المقالات

جهود حسينية خلف الكواليس لزوار الاربعين


بقلم : سامي جواد كاظم

عندما يفكر الانسان لتحقيق غاية معينة فانه يفكر بالوسائل المتاحة ويستخدم التي يعتقدها الافضل وبغض النظر عن صحة الاختيار او الخطأ ،المهم التفكير بالوسيلة التي تحقق الغاية . ولكني وجدت غاية واحدة من غير وسيلة يطمح الى تحقيقها الانسان لا يفكر بالكيفية المهم انها تتحقق واذا ما تحققت فانها تنتقل الى دور الوسيلة لغاية انبل . هذه الغاية هو كيفية المسير صوب الحسين عليه السلام يوم الاربعين ؟ هذه الزيارة التي شغلت الاصدقاء والاعداء فالمحب متلهف لها والمبغض يرتعد منها وتباعا فالمحب يحاول الحفاظ عليها والمبغض يحاول القضاء عليها وللطرفين صولات في هذا المعترك .

واليوم بعد زوال الكابوس الصدامي البعثي ظهرت باجل واحلى صورة المسيرة الاربعينية ، وانا ذكرت في مقال سابق لي التقصير الاعلامي بحقها واما حديثي الان عن جهود حسينية خلف الكواليس حيث ان هذه الملايين لا يمكن لمدينة صغيرة مثل كربلاء ان تستوعبها . الان لنعرض حال الزائر السائر قبل الشروع بالانطلاق وحتى الوصول الى كربلاء .

هنالك بعض الزائرين لا يملكون قوت يومهم وانهم اذا لم يعملوا يوما فانهم سينامون جياع وهذا واقع ملموس وهنا اشارة تخيلوا حالهم عندما يمنع التجوال كيف يكون؟! ، هذا الزائر يفكر قبل الزيارة بمدة كيف يوفر قوت الايام التي سيغيب عن عياله لغرض المسير صوب كربلاء فانه يعمل جاهدا للكسب اكثر اضافة الى العناية الالهية التي تكون حاضرة لهؤلاء المحبين برزقهم من حيث لا يعلمون ، هنا فانهم يكونون قد انجزوا الخطوة الاولى للانطلاقة الاربعينية . وايام المسير تتفاوت من محافظة الى اخرى ، هذا الزائر يفكر بالهدف فقط والهدف يجب ان يتحقق مهما كانت الاعاقات واخطر اعاقة هي الارهابيين الذين يفجرون او يغتالون وبالرغم من ذلك لا يبالون .وعلى الطرف الاخر هنالك المحبون الذين يتشرفون بخدمة ابطال المسيرة الاربعينية وبالفعل نجد البذخ وبكرم منقطع النظير لهم انهم ابطال بحق .

وصل الزائر كربلاء المقدسة وتحقق الهدف فما هو دور اهالي كربلاء في هذه المرحلة هنا نذكر ما لها وما عليها . نعم تحدث بعض التجاوزات من بعض الزائرين ونحن نعذرهم بحكم الارهاق والاعياء بسبب السير لهذه المسافة الطويلة ولكن للحق هنالك جهود تقوم بها العتبتان الحسينية والعباسية المقدستين غير منظورة الا للقليل وحتى الكادر الحكومي هو الاخر يعمل ما امكنه لخدمة الزائرين وهنا ان حصل التقصير منهم فنحن نذكر ولا نلوم لاننا نعلم بواقع الحال .في العام الماضي عندما بدأ الزوار بالتوافد لكربلاء بدأت العتبة الحسينية المقدسة بتوزيع البطانيات والوسائد للزائرين ولكثرة الاعداد المغولة التي توافدت على كربلاء لم يكن بحسابات العتبة هذا العدد ونفذت البطانيات فما العمل وبقي ثلاثة ايام على الزيارة الاربعينية . اجتمع الاخوة المسؤولين بالعتبة وقرروا شراء كمية من البطانيات بحيث تغطي حاجة اعداد الزائرين ، الاسواق الكربلائية نفذت منها البطانيات ، بدات الاتصالات مع المحافظات والتجار الذين يعملون بهذا المجال واستطاعوا ان يحصلوا على ادنى سعر من قبل احد التجار الذي تعهد بشحنها الى العتبة ومن غير ارباح ومن اين من تركيا المنشا وبدات الاتصالات مع المستوردين في زاخو وتم الاتفاق وعقد الصفقة وانطلقت الشاحنات من زاخو باتجاه تركيا وتحميل الالاف من البطانيات الى كربلاء المقدسة استغرقت هذه العملية اقل من اربعة وعشرين ساعة وجاءت الشاحنات على اطراف كربلاء في المسيب وبسبب المسيرة الاربعينية فالطرق مقطعة وبدأت الاتصالات مع الجهات المسؤولة لتسهيل دخول الشاحنات وبالرغم من ذلك كانت كل سيطرة تقوم بتفتيش كل الشاحنات مع استخدام احدث الاجهزة لكشف المتفجرات والتاكد من الاوراق الرسمية لذلك مع ارسال وفد من العتبة لمرافقة هذه الشاحنات وبشق الانفس وصلت الى باب طويريج وهنا استحالة دخولها الى المدينة فما كان من ادارة العتبة الا استئجار العربات لايصال هذه البطانيات الى مخازن التوزيع للزوار وتخيلوا مدينة كربلاء التي لا يوجد فيها موطأ قدم كيف بعربات التحميل وهي تمر من بين الزائرين ، هذه الجهود لا يعلم بها احد واخيرا وصلت ليلا مع وقت التوزيع .

اما الان فقد عملت ادارة العتبة على تدارك الامر قبل وقته فقد استوردت عدد يغطي اعداد الزائرين من اجل خدمته حتى تستحق لقب خدام الحسين . هذا ناهيك عن الخيام التي نصبوها في كربلاء واطراف كربلاء لاستقبال الزائرين مع توزيع الاطعمة والمشروبات وحتى الخدمات الصحية وتوفير مرافق صحية سفرية باعداد هائلة حتى تتشرف بخدمة زوار الحسين عليه السلام . ولانغمط حق الاخوة المسؤولين في كربلاء الذين استنفروا كل طاقاتهم لاستقبال الزوار فقد افتتحت اكثر من مركز طبي بالاضافة الى الخدمات الاخرى المجانية يضاف ذلك الاستمرار في تنظيف ما امكن تنظيفه من شوارع واحياء مع استنفار الجهود الامنية لتحقيق الامن بمساعدة الجهات المختصة في العتبتين لحفظ النظام من اجل سلامة الزائر

وسيكون لرجال النظافة الدور الجبار بعد انتهاء الزيارة من اجل رفع الانقاض والحفاظ على نظافة المدينة .نعم هنالك نصائح نود لو تلتزم بها المواكب حتى تساعد رجال التنظيف في مهمتهم فيا حبذا لو وضعوا اكياس او صناديق للنفايات بالقرب من الاماكن التي توزع الاطعمة والمشروبات حتى تحافظ على نظافة المكان .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الموسوي
2009-02-18
بالفعل يابو حسنين لقد كنت منصفا في كلماتك التي تسحق ان تكنب بماء الذهب لانها كلمات من عاش احداث الزيارة بكل تفاصيلها فلم ارى اي زائر من هذه الملايين التي جاءت لزيارة سيد الشهداء عليه السلام كان يعاني من الجوع او انه اصيب بالزكام نتيجة البرد الشديدوهذه فعلا من معجزات الامام الحسين عليه السلام اما النقل والنظافة فهي امور بسيطة ستحل في السنوات القادمة انشاء الله تعالى.
سامي جواد كاظم
2009-02-16
عظم الله اجوركم واجورنا باربعينية الامام الحسين عليه السلام الله يحفظك اخي علي ويحفظ عائلتك وانا خادم للشيعة وللفكر الشيعي
ALI ------- USA
2009-02-16
THANK YOU BROTHER SAMI.MAY ALLAH BLESS YOU AND YOUR FAMILY.
وائل سعد
2009-02-15
1- اين يرمي الزائر النفايات؟ لو قامت امانة بغداد والمحافظات بتوزيع حاوية وكياس للنفايات في كل موكب لخدمة الزوار 2- كيف يرجع الزائر الى البيت؟ يقطع الزائر مسافات كبيرة كي يصل الى مكان فيه عدة حافلات!! لو صمم طريق فرعي للحافلات او سكة فطار الى اطراف كربلاء لنقل الزوار اي خطة من قبل وزارة النقل والكثير من الامور المتطلبة ولكن نقول اننا نزور الحسين (ع) رغم كل شيء
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك