سامي جواد كاظم
من روائع المقالة والحديث عندما تستدل بنص قراني او نبوي لتاكيد مطلبك من حديثك او مقالك ، ولكن في بعض الاحيان يتم استخدام النص لامر مقلوب وهذا كثيرا ما يحصل في النقاشات الاسلامية الخلافية .وهنا عدة حالات لقلب النص اما التفسير الخاطئ وحمله على غير معناه والمقصود منه وذلك لتشابه الكلمات في معنى لفظ الكلمة هل هو مجازي ام حقيقي واذا كان مجازي فما هي القرينة ؟ هذا الاسلوب كثر استخدامه عند المتحاورين على مسالة خلافية . ولكن هنالك وجه من وجوه التدليس في استخدام النص من غير تفسيره بغير ما قصد منه وذلك ببتر النص ومثل هذا الامر كثير من الامثلة فمثلا عندما يرى شخص مجموعة يتطاير الشرر من حدقات اعينهم يقول سيماهم في وجوههم وكان الاية تصفهم ولكن عند تكملة الاية يتضح انها موجه للراكعين حيث قرينة سيماهم هي من كثرة السجود التي تكون على جباههم علامة .
والمثل الذي اريد ان اعتمده في غايتي من مقالي هو استخدام قول لامير المؤمنين من قبل بعض المدلسين والمحرفين لغرض اظهار رضا امير المؤمنين على من سلبه حقه بعد النبي (ص) وهذه المقولة التي قالها عليه السلام بعد مبايعة الخليفة الاول هي ( والله لاسلمن ما سلمت امور المسلمين ) ولان قول المعصوم حجة اذن علينا الالتزام بهذا النص . هذا النص مبتور ولو ذكرت لواحقه لعلم ان المعنى قد قلب راسا على عقب ولظهرت لنا استدلالات واستنتاجات اخرى من الحديث مع التدليس الذي اعتمده الذي استشهد به .اليكم نص الحديث ( لقد علمتم اني احق الناس بها من غيري ، ووالله لاسلمن ما سلمت امور المسلمين ، ولم يكن فيها جور الا عليّ خاصة ، التماسا لأجر ذلك وفضله وزهداً فيما تنافستموه من زخرفه وزبرجه ) .
تابعوا معي النص ، اولا سبب النص هو لما اجمعوا على بيعة عثمان في الشورى وليس الخليفة الاول وهنا الظروف والملابسات اختلفت حتى يعلم ابعاد الحديث ،ثانيا اول كلامه هو تذكير الناس بحقه في الامر المتنازع عليه وان لا يحق لغيره ذلك ،ثم ذكر النص المبتور ، ثالثا ما جاء بعد النص وهو الاهم في البتر حيث قال (ولم يكن فيها جور الا علي خاصة ) هنا وقوع الجور بحقه اذن هنالك جائر وهنالك ظلم لحق بالامام عليه السلام فمن هو الجائر وما هو الحق المجور عليه؟ سؤالان يستحقان وقفة .
وطالما الحديث جاء بعد بيعة الخليفة الثالث اذن الذي قصد بالحديث هم من بايعوه في الشورى حيث الصابر على الجور والظلم له اجر عظيم عند الله وللامام عليه السلام دعاء يقول الحمد لله الذي جعلني مظلوما ولم يجعلني ظالما ، وختم حديثه بوصف الخلافة انها زخرف وزبرج وهذا هو السراب الذي يعتقده الضمآن ماء فيجده هباء ، ويصف امير المؤمنين عليه السلام الخلافة بانها اتعس من نعاله الذي يخصفه وفي حديث اخر لاتساوي عفطة عنز عندما لا يقام بها الحق ولا يدحض بها الباطل .
https://telegram.me/buratha