( بقلم : حامد جعفر )
كان المسكين يشكو همه وقد جحضت عيناه واصفر وجهه الجميل وقد اناخ عليه المرض الكلوي القاتل في لقاء معه على احدى القنوات التي كانت تعيد ذكراه بعد رحيله المؤلم غريبا في سوريا .. انه الممثل العراقي المبدع عبد الخالق المختار رحمه الله. قال بمرارة ان طبيبه المعالج حذره من اي جهد مرهق, لان في ذلك خطرا كبيرا على حياته. غير انه المح الى ان الضغوط عليه كانت كبيرة..!! لم يدعه سعد البزاز يلقي عصاه ويستريح قليلا حتى التهمه المرض كما تلتهم النار الهشيم وسقط هذا الشاب المبدع شهيدا بين انياب الدراكولا المرتزق البعثي سعد البزاز . وهنا تكررت نفس قصة الممثل الشعبي الكبير راسم الجميلي رحمه الله. لقد كان راسم الجميلي قد كبرت سنه وضغطت السمنة المرضية على قلبه ولا قدرة له على القيام بادوار تمثيلية مرهقة, ولذلك كان يقدم مع الفنانة القديرة امل طه شافاها الله برنامجا فكاهيا بسيطا ويعود الى بيته بين اهله واحبائه سعيدا منشرح القلب . حتى حل عليه ذات ليلة غاسقة كئيبة ضيوف شياطين بعثيون في شكل بشر مرسلين من قبل عرابهم الدراكولا سعد البزاز.. وما زالوا به يلقون امامه رزم الدولارات ويغرونه بالاحلام الوردية من الشهرة العالمية والامكانات الخيالية حتى سقط المسكين في حبائلهم فاقتادوه الى مهلكة عرابهم الدراكولا الذي كان قد برزت انيابه واستعد لمص دماء فريسته المغرر بها. واذا بهم يكلفونه بدور تمثيلي سخيف ودنئ في مسلسل بعثي رغودي سجودي مبين اسمه الزعيم.. وكان هذا المسلسل عبارة عن هرج ومرج المراد منه الاساءة الى العراق وشعب العراق وبالاخص قواه الوطنية التي حاربت الاستعمار البعثي الخبيث اجيالا. وما مرت سوى ايام قلائل حتى سقط راسم الجميلي من شدة الارهاق فاقدا وعيه ولم يستفق حتى فاضت روحه الى بارئها تلعن الدراكولا الذي امتص دمائها.وبينما كنت جالسا مطرقا افكر بجرائم هذا الدراكولا البزازي الخبيث الذي يغتال كل يوم علما من اعلام الفن العراقي, اذا بي ارى صديقي الصدوق العصفور الفتان يقف قريبا مني على غصن طري اخضر وقد قرأ كدأبه ما في نفسي وقال لي: هناك سر واحد تفوق به عبد الخالق المختار على راسم الجميلي واظنك لم تكتشفه.قلت له وانا منذهل : اي سر يا صديقي. قال: لما توفى الله راسم الجميلي اراد اهله ان ينقلوا جثمانه الى وطنه العراق الا ان الدراكولا الخبيث سعد البزاز ولحقده الدفين على العراق والعراقيين ولكيلا يكرم هذا الفنان الكبير من قبل الحكومة العراقية ارسل احد شياطينه البعثية ليشهد امام القوم بانه سمع راسم الجميلي قبل اشهر من وفاته يتمنى ان يدفن في سوريا . وبذلك اجبروا اهله على دفنه غريبا في ارض غريبه. ولقد فطن عبد الخالق المختار لدسائس الدراكولا البزازي ولذلك ما ان احس بشدة المرض ودنو الاجل حتى اعلن بملئ فمه وعلى رؤوس الاشهاد بانه يريد ان يدفن في ارض ابائه واجداده وفوت بذلك الفرصة على الدراكولا البزازي الرغودي ان يدفنه غريبا. ولكن الدراكولا البزازي لم يترك جثمانه الكريم وشأنه , فما ان سمع ان الحكومة العراقية سترسل طائرة خاصة لنقل جثمانه تكريما له حتى انبرى كالبرق باستأجار طائرة, ولف النعش بالعلم الصدامي البعثي الدموي الكريه وارسله الى بغداد.
وهنا صمت العصفور الفتان قليلا ثم التفت نحوي وقال لي ممتعضا: اتدري يا صاحبي من الممثل الشهير المقبل الذي استغل الدراكولا سعد البزاز شهرته وشعبيته ليبث السموم في الجسد العراقي الذي سيقتله هذا الدراكولا قريبا..؟؟ قلت له : وكيف لي لن اعرف , اقسمت عليك الا اخبرتني . قال لي وهو يطير: انه جواد الشكرجي...
حامد جعفرصوت الحرية
https://telegram.me/buratha
