بقلم : سامي جواد كاظم
اقدام ضربت الارض وكفوف ترن على الصدور وحناجر ارهقت اوتارها وصوت صدع في الارض والسماء يقول يا حسين . لو اريد للعالم ان يعرف ماذا تعني كلمة الانفجار البشري فليتابع زيارة الاربعين في كربلاء عام بعد عام ويلحظ كيف يكون الانفجار . ولو اريد للاعجاز الحسيني ان يتجلى لمن لا يعلم بمعاجز الحسين عليه السلام فليقس مساحة ارض كربلاء وعدد الداخلين اليها في زيارة الاربعين تحديدا .ومن هذا كله فان للحسين عليه السلام واجبان مهمان بذمتنا الا وهما الاول المواصلة على احياء شعائره التي باتت تحمل بين ثناياها مداليل عميقة وعظيمة بحيث ان المحب يتمسك اكثر والمبغض يتالم اكثر، وبينهما من يهتدي للحسين عليه السلام من خلال هذه الشعائر، والواجب الثاني وهو المهم والمكمل للاول الا وهو كيفية تنظيم هذه الشعائر ومعالجة السلبيات .
والحقيقة لا يمكن استيعاب السلبيات والتنظيم بدراسة عابرة بل بدراسات معمقة وباشراف كوادر علمية كفوءة في التنظيم والادارة بل وحتى الارشاد الخلقي للبعض الذي تبدر منه تصرفات سلبية بين العفوية والمقصودة ، فالتنظيم امر مهم وملح لاظهار شعائرنا هذه بشكل يرضي صاحب الشعائرالتي لا مثيل لها في العالم .وعليه ساشخص البعض واضعها بين يدي المسؤول والفقيه والمواطن على ان التفصيل في المعالجة لا يمكن ان تتم بين ليلة وضحاها والمحطات هذه هي:
المحطة الاولى : ويتحملها السادة المشرفين على المواكب حيث انطلاقة هذه المواكب تكون بشكل عشوائي ومن اي مكان يحلو للموكب من البيت من الحسينية من الخيمة ومن اي شارع يراه الانسب فيحتجز مساحة واسعة من الشارع لكي يؤدي فعالياته وكربلاء تغص بالبشر الذي لا موطأ قدم له تاتي هذه المواكب وتحتجز هذه المساحة الواسعة من الشارع فتؤدي الى ارباك في السير واداء الزيارة .المفروض تخصيص شارع او شارعين لانطلاقة هذه المواكب و وفق منهج وكيفية خاصة تؤدي الى اظهار الاداء بشكل رائع .
المحطة الثانية :محبة محيي الشعائر الحسينية لابي الاحرار الحسين عليه السلام امر لا غبار عليه واننا اذا ما ذكرنا تصرف معين مطالبين دراسته ومعرفة نتائجه هو لاجل الوصول الى الافضل .
في منتصف الخمسينيات عندما اخترع مكبر الصوت وجيء به الى كربلاء استشكل احد مشايخنا في كربلاء استخدامه على اعتبار الة جيددة لا نعرف ماذا يترتب على استخدامها وهنالك من يتناول هذه الرواية من المنظور السلبي ولكن لو تمعنوا جيدا في اسباب الاشكال لانصفوا الرجل و السبب هو لان مكبر الصوت هذا يضخم الصوت وهذا التضخيم قد يغير فهم الكلمة الى السامع من خلال التاثير على حركاتها هذا اولا واضافة الى ذلك فانها قد تصدر صوت عال يؤثر على الغير هذا ثانيا واما الامر الاخر فان الجهاز الجديد الذي لا يعلم كيفية معالجة طوارئه فاننا نتجنبه فكيف اذا كان الامر المقصود هو الصلاة ؟
بالنسبة للمواكب المعروف عن احد الادوات التي تستخدمها هي الطبل وهذا الطبل يصنع بشكل خاص ومواد خاصة حيث لا يتجاوز سمكه العشر سنتمترات كما وان شكله مضلع ثماني او اكثر وبمساحة تتناسب وحجمه اضافة الى الجلد الحيواني الخاص الذي يستخدم فيه فعند استخدامه يصدر صوت عال هادئ تريح وتوقظ السامع والمستخدم .اما اليوم فقد ظهرت طبول صنعت من مادة البلاستك وبحجم اكبر من المتعارف عليه بحيث ان الطبال اذا ضرب الطبل ضربة واحدة تؤدي الى تشقق طبلة الاذن لدى السامع وكأن الطبال يعتقد الصوت الاعلى دليل على المحبة الاكثر .
المحطة الثالثة : الى المواطن الكربلائي عزيزي المواطن انا اعلم انكم تشكون من ركود اقتصادي بسبب الاداء الحكومي الهزيل الذي لم يستطع توفير فرصة عمل لشباب كربلاء كما وانها لم تقدر على احياء وانعاش الحالة الاقتصادية للمحافظة وان الحركة الاقتصادية الموجودة في كربلاء الان هي بفضل الاسدين الحسين والعباس عليهما السلام كل هذا نعلمه ولكم الحق يا اهالي كربلاء ولكن مسالة استغلال الزائرين والمواكب الحسينية باستئجار بيوتكم بارقام خيالية تتجاوز المليون ولمدة عشرة ايام بل وحتى البعض يؤجر الغرفة الواحدة ولليلة واحدة بمبلغ يصل الى 250 الف دينار وبالرغم من ان هذه المواكب جاءت لتحي الشعائر الحسينية وتبذل الطعام صباحا ومساء للزائرين وحتى اصحاب البيوت الذين استغلوا المواكب ياكلون من طعام المواكب، وعندما يتحدث اصحاب الدور قبل الزيارة عن الزيارة يقولون نحن خصصنا بيوتنا للمواكب محبي الحسين عليه السلام لاننا نحب الحسين فهل يقبل الحسين بهذه الارقام الخيالية ؟هذه ثلاث محطات وهناك امور اخرى سنشير عليها في مقال اخر ان شاء الله .
https://telegram.me/buratha