات الفرحانية والتمثيليات الفارغة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك