( بقلم : جميل الحسن )
الاتفاق الذي يعقده المالكي هذه الايام مع الضباط البعثيين واعادتهم الى الخدمة من جديد في صفوف الجيش العراقي يمثل تراجعا خطيرا وتنازلا منه عن الدماء التي سفكها هؤلاء المجرمون ايام كانوا في الخدمة في صفوف الجيش والطريقة التي تعاملوا بها مع شيعة اهل البيت في زمن النظام البائد عندما اداروا مدافعهم وبنادقهم صوب مدن الجنوب الباسلة وهم يمعنون في تدميرها وقتل سكانها وتدمير القباب الذهبية لاضرحة ائمة اهل البيت (ع) والتي عادوا الى ارتكاب مثلها بعد ثلاثة اعوام من سقوط الطاغية المجرم صدام عندما عاد الجنود والضباط في الحرس الجمهوري الخاص لتفجير ضريح الامامين العسكريين في سامراء من اجل اشعال فتنة طائفية كبيرة في البلاد تحرق الاخضر واليابس ,بل قاموا بتشكيل العصابات المسلحة وهي تخطف المواطنين الشيعة من على الطرقات وتقوم بقتلهم على الهوية والتاسيس لحرب طائفية انتقامية متبادلة .
المالكي يعود اليوم من اجل مصلحته الشخصية ويتنكر للدماء والضحايا الابرياء الذين سقطوا برصاص هؤلاء المجرمين ,بل انه ما زال يحجم عن التوقيع على اعدام علي حسن المجيد الذي كان يقتل المواطنين الشيعة والكرد بالالاف ويستعمل الاسلحة الكيمياوية لابادتهم .ومن المؤسف ايضا ان القضاء العراقي المتعب والفاشل تعامل مع قضية هؤلاء الضباط المجرمين ممن شاركوا في اعمال القمع والابادة بانتهازية واضحة ومجاملة وعلى حساب الضحايا عندما اصدر احكاما مخففة بحق ابراهيم عبد الستار وقيس الاعظمي وسيف الراوي والعديد من ضباط امن الفيالق الذين كانوا يطلقون الرصاص المجاني على الضحايا ويركلونهم بالاقدام ويتركونهم في العراء وعدم السماح بدفنهم كما فعل قائد الحرس الجمهوري الذي يفتخر المالكي الان باعادة ضباطه ومعاونيه الى الخدمة لكي يقتلوا الشيعة وابناء الجنوب من جديد بينما سيحجمون عن اطلاق الرصاص عن اشقائهم من الارهابيين والقتلة ,بل انهم سيتحينون الفرص لضرب كربلاء والنجف والكاظمية من جديد بحجة فرض الامن والقانون واستعادة هيبة الدولة .
ان اعادة الاف الضباط السابقين ممن فرو من العراق ليس لمجرد الحفاظ على ارواحهم ,بل خوفا من ماضيهم الاجرامي وخشية تعرضهم الى اعمال قتل انتقامية ,حيث لجأ هؤلاء القتلة الى دول الجوار التي استضافتهم نكاية بالعهد الجديد في العراق ورغبة في ابقائهم تحت تصرفها من اجل استخدامهم من جديد في مواجهة النظام الجديد في العراق انما تمثل في الواقع خطا كبيرا وقاتلا عبر تسليم مفاتيح الجيش العراقي بيد هؤلاء الذين جلبوا الخراب والدمار الى العراق يوم خاضوا الحروب دفاعا عن النظام الصدامي المجرم ومارسوا اعمالهم العدوانية على ايران والكويت من دون ان يردوا ولو بكلمة او يثاروا لشرفهم العسكري يوم ارتضوا ان يتلقوا الاوامر من العرفاء السابقين في الجيش الذين اصبحوا جنرالات كبار باوامر من الطاغية صدام نفسه يصدرون الاوامر والتعليمات الى ضباط كبار في الجيش .
كما ان هؤلاء اصبحوا جزءا من الة الموت والقمع الصدامية التي احالت مدن العراق وقراه واهواره الى خراب وصحاري مقفرة لا اثر للحياة فيها .ان المالكي ليس مجبرا على التصالح مع هؤلاء القتلة والثقة بهم من جديد من اجل الحفاظ على كرسيه وادامة طموح الزعامة لديه والتي تاتي للاسف على حساب الشيعة وتضحياتهم واهدار فرصتهم عبر اتاحة الفرصة للبعثيين والصداميين للعودة من جديد والذين سيطيحون بالمالكي مع اول دبابة يمتطونها .
https://telegram.me/buratha