المقالات

سر الخلود في تدفق الجموع


( بقلم : حسن الهاشمي )

ما هو السر في عظمة ثورة الإمام الحسين عليه السلام، وما هو السر في تدفق الملايين سنويا للاحتفاء بثورته في أربعينيته الخالدة؟! وما هو الدافع لأولئك الزائرين من تحملهم عناء السفر ووعثاء الطرق وتجلدهم أمام قساوة الطقس من حرارة لاهبة في الصيف وبرودة قارصة في الشتاء، لا يعبأون من كل ذلك بل يقطعون المسافات البعيدة وقد تستغرق خمسة عشر يوما يمشون عشقا لزيارة الحسين حتى أن أقدامهم تتورم وتتفطر وبالرغم من كل ذلك تراهم يتلذذون ويهتفون وينادون بأعلى صوتهم لبيك يا حسين، ما هذا العشق الذي لا ينقطع أمده ولا يبلى ذكره ولا يندرس وصفه!!

كثير من الثورات قد عفى عليها الزمن بيد أن ثورة الإمام الحسين عليه السلام كلما أخلق الزمان تتجدد ولا تمل ولا يطرأ عليها أي تغيير في المنطلقات والمعطيات، فهي تبقى الأولى في الانعطافات التغييرية والمسيرات الإصلاحية والحركات التحررية، تندرس الثورات لمدة من الزمن بيد أن ثورة الحسين تتألق أكثر وأكثر كلما مرت عليها السنون، ما السبب في ذلك التألق والألمعية والنجومية التي تتأجج وتضحى أكثر نورانية بالرغم من مرور حوالي ألف وأربعمائة عام عن حدوثها؟! يسأل الكثير عن خصوصية الحركة النوعية للإمام الحسين عليه السلام لاسيما إذا نظرنا إلى حزمة من المقامات التي اختص بها دون غيره من الأنوار الإلهية من ضمنها استجابة الدعاء تحت قبته والإمامة من ذريته والشفاء في تربته، نجد أن النوعية فيها قد تبلورت في ثلاثة عناوين بالتحديد:

أ) قلما تجد للشخوص التي اشتركت في ملحمة الطف نظيرا لهم في التاريخ القديم والحديث. ب) الإخلاص وذوبان الذوات المشاركة في ملحمة الطف في ذات الله.ج) التضحية بالغالي والنفيس وتعريض النساء والأطفال للأذى في جنب الله.د) الإصرار والثبات على الموقف وعدم الرضوخ للمساومات المادية.

وهذه العناوين البارزة تختزن في مضامينها على الزمن البعيد والقريب نتائجا وإشارات عديدة منها:1) شهادة التاريخ على أحقية المطاليب الحسينية من خلال تقديم النموذج الإسلامي الصحيح، وظلم وفساد الحكم الأموي الذي أقدم على أبشع جريمة عرفها التاريخ بحق أهل بيت النبوة.2) فساد حركة آل أمية ومن يسير في فلكها ويرضى عن أفعالها في الوقت الحاضر نتيجة النفاق وارتكاب الكثير من الجرائم والمحذورات الإنسانية قبل واقعة الطف وأثنائها وبعدها.3) تنامي روح التضحية والفداء في الأمة تجاه القضايا المصيرية والمبدئية.4) تأكيد السنن الإلهية في أن الفئة المحقة وإن قلّ عددها لكن النصر سيؤول لها مهما طال الزمن.5) إرشاد الأمة إلى ضرورة الالتفاف حول القيادة الشرعية المعصومة أو المنبثقة عنها والمتمثلة في المراجع الجامعي للشرائط في زمن الغيبة حتى لا يتكرر الخطأ وتتكرر المأساة.

علينا أن نحتذي حذو الحسين في مشاريعنا الإسلامية والدعوية، فهو المثال الأعلى في امتثال الأوامر الإلهية وترك النواهي واقتباس مبادئ الثورة ضد الظالمين ورفض الظلم والانحراف في كل زمان ومكان، وحري بكل مصلح وثوري ومجاهد أن يقتبس روح المجاهدة والمكافحة من سيد الشهداء، الذي ضرب أروع الأمثلة في التعامل مع موجبات الحق وتكريسها والتعاطي مع موجبات الباطل ودحضها من دون رجعة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2009-02-12
كان النظام السابق يسجل في سجل الشخص الامني انه ذهب مشيا" على الاقدام ويعني التضييق عليه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك