( بقلم : ابو مصطفى الكوفي )
كأن التأريخ يلقي بضلاله علينا في كل زمان ومكان والمواقف تكاد تتكرر والاساليب هي نفسها ، بالامس رفعت المصاحف لينخدع المسلمون برافعيها وما كان لرفعها الا لتمرير خدعة اتت اكلها ، كنا نحلم باسترداد جزء من حقوقنا في عراق اليوم من خلال من اعتقدنا بهم انهم سيصونون حقوقنا على اكمل وجه ، كما اننا كنا نتوقع ان المبادىء هي فوق الكراسي والمناصب وللاسف الشديد ضربت المبادىء وهذا ماحصل في الانتخابات الاخيرة وخدع الكثير من المظلومين فيها ، الشعار الذي رفعه ائتلاف دولة القانون يكاد يكون اشبه برفع المصاحف عندما ركز على شعار الحكومة المركزية ودولة القانون وتعديل الدستور والذي اكسبهم الكثير من الاصوات وعلينا ان نبين من هي الجهات التي تؤيد مثل هذا الطرح ومن يقف منها بالضد ، لايخفى على الجميع ان البعثية في طليعة من يساند هذا الطرح ثم التيار ثم اخواننا العرب السنة والذين يميلون في اغلبيتهم لنظام المقبور صدام ، اما من يقف بالضد المجلس الاعلى والاخوة الاكراد والسبب في ذلك لما لحق ( بالشيعة والاكراد ) من قتل وتشريد واعدامات من قبل الحكومة المركزية التي تعاقبت على حكم العراق وكانت اخرها واشدها شراسة حكومة الطاغية المقبور صدام التي ابادت الاكراد والشيعة بشكل مروع ، هنا يرد تساؤل لماذا البعثية يؤيدون الحكومة المركزية ولماذا رفض التيار الفدرالية ووصفها تقسيم للعراق ولماذا الاخوة العرب السنة ضد الفدرالية هذه التساؤلات يجب ان نقف عندها ولماذا حزب الدعوة ركز عليها في حملته الانتخابية ، نقول ان البعثية يرفضون الفدرالية ويؤيدون الحكومة المركزية حتى لاتمتلك الحكومات المحلية اي قوة وبالتالي يسهل عليهم القيام بانقلاب على الحكومة المركزية عندما تسنح لهم الفرصة ، اما التيار يرفض الفدرالية لسبب واحد وهو عدائه للمجلس الاعلى لاغير باعتبار التيار له مشكلة قديمة ولا يعنيه ما تؤول اليه الامور ، والطرف الثالث الاخوة العرب السنة وقد اعلنوا ذلك صريحا خوفهم من الفدرالية بسبب توزيع الموارد وكذلك مخاوفهم من ان اغلب المحافظات التي فيها موارد اقتصادية ستكون بيد الشيعة باعتبار الاغلبية لهم ، هذه الاطراف الثلاث التقت مصالحهم باعتبار الضد ( او العدو ) المشترك هو المجلس الاعلى وعليه لابد من اتخاذ خطوة تعزز اضعاف المجلس الاعلى وتطيح بالفدرالية التي بالتالي تقلل من ثقل وتأييد الشارع للمجلس ومن ثم القضاء عليه بشكل نهائي ، هنا دخل اللاعب المعول عليه ورفع شعاره الخداع الذي تتبناه الاطراف الثلاث ضاربا بذلك كل المعاناة التي تعرض لها الشيعة والاكراد لاجل ان يكسب اكبر عدد من الاصوات وقد حصل له ما اراد ، هل سيحقق حزب الدعوة مأربه في الاستحواذ على السلطة وهل الاطراف الثلاث حققت نفس الهدف ؟ ، التجارب تشير الى غير ذلك فأن القوى الموجودة على الارض من احزاب وكتل لن تسمح في اخر المطاف الانفراد بالسلطة لاي جهة كانت وستبقى الفدرالية واقع حال لايمكن التخلي عنها كما ان اللاعب الاساس الذي حفظ العراق وفرض الدستور والانتخابات على اكبر قوة في العالم ينظر لما يجري ولايخفى عليه مايدور وستكون له كلمة الفصل عندما يتجاوز المغرضون على مقدرات الشعب ويتلاعبون بمصيره ، التحالفات التي ظهرت على السطح تؤكد ماذهبنا اليه وبالتحديد تحالف دولة القانون مع الخارجون على القانون كذلك فتح الحوار مع القيادات العليا العسكرية البعثية ، من كان يصدق ان ذلك سيحدث بعد صولة الفرسان والتي استهدفت الخارجون على القانون وقضت على القتلة والمجرمين بعد ان اعطت المئات من الشهداء من الجيش والشرطة فهاهم القتلة والمجرمون ومن اسماهم راعي دولة القانون بهذه التسمية يعودون بتحالف مشبوه والقصد منه ماذكرناه الحصول على اكبر عدد من المؤيدين وضرب المبادىء عرض الحائط .اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha