( بقلم : ميثم المبرقع )
بعد اعلان النتائج الاولية لانتخابات مجالس المحافظات اتضحت الصورة الاجمالية والملامح الكلية لطبيعة القوائم الفائزة لكل المحافظات ولم يضف الاعلان النهائي لهذه النتائج أي اضافة معتد بها او مؤثرة في واقع الكيانات والكتل التي تنافست على مجالس المحافظات. لم يبق امام الفائزين الا الوفاء بتعهداتهم والتزاماتهم لجماهيرهم التي انتخبتهم وصوتت لصالحهم واي تنصل او تراجع بالوفاء لهم يعني اساءة لاصواتهم ومواقفهم لان الذين صوتوا لم يصوتوا الا من خلال برامج وشعارات ولافتات.
الانشغال بالتحالفات وترتيب المناصب والمواقع بحسب هذه التحالفات والنسب قضية مطلوبة ولكنها لو استغرقت اكثر من اللازم وبدأت هذه الكيانات توجه اهتماماتها لذاك الموقع او هذا وتتوغل في نقاشات عقيمة وهامشية ويكون همها الاول والاخير الاستحقاقات والامتيازات والمواقع فان هذا اول خطوة للتخلي عن الالتزامات والتعهدات والوعود والامال التي طرحت اثناء الحملة الانتخابية وخصوصاً تلك التي اخذت منحى تصعيدياً لادخال الناخب في دوامة الاحلام والاماني البعيدة. قد يتأثر الناخب العراقي والراي العام بشكل عام بضغط الشعارات وقوة الدعاية ونزعة التغيير نحو الافضل ولكنه لن يسكت في حال تخلي الفائزين عن مواقفهم وشعاراتهم.
المواطن (الناخب) لم ولن يتسامح مع من يفشل في تحقيق برامجه وينقض وعوده وعهوده التي قطعها على نفسه اثناء الحملة الانتخابية خصوصاً ان عاش تجربة لمجالس المحافظات كشفت بوضوح عن ثنائيات ومفارقات واضحة بين اداءات باتجاه الاعمار والبناء والامن واخرى تنحو الى التراجع والخراب والاهمال. لابد ان يعي الجميع من القوائم الفائزة اهمية ايجاد برامج عملية وخطط واقعية بعيداً عن الشعارات والتبريرات لكي ينالوا ثقة الناخب عملياً والا فاننا نتمنى ان لا يصل المواطن يوماً الى حقيقة مؤلمة اشار اليها القرآن الكريم في سياق الاختيارات والارادات " أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير"
https://telegram.me/buratha