المقالات

الانتخابات ودولة المواطن


( بقلم : علاء الموسوي )

الاقبال الجماهيري الكبير في انتخابات مجالس المحافظات، افرز الكثير من الاهداف والرؤى التي يسعى اليه المواطن العراقي اليوم في فضاء التغيير وباحة التجربة الديمقراطية. فالعراق لم يشهد طيلة فتراته المظلمة من الحكم الدكتاتوري والاستبدادي وتعاقب الحكومات الطائفية انتهاء بحكم الطاغية صدام، فترة نقاهة تنفس فيها المواطن العراقي ليكون حرا في اختياره لنوع الحكم وطبيعة النظام السياسي لبلده، كما هو المتوفر الان على الساحة السياسية. فقياسا بما تحقق اليوم في العراق الجديد وتجربته الرائدة و(المستعصية) على كثير من دول المنطقة، تجد المفارقة كبيرة مع الماضي السحيق. الامر الذي يجعلك تميز من الوهلة الاولى ان العراقيين في طريقهم فعلا الى تأسيس دولة المواطن، والتي تسعى الى حماية المواطنين والسعي الى تأمين متطلبات حياتهم اليومية وبناء اسس صحيحة وثابتة لتعزيز دولة القانون والمؤسسات المهنية في كل حدب وصوب من جسد الحكومة.

الا ان السؤال الذي يقز على الساحة العراقية وفي خضم المتناقضات التي يبنى عليها ذلك المشهد السياسي. لماذا التوجه قائم على بناء دولة المسؤول والشخص الواحد؟؟، لماذا ما زال التفكير في اروقة السياسيين والاعلاميين والنخب بالحديث عن الرجل الواحد وعصاه السحرية في صناعة مصير البلد واقراره؟؟.. ما زلنا وللاسف لا نعترف بعمل الاسرة الواحدة في جسد دولة المؤسسات.. ونتشوق الى مطالعة الرجل الصلب والحاسم والمتسلط على رقاب الملايين من دون ان نترك لعقول المئات من عناصر الدولة الحديثة في ان يشقوا طريقهم نحو ترسيخ اسس البناء الحديث للدولة العراقية القائمة على اسس الشراكة والمساهمة الفاعلة في بناء واعمار البنى التحتية للبلد.

مشكلتنا اننا لا نستثمر الهيجان الشعبي تجاه وضعنا المأساوي الذي كانت دولة المسؤول هي الاساس في كل مانحن عليه من خراب ودمار لبنى البلاد واقتصاده المحطم بقيود الماضي واغلاله. وما يشاع اليوم من استثمار نتائج مرحلية لشخص معين، وبناء قدرات البلد في الاتكاء على شخصنة الانجازات، هو العائق الوحيد الذي سيبقى ماثلا امام الجهود الرامية الى تأسيس دولة المواطن والمؤسسات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك