( بقلم : ناقد البغدادي )
إستولى مدلل البعث المقبور عدي على مقاليد حكم الصحافة والأعلام وأتخذ منها وسيلة للوصول الى ملذاته الفاسدة، وسلط جلاوزته على مؤسسات العراق الصحفية والاعلامية وجعلها تنضوي تحت لواء لجنته الأولمبية المشبوهة . في التسعينيات وفي ظل الحصار المفروض على الشعب العراقي بسبب المغامرات الطائشة للنظام، وفي لحظة رعناء خطرت لزعيم الأعلام العبثي فكرة تأسيس قناة تلفزيونية، كشفت في بدايات بثها عن حقيقة القائمين عليها. أستهدف من خلالها سد الفراغ الثقافي والفكري والأعلامي الذي كان سائدا، فملأ هذا الفراغ بالأغاني الهابطة والمسلسلات المدبلجة والأفلام بكل مشاهدها . كنا نستطيع أن نرى أثر هذه القناة واضحا على الشارع البغدادي، فتراه فارغا من المتبضعين والمارة في أوقات معينة، كأنه حظر تجوال، والسبب طبعا مسلسل مكسيكي أو فلم (غير مقطع) أو حفل راقص لمغنين طارئين يظهرون لأول مرة . بالنتيجة تحولت هذه القناة التلفزيونية لمؤسسة تكتشف المواهب وتستثمر الطاقات وتخطط لتوجيه الشباب لأنحراف منظم بدواعي الفن والترفيه والثقافة.
هذه المؤسسة بدأت بأمكانيات (قناة 7) الشبه ثقافية المتواضعة ثم تحولت الى أمبراطورية عدي الأولمبية الأعلانية الأنفلاقية المستبدة. واجهات عديدة أبتكرها أزلام تلفزيون الشباب والأولمبية لتمويل خزانة سيدهم المراهق، مصور مجدي، اعلانات الشروق، عمارة فاطمة، مطعم البحر الأبيض، البكبك الأصفر، وغيرها الكثير. لقد توسعت نشاطاتهم وتاجروا بكل شيئ من علبة الشخاط الى أحتكار السكائر مرورا باللحوم الحمراء وصولا الى اللحوم البيضاء! ولأن العراق كان يخوض بمرحلة الحملة الأيمانية التي أطلقها زعيمهم فقد كان لابد من مفتي شرعي يحلل المطلوب. تطوع لهذا الدور شيخ شيوخ الأولمبية (عبدالغفار العباسي) الذي لم يتردد في شرح طريقة صناعة الجاجيك حتى لايزعل الزوج السكران من زوجته الصائمة!
أساليب شيطانية خططت ونفذت وأشرفت على صناعة إعلام وإعلان بعثي السلوك، عبثي المنهج، صدامي الولاء وبتمويل ذاتي! لقد تخرج من هذه المدرسة العفلقية أساطين في الجهل والأعلان (وليس الأعلام)، شغلهم الشاغل ترضية رغبات المعاق عدي ماليا وغريزيا واللهاث وراء حفنة دنانير يبيعون من أجلها ذممهم ويتاجرون بالاجساد.من صنيعة هذه المؤسسة الشوفينية المغني الذي أستنفر طاقاته ليحشد للطاغية بأغنيته الشهيرة (فوت بيها وعالزلم خليها) ليصبح من رموز أم المهالك ..
وأريد أن أقفز على كل أساليب الكتابة وأنتقل الى العقده، كما قفز هذا المغني الفلته من جديد وظهر على قناة العراقية في ليلة رأس السنة (ليلة 26/12/2008) لأن القناة أستبقت الأحداث قبل حلول شهر محرم، وحتى لاتجرح مشاعر الناس بعرض لقاء وحفلة تبجيل في الشهر الحرام! والملفت أن المعد لهذا الحفل هو نفسه الذي كان يعد حفلات عدي والمروج الأول لأعلانات تلفزيون الشباب، عاصم جهاد، صاحب دعاية حسن قدح!فهنيئا لشبكة الأعلام العودة الميمونة لهؤلاء الأقزام.
https://telegram.me/buratha