المقالات

هيهات منا الذلة


( بقلم : علي الخياط )

جسد الامام الحسين (ع) في واقعة الطف مثلا في التضحية والفداء، واجه به تناقضات ما تعيشه الامة الاسلامية حينذاك، ومطالبته بالاصلاح والتغيير ، من خلال الفهم الواعي لما تعانيه الجماهير ايامه ، فنادى مخاطبا الامة..(( الا وان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة ، وهيهات من الذلة ، يأبي الله ورسوله والمؤمنون وحجور طهرت وانوف حمية ونفوس ابيه من ان تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام)).

الامام الحسين عليه السلام لم يطالب بملك او جاه انما طالب بالاصلاح ووقف وقفته البطولية في العاشر من محرم ، بالمرصاد من العبودية والاستغلال والطغيان حين صرح بغايته من نهضته المباركة فقال (( اني لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا وانما خرجت لطلب الاصلاح )) وهنا سلك الامام طريق الاحرار الى نهايته في مواكب العز والشرف والشهادة.. فهذا جون مولى ابي ذر رضوان الله عليه يقول له الامام الحسين (ع) : انت في اذن مني فانما تبعتنا طلبا للعافية ، فلا تبتل بطريقنا ، وكان جوابه : يا ابن رسول الله انا في الرخاء الحس قصاعكم ، وفي الشدة اخذلكم ، والله ان ريحي لمنتن، وان حسبي للئيم ، ولوني اسود فتنفس علي بالجنة فتطيب ريحي ، ويشرف حسبي ، ويبيض وجهي ، والله لا افارقكم حتى يختلط هذا الدم الاسود مع دمائكم .

ان موكب التضحيات التي قدمها الامام الحسين واصحابه درس بليغ للامة الاسلامية كشف زيف الامويين وفظاظتهم وابتعادهم عن الاسلام وتوغلهم في الجاهلية والكفر، وهنا نذكر المقولة الخالدة (كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء) حيث عبرت عن حقيقة تاريخية لامجال فيها للشك والريبة ،كما انها قابلة لتكرار دوما في كل واقع وزمان. وفي فضل زيارة الامام الحسين ،فعن ابي جعفر (ع) قال : قال امير المؤمنين علي (ع) زارنا رسول الله( ص) وقد اهدت لنا ام ايمن لبنا وزبدا وتمرا فأكل منه..ثم قام الى زاوية البيت فصلى فلما كان في اخر سجوده بكى بكاءا شديدا فلم يسأله احد منا اجلالا وتعظيما.فقام الحسين وقال له : يا ابه لقد دخلت بيتنا ، فما سررنا بشيء كسرورنا بدخولك ، ثم بكيت بكاءا غمتا ، فما ابكاك؟  فقال الرسول (ص) يا بني ، اتاني جبرائيل انفا ، فأخبرني انكم قتلى، وان مصارعكم شتى.فقال : يا ابه فما لمن يزور قبورنا على تشتتها ؟ فقال يا بني ، اولئك طوائف من امتي ، يزورونكم ، فيلتمسون بذلك البركة، وحقيق علي ان اتيهم يوم القيامة حتى اخلصهم من اهوال الساعة من ذنوبهم ، ويسكنهم الله الجنة.

تمر علينا قريبا ذكرى اربعينية الامام الحسين (ع) ، مر على هذه الذكرى الاليمة السنون والاجيال ، وتعاقب الاحداث والوقائع ، وتغير الحكومات والدول ، ولكن ذكرى الشهادة والاربعينية ما زالت خالدة تتجدد على امتداد التاريخ للامام الحسين (ع) هو سبط الرسول (ص) وامام الامة الاسلامية وخامس اهل البيت واحد اصحاب الكساء ، قاد الصراع بين الخير والشر ، بين الحق والظلم ، بين الحرية والعبودية ، وكان في العاشر من محرم مثلا يضرب به الاحرار مع اصحابه ليقدموا اروع صور الشهادة والبطولة حين اكد ثباته على المبدأ موثرا في سبيله القتل والفداء على الحياة الخانعة الذليلة حين نادى (والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل، ولا اقر لكم اقرار العبيد)، وحين قال (اني لا ارى الموت الا سعادة ، والحياة مع الظالمين الا برما) وهكذا اقتدى اصحاب الامام (ع) بنهجه ومثاليته في الصمود والثبات على المبدأ وتفانيهم في نصرة الحق ، فهنيئأ الى زوار ابي عبد الله الحسين (ع) وهم يتوجهون بنوايا صادقة ومخلصة ، الى اداء مراسيم الاربعينية العظيمة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Ayad
2009-02-12
ببارك الله بك اخي الكاتب ياعطش الامام الحسين وعبد الله الرضيع واله واصحابه اللهم اللعن قتلة ومانعين الماء عن الامام الحسين وعبد الله الرضيع واله واصحابه اللهم صلي على محمد وال محمد وعلى الامام الحسين وعبد الله الرضيع واله واصحابه عن اءمتنا ع قولوها عند شرب الماء بها اجر عظيم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك